يوميات صيفية من تيزنيت(10): في انتظار عودتهم مجددا.

IMG-20160801-WA0007

عادت شوارع مدينة النعناع الى حركتها الطبيعية بعد أسبوعين من الازداحام و الضجيج بمناسبة المعرض و المهرجان. وعادت الساكنة لممارسة حياتها اليومية وكأن شيئا لم يقع. فتيزنيت قبل اسبوعين هي تيزنيت اليوم. شعارات المعارض والمهرجانات مجرد مصطلحات على الورق لا تجد ابدا طريقها الى المعيش اليومي للمواطن البسيط.
انتهى موسم المهرجانات بتيزنيت لينتقل الى نواحيها بتافراوت و النواحي. ليتم اعادة نفس الطقوس في ادرار “الجبل” المعروفة قديما بطبيعتها المحافظة. سيتم في غالب الاحيان التعاقد مع نفس شركات الحراسة و معدات الصوت و الانارة. فالأمر يتعلق بمجال منظم ينشط فيه اشخاص محددون.
غير ان هذه السنة ستختلف كثيرا عن السنوات الماضية لعدة اعتبارات. فنهاية العطلة الصيفية هذا العام سيتزامن مع الدخول المدرسي بمستجداته و يتبعه عيد الاضحى مباشرة لتكتمل الباهية على قول العامة. كما ان هذه السنة من الناحية الفلاحية تعتبر من أسوأ السنوات.
العديد من أرباب الأسر ، لا شك أنهم بدءوا التفكير منذ الان عن الحلول السحرية لحل مشاكل شهر شتنبر ، و ياتي البعض و يتبجح بتنظيم مهرجان للتنمية و الشطيح و الرديح.
الادوات المدرسية و ملابس الاطفال و تسجيلهم بمدارسهم ، لا شك انها ستضع الجميع فوق شواية غلاء المصاريف بعد ان تحدث الجميع عن زيادة جديدة في اثمنة الكتب المدرسية تقدر ب 30%.
ينضاف الى ذلك مصاريف شراء اضحية العيد ، التي و بالنظر الى السنة الفلاحية السيئة ، ستكون لا محالة كسابق السنوات. غلاء في غلاء ويبقى الحل الامثل زيرو ميكا . وا اسفاه.
بعد ان ترنحتم و رقصتم على انغام موسيقاهم ، و زرتم معارضهم ، وملاءتم ساحاتهم. هم اليوم وبعد ما جنوا الكثير من المال، سينعمون بعطلة صيفية مميزة و لا يفكرون فيما تفكرون فيه. اعتباراتهم ليست اعتباراتنا و مشاكلهم ليست مشاكلنا. و تذكروا جيدا أنه مباشرة بعد العيد ستظهر مجددا نفس الوجوه و الاشخاص ، هذه المرة ليس لتنظيم حفلات لكم و لكن لطلب أصواتكم . هذه المرة سيدقون ابوابكم و يتوسلون اليكم. سيكونون بقدرة قادر الطف خلق الله ليس حبا فيكم و لكن رغبة في كرسي او منصب. السهرات و النشاط تؤدون ثمنها لاحقا.
سيتصلون بكم و يسألون عن احوالكم اياما قبل الانتخابات. وسيعدونكم بتحقيق جميع مطالبكم. التمسكين حتى التمكين ، ولن يأبهوا لمطالبكم وسيضربون لكم موعدا بعد خمس سنوات. و الأكيد انهم سينظمون لكم كل سنة معارض و مهرجانات قد يزداد عددها بقدر ازدياد اصواتكم لهم.
مجرد توقعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق