الطاهر عقمي ضيف على “كاتب وما كتب”. بقلم : حسن الباعقيلي


انطلق عشية أمس الجمعة الحلقة الأولى من المبادرة الاقليمية لمؤسسة الاعمال الاجتماعية للتعليم فرع تزنيت “كاتب وما كتب”. وكان الموعد مع الأستاذ الطاهر بن الحسين عقمي وكتابه “التعليم الأولي بين غزارة التنظير وإشكالية التطوير”
وقد استجاب للدعوة جمع كريم من القراء والمهتمين، دلّل على أن الكتاب ما يزال قادرا على جذب الناس إليه، واجتماعهم حوله، وتداولهم في الذي فيه خبرة وأفكارا وعلما.

وقد قدم الأستاذ الطهر العقمي مسحا شاملا سريعا لفصول كتابه واحدا واحدا، منطلقا من فكرة البدأ التي كانت سؤالا اشكاليا صعبا. بدأ به الكتابة، واستصحبه معه وهو يخوض غمارها. ولما انتهى من كتابه بقي السؤال صامدا متحديا يتردد.. “لماذا ظل التعليم الأولي يراوح مكانه رغم كل هاته الترسانة التشريعية الهائلة؟”
لقد ظهر في حديث الطاهر بن الحسين عقمي عن كتابه أنه جمع وعلق وأوصى. أفاض في جمع النصوص التشريعية المتعلقة بالتعليم الأولي، وتوسط في التعليق عليها. وحين أوصى كان محجما مقلا. فطالبه الحاضرون أن يمضي في الذي قلّل فيه، إفاضة مفيدة تشفي وتضيئ وتغني. ولم لا يثني بكتاب آخر يلملم شتات خبرة عقدين ونيف. فالتعليم الأولي ميدانه وهو الفارس فيه. وقد قال غير ما مرة أن له غيرة عليه. بل إن هذه الغيرة المتأصلة هي التي أشعلت فتيل الكتابة في قلبه قبل عقله، فانطلقت شرارتها تضيئ المسالك والدروب إلى أن رست كتابا ينشر بين الناس ويقرأ. بل وثيقة جامعة، وشهادة ممهورة من خبير محنك.
إن هذه المبادرة العرفانية جديرة بالتنويه. فهي تأتي في وقت عز فيه الاحتفاء بالكاتب وما كتب. ولا نملك إلا أن نشيد بها وندعو كل محب للكتاب، وغيور على المعرفة، أن يحرص على مواعدها وطلب تجويدها. كما ندعو القائمين عليها إلى إحكام تدبيرها. فالذي سيحرص على حضور حلقاتها إنما يقاوم مغريات شتى، ويستقطع من عمره قطعة زمنية ثمينة. وما هذا بالذي يهمل عند التنظيم والتسيير.

حسن الباعقيلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق