قراءة في كتاب ” هموم تلميذ ”

هموم تلميذ

قراءة في كتاب ” هموم تلميذ ”
الكتاب: هموم تلميذ

الكاتب: أيوب بوغضن.

المدينة: تيزنيت.

الطبع: طوب بريس

عدد الصفحات: 208 صفحة

 

قد يخيل لقارئ عنوان الكتاب “هموم تلميذ ” أن الكاتب سيقدم مقاربة للصعوبات التي واجهت تلميذا ما خلال مسيرته الدراسية ( من قبيل : الكد من أجل تحصيل الدرجات والصراع من أجل فهم الدروس و اجتياز الامتحانات)، لكن حقيقة الكتاب بعيدة تماما عن ذلك. فهو في كل صفحاته لم يأت على ذكر هذه الحيثيات و لم يقف عند تجليات هذا النوع من الهموم، بل هو محاولة لتجاوز هذا النمط من التفكير الذي يحصر دور التلميذ في الاشتباك مع أسئلة المقررات فقط و الدفع به نحو التعالي على هذه النظرة التقييدية لفكرهواهتماماته. فمظهريا يمكن القول بأن الكتاب هو شهادة الباكلوريا التي يعتز بها الكاتب، اما مضومناً فهو عبارة عن مقالات سطرها أثناء ملحمته طيلة حياته التلمذية .

إذن فالهموم المقصودة هنا هموم من نوع آخر، صنفها الكاتب إلى نوعين اثنين شكلا قسمي الكتاب : القسم الأول (النوع الأول من الهموم ) : هموم دعوية إصلاحية، و القسم الثاني (النوع الثاني من الهموم)هموم قضوية فكرية .

يعتبر القسم الأول جماع ما خلص إليه الكاتب بعد رحلته الدعوية الإصلاحية التي دامت أربع سنوات تقريبا (منذ السنة الثالثة إعداديالى الثانية بكالوريا)التي فطن خلالها إلى ما غفلت عنه المنظومة التعليمية بمقرراتها و أجهزتها و هو حاجة التلاميذ لنقاش فكري هادف يجعلهم واعيين بواقعهم و بمصيرهم و مدركين لحقيقة كونهم مستخلفين ، و قادرين على تبني قضية النهوض بالأمة و جعل مهمتهم الإجتهاد بغية تحقيق مجد وطنهم و دينهم.
و لكون البداية مرحلة شاقة من كل عمل ، و مرحلة تتسم بالتعثرات الكثيرة ، فقد كان لبداية رحلة الكاتب أخطاء كما كان لها إيجابيات مكنته فيما بعد من تصحيح المحاولات الأولى لتحديد طبيعة المعركة في الساحة التلمذية و تعيين عدو التلميذ الحقيقي.
و لعل الشيء الذي يتميز به الكتاب هو معالجته المنطقية لواقع الساحة التلمذية و إنتقاله من تمحيص الواقع و تجلياته إلى تحليل الأسباب و الظروف ثم تقديم البديل المنشود . حيث استطاع الكاتب من خلال الفصول الأربعة من القسم الأول فتح أعيننا على حقائق نعيشها نحن التلاميذ و ربطها بمسببات و عوامل و نتائج بعضها معروف غير مدرك بخطورته لدينا و البعض الآخر مجهول لم نكن نعرف به و لا بتجلياته .ففي الفصل الأول : “المحاولات الأولى لتشخيص الواقع التلمذي ” ذكر الكاتب مجموعة من الصور التي تترجم الحالة التي وصل إليها التلاميذ كتدني المستوى التحصيلي و الجدية في الدراسة خصوصا في صفوف التلاميذ الذكور و تفشي ظاهرة العري لدى التلميذات (تكريس المرأة – الجسد والمرأة الشيء ) ثم تراجع مستوى التدين لدى التلاميذ و التلميذات على حد سواء . وبالنسبة للعقيدة في الساحة التلمذية ، لم تسلم كذلك من خطر الفساد و التفسيخ الذي يطوقها به الإعلام و المجتمع بشكل عام رغم كونها خالية عموما من الخرافات …
يتطرق الكاتب في الفصل ذاته إلى أزمة الأخلاق و تجلياتها في وسطنا التلمذي . فالتلميذ اليوم متأثر بحال مجتمعه المنحل أخلاقيا فطفت إلى السطح سلوكات تترجم سخافة أصحابها و مدى إنغماسهم في العالم المادي من قبيل الغش و التعري و التحرش و غياب قيم الحياء و غض البصر و العفاف…

إن ما يجب التركيز عليه أساسا في هذا الفصل هو جملة الجقائق التي ينبه إليها الكاتب والتي بدأنا كتلاميذ في نسيانها أو تناسيها. و مثال ذلك إلغائنا للمقاصد التعبدية للعلم وتضخيمنا لهدف الوصول إلى الكرسي الوظيفي على حساب العلم و الثقافة و إقصاء ضرورة الإهتمام بهموم الأمة الإسلامية و الوطن، و الشيء الأهم : جهلنا بهويتنا ! فالمشكلة كل المشكلة -كما يفسر الكاتب – هي إفتقادنا للهوية التي فقدنا بفقدانها الرسالة و الغاية في الحياة ، و حل هذه المشكلة هو بداية علاج كل المعضلات الأخرى و يكمن في التشبث بهويتنا كتلاميذ مسلمين حاملين لرسالة حضارية ، علينا واجب تحرير الأمة ، و كتلاميذ مغاربة ننتمي لهذا الوطن واجبنا فهم أزمات مجتمعنا و البحث عن حلولها.

و يأتي الفصل الثاني :” المحاولات البدئية لتفكيك واقع الدعوة و عوائق الصحوة في الساحة التلمذية “، إتماما لما جاء في الفصل الأول، حيث يتناول فيه الكاتب اسئلة متعلقة بواقع ودور الدعوة في تحقيق الصحوة و تجاوز معضلات الواقع التلمذي التي سبق استقراءها في الفصل الأول بإعتبار الدعوة سبيلا للخلاص.

إن معركة الدعوة معركة متعددة الجوانب ، إنها معركة ضد التخلف العلمي و ضد الجهل بالهوية ( اللاوعي الهوياتي القومي ) و ضد تفسخ الأخلاق. من جهة أخرى على الدعوة أن تحارب بعض الظواهر التي أصبحت متفشية الآن لدى التلاميذ. كالاستسلام للأمر الواقع والقبول بحقيقة التخلف(  ثقافة الانهزام ) و الانسحاب و التقوقع على الذات (ثقافة الانسحاب ) و عدم الاكتراث ( ثقافة اللامبالاة ) و الجري وراء إشباع الرغبات المادية. و من ذلك كله يتضح جليا أن مهمة الدعوة الإسلامية داخل الوسط التلمذي صعبة للغاية فالنماذج التي سبق ذكرها منتشرة على النطاق الاوسع ، و الجهود المبذولة من قبل الدعوة لا تزال ضعيفة و الدليل غيابها في المؤسسات التعليمية و في حال تواجدت فهي غالبا ما تصطدم ( في شخوص التلاميذ الدعاة( بعدة عوائق كالتضخم الدراسي و السقوط في خطأ الدعوة الموسمية و فقدان التوازن الاجتماعي.

إن ما يتحدث عنه الكاتب هنا نراه و نعيشه في مؤسساتنا التعليمية بشكل متكرر. فالتلاميذ الدعاة حاملي هم الصحوة الإسلامية في الساحة التلمذية يقابلون بالنبذ و عدم الاكتراث من طرف بافي التلاميذ أو يعجزون عن التوفيق بين الجانب الدعوي و الجانب الدراسي فيسقطون في اللاتوازن و من ثم الالتحاق بأحد التيارات المتفشية ( الانحلال الخلقي و الدراسي أو التضخم الدراسي.)

أما في الفصل الثالث :” البعد الإصلاحي للنقاش الفكري و الحراك التلمذي، يقدم الكاتب مفهوم الجركة التلمذية على كونه مفهوما مركزيا وجب الاهتمام به خلال عملية الإصلاح الثقافي داخل المؤسسات . فإصلاح الواقع التلمذي لن يتأتى إلا بالعمل الفكري الثقافي وليس بالنقابي المادي . فالأول على عموميته أساسه النقاشات داخل باحات المؤسسات الهادفة إلى محاربة انتساب التلميذ للتفاهة و عالم المخدرات و الأشياء و الأرقام الصماء والعمل على تقديم البديل ( تلميذ معتز بانتمائه الهوياتي الإسلامي و القومي ) و الثاني رغم تحقيقه للحاجات المادية للتلميذ ( التجهيزات و الوسائل ) في المراحل السابقة إلا انه ساهم في تعطيل الوعي التلمذي و تطويق الفكر .

و قد أرخ الكاتب للحركة التلمذية بالمغرب و تتبع مسارها منذ الثلاثينيات إلى يومنا هذا ، وهو مسار حافل لا يعرف عنه تلاميذ اليوم شيئا و لا يساهمون فيه و لو بالقليل . فمنذ ذلك الحين ، ساهم التلاميذ في حراك فكري أساسه الاهتمام بقضايا الوطن و محاربة الاستعمار (الثلاثينيات +الأربعينيات+الخمسينيات) و الاهتمام بالقضايا العالمية و بالعمل النقابي (الستينيات ) حتى أنهم كانوا على قدر رفيع من الثقافة و النضج مكنتهم من تبني أفكار تيارات مختلفة (التيار الماركسي خلال السبعينيات /الفكر الإسلامي :الذي ظهر أواخر السبعينيات ردا على الموجة الإلحادية التي أنتجتها الماركسية).

و اليوم و بعد هذا التاريخ الحافل للحركة التلمذية، أصبحنا نعيش في سبات فكري عميق تباركه المقررات و المناهج الدراسية فإزداد الإقبال نحو اللذة الجنسية و عدم الاكتراث لما يقع في العالم و انحصار أهداف التلاميذ في الحصول على الكرسي الوظيفي .
أما الفصل الرابع من الكتاب : ” الساحة التلمذية :مأساة النسيان و آفاق النجاة ” فهو بمثابة مسح شامل ل”عالم التلاميذ ” و ما يجعل هذا المسح يلامس الواقع المباشر  هو كون الكاتب تلميذا قبل كل شيء، عاش خلال فترة دراسته مع باقي التلاميذ هذه الحقائق وتساءل عن دوره في تغيير الواقع. و بداية الفصل كانت تقصيا لحقيقة المأساة بذكر أرقام حول المخدرات و العنف و الجنس و الأمراض النفسية داخل الوسط التلمذي، أرقام أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مهولة . فرغم معرفتنا جميعا بكون واقع التلاميذ ليس مبعثا للفخر إلا أننا قد لا نتخيل حجم المشكلة و بحور المجون التي يسبح فيها التلاميذ و التي عبرت عنها تلك الأرقام بطريقة مباشرة.

من جانب آخر تطرق الكاتب إلى تأثر التلميذ اليوم بنظام السوق و الرأسمالية الذي صيره تلميذا ماديا استهلاكيا لا تهمه القيم بقدر ما تهمه المادة و مراكمة الأموال..
إذن فالمأساة هي مأساة النسيان: نسيان الرحمان و النفس و المصير و الوطن  . “و الحل يبدأ بالتذكير” و هو ما يقع على عاتق الدعوة الإسلامية و على عاتق التلاميذ الدعاة خصوصا . ويذكر الكاتب في محور “كيف ندعو التلاميذ ؟” من هذا الفصل ما يجب أن يتوفر في الدعوة التي تستهدف التلاميذ، فهي أولا : دعوة بالقدوة (بالحال ثم بالأقوال ) كأن يكون التلميذ الداعية ملتزما و متفوقا (أو ساعيا للتفوق ) و خلوقا و أن يستعين بالدعاء بالهداية للمدعوين . و هي أيضا دعوة بالمقال و تتمثل في مشاركة التلميذ الداعية في النقاشات (بالدفاع عن الطرح الإسلامي ) أو في خلقه لهذه النقاشات بشكل فردي أو ضمن نوادي المؤسسات . و يقترح الكاتب مواضيع يمكن أن تنطلق منها الدعوة داخل الوسط التلمذي من قبيل : قضية الألوهية : التي يجب أن تعتبرها الدعوة أساسا و ركيزة لها فالتلميذ الذي يستشعر معاني ”لا إله إلا الله ” يتخلص من عبادة الشهوة أو الموسيقى أو كرة القدم أو الأرقام الصماء. الإسلام منهج حياة : بأن يتوجه  التلاميذ الدعاة إلى تصحيح الافكار المغلوطة عن الاسلام لدى باقي التلاميذ كحصره في الشعائر التعبدية او كربطه بالرجعية والتخلف. الشباب و مسؤولية المرحلة : و هو من المواضيع التي تصب في نقطة ‘إعلاء الهمة’ لدى التلاميذ. فتحسيس التلميذ بمعنى أن يكون مسؤولا و بمعنى كون الفترة التي يعيشها فترة جد و عمل و مثابرة لا فترة لهو و انحلال و تكاسل سيساعد على ربطه بواقعه ومجتمعه ووطنه و بالتالي لن يرضى إلا بالمعالي بغية تحسين واقعه و خدمة مجتمعه و أمته..

و قد ذكر الكاتب في هذا الفصل لقطات من تجربة الداعية الامام ‘الحسن البنا’ عندما كان تلميذا و هي لقطات تدعونا إلى التأمل و أخذ العبرة و الاقتداء به سواء تعلق الامر بعلاقته مع والديه أو مع أستاذه أو بتضحيته في سبيل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أو تحمله للمسؤولية في سن مبكرة..

و لأن قراءة الواقع و استقراءه فقط ليست هي المقصد، فقد قدم الكاتب في نهاية الفصل الرابع وصفا شاملا للنموذج البديل للتلميذ الذي تنشده الدعوة الاسلامية بل و كل الجهات التي يهمها مستقبل الوطن و الامة. انطلق بداية من توصيف النماذج السائدة : التلميذ/الجسد : و مثاله من يقبل على اللذة و الاهتمامات السخيفة و ضعيفي الثقافة والفكر. التلميذ/الآلة : و يتجسد في مثال التلاميذ عباد الارقام الصماء الذين لا يهمهم لا الواقع و لا الوطن و لا الدين و عديمي الاهتمام بالثقافة و الفكر …
إن انتشار هذين النموذجين (نماذج النسيان) ليهدد مستقبل هذا الوطن فهما يؤسسان لجيل لا أخلاق و لا قيم له ، جيل مفعول به ، يتعلق بالقيم المادية و لا يحمل هموم خدمة أمته.

إذن فالحاجة ماسة لنموذج بديل للتلميذ، يقدمه الكاتب على أنه نموذج الوعي(في تقابل مع نموذجي النسيان السالف ذكرهما) و من خصائصه كونه تلميذا :*خليفة يستحضر مصيره يوم الحساب وهو يباشر كل شيء و أي شيء و يحمل رسالة الاسلام داخل مجتمعه، *واعيا بهموم امته و بضرورة نجاحه وتفوقه ،* تلميذا مثقفا علميا يبني فكره على أساس علمي منهجي.
و لنا أن نتأمل في مسيرة د.المهدي المنجرة التي ألحقها الكاتب بنهاية الفصل و نأخذ العبر منها خصوصا ما يتعلق بتكوينه المتكامل(العلوم الحقة و العلوم السياسية) و عصاميته و ارتباطه بعالم الكبار منذ فتوته…

أما فى القسم الثاني من الكتاب “هموم قضوية فكرية”  إنتقل بنا الكاتب من خارج المجتمع الصغير – الساحة التلمذية – الي المجتمع الكبير – الامة الاسلامية – هنا بدأ الكاتب في الحديث عن قضايا لها علاقة بالامة عموما محاولا بذلك ربط التلميذ المغربي بهموم أمته فكتب عن ” مستقبل المسلمين بإعتماد شرع رب العالمين ” حيث علق فيه على مقال “احمد عصيد” الذي كتب مقالا بعنوان ” مستقبل المسلمين بين أرذوغان و القرضاوي”، كي ينتقل الي دهاليز السياسة حيث كتب ” حديث في الفكر و الدعوة بعد الانقلاب الذي جرى في ارض الكنانة” معلقا على ما جرى و ما يزال من أحداث على المسرع العربي و ما يجب أن ناخذ فيها من عبرة تجنبا لوقوع  نفس السيناريو.

و بعد جولته الفسيحة في مختلف  ثغور الامة الاسلامية رجع بنا الكاتب للحديث عن علماء هذه الامة وعظمائها الذين تركوا بصمة في التاريخ و في هذا الصدد كتب “حتى لا نصادر ذاكرة الحركة الاسلامية” و”محمد قطب:معلم الجيل” الذي أبدى فيه الكاتب ألمه و حزنه على رحيل هذا المربي والمناضل الكبير الذي كان له وقع أثر في فكر الكاتب، إذ أنه إستمد تكوينه الفكري الاولي من “المدرسة القطبية” و بذلك تأثر بفكر الاستاذين (سيد قطب_محمد قطب) و كما أسلفنا أنفا فإن هذا التأثر يتجلى في  المقالات الاولية للكاتب .

و في ختام الكتاب يسترسل الكاتب في حديثه عن ” سمات التقدم التقني الغربي المعاصر” حيث إنتقد الحضارة الغربية المادية و ما وصلت إليه . فحسب رأيه يرى بأن التقدم ليس كما يظن البعض أنه مفهوم بديهي بل هو مفهوم يستدعي بحثا جادا و دراسة و إعادة طرح سؤال: ما التقدم ؟ فإذا كان التقدم في عصر الحداثة يرنو الى إسعاد الانسان و تيسير ظروف عيشه من الحسن الى ما هو احسن فانه في عصر ما بعد الحداثة انحرف و زاغ عن سكته بعد تحولات جذرية عرفتها الفلسفة الغربية ، و من سمات هذا التقدم الجديد :

– عدم التحكم

– تقدم بلا بوصلة

– تقدم مغرور

-تقد لانهائي كمي

– تقدم لا يرعى المصير المشترك للبشرية

– تقدم لا مكان فيه للمعنى

و بذلك فان التقدم التقني الغربي هو سيرورة لا هدف له و لا مقصد و ذالك راجع بكونه نابع من عقل مادي ملتزم بالتقنيات دون هدف او غاية و من هذا المنطلق يؤكد الكاتب ضرورة مراجعة هذا المفهوم بغية صياغة مفهوم اخر غير المفهوم الغربي الذي يستبعد الجوانب الاخلاقية و الانسانية.

و في الختام يخلص الكاتب إلى أن ما ينقص “التلاميذ الدعاة” من ممارسة نشاطهم في باحات المؤسسة التعليمية هو غياب “الحرية” و “الديموقراطية” و في هذا الصدد يقول : عندما كنت تلميذا عشت لحظات عديدة أحسست فيها بحقيقة قيمة الديموقراطية . فعندما أعاين خوف التلاميذ على المستقبل حيمنا أعايش هذا الشعور الذي رسخته بنى الإستبداد في وجدان التلاميذ، حينما تذيع مقولة بئيسة “أشبغيتي المشاكل ؟، ديها فقرايتك !” و نشاهد جفاف المواسم الدراسية فيما يتعلق بالحراك الفكري و الثقافي ، حينما يصبح التمليذ متهما و مجرما لانه يفتح دردشة – بباحات المؤسسة التعليمية -… اقول حينما رأيت و عايشت كل هذا و ذاك ، تأكدت أن ما ينقصنا أولا هو الحرية و الديموقراطية و الحق في التنافس و تكافؤ الفرص في عرض نماذج ثقافية و حضارية على الجماهير.

 

قراءة و تقرير : سمير ادواعراب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق