رسالة إلى معشر الصحفيين، بالصينية.. ! بقلم عثمان صديق

me-1

ألم يحن الوقت ليحيّن الصحافيّون المغاربة مطالبهم التي ظنّوا واهمين أنّهم امتلكوها في بلاد لا تجد حرجا في الخروج بوجه مكشوف أمام العالم لتقول إن في المغرب صحافة حقيقية ؛
أما علمتم أن حرية الصحافيين الحقيقية هنا هي حريّة التنقل مجانا عبر قطارات المملكة ببطاقة أخرسكم بها تحالف وزارتي الاتصال والنقل عليكم. لقد انحصرت مطالبكم وتقزّمت، فصار كلّ ما هنالك، مطالب بتحسين الوضع المادي والرفع من أجوركم. خسئ نضالكم.
انتظروا قفشات وزير الاتصال السيد مصطفى الخلفي حين يخرج في تصريح صحفي منوّها بعدم مثول أي صحافي أمام القضاء هذه السنة. صفّقوا له، ثمّ اسألوه عن أقلامكم “المنجورة”، منذ وُجدَتْ وإلى اليوم على مقاس ما تمليه “المصالح العليا للوطن”. اسألوه، ألم تُسجن أقلامكم؟ ؛
انظروا إلى نقابتكم الباردة لتعوا أنّكم بحاجة إلى حمّام ساخن، وأن “الصابون البلدي” الذي تضعونه تحت أقدام بعضكم البعض، لن ينزلق بسببه سوى شعب مُتعبٌ من “طْليق السخون” الذي جعل منكم “كسّاله” بدل صحافيين مهنيين.
انظروا بعد ذلك إلى المرآة لتعرفوا بشاعتكم، وبعضكم يصفّق لصحافي، لا قدّر القاضي، إذا مُنعَ من الكتابة عشر سنوات. فقط لاختلافكم معه في الرؤى والتوجّهات.
يا أهل الحلّ والعقد، متى ستفقهون أنّ المصالح العليا للوطن في أيدي صحافة حقيقية تمارس دورها كاملا، بما يفضي إلى تقويم الاختلالات وترسيخ أسس مجتمع مدني ونبذ الكراهية ومحاربة التطرّف وتحفيز الوحدة والوطنية من طنجة إلى لكويرة ؛
بل – وهذا الأهم – مجاراة ما يأتي على مواقع التّواصل الاجتماعي من أخبار مغلوطة ومجابهة كمّ التحليلات الفارغة والمضلِّلة في كثير من الأوقات. لن يتأتّى ذلك أمام مستهلِك للمعلومة مشكّك في رواية الإعلام الرسمي، إلا من خلال صحافة مستقلّة وذات مصداقية تخلق التوازن في وقت لم يعد فيه بالإمكان حصر المعلومة واحتواء نطاق تداولها.
افهموا أن إخراس صوت الصحافي المهني وتمييع الصحافة الحقيقية، عليكم لا لكم ..
وإذا شككتم في ذلك، فإني أيضا أشكّ أن جميع ما جاء في هذه الأسطر مكتوب بالصينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق