“أساتذة الغد”بقلم فيصل

فيصل بوحيل

رغم الخصاص الذي يعرفه التعليم سواء في الأطر التربوية وحتى على مستوى البنبات،هذا لم يمنع  الوزارة المكلفة وفي إطار الإرتجالية التي تعرفها بالخروج بالمرسومين المشؤومين،الذين يقضيان بفصل التكوين عن التوظيف وبتقليص منحة الأساتذة المتدربين،حلم الكثيرين إصطدم بتعنت الوزارة وإصرارها على الإبقاء على المرسومين،هذا مادفع بأساتذة الغد إلى مقاطعة التكوين والخروج في مسيرات إحتجاجية ضد بلمختار،كان هذا مسار الأحداث وإلى حدود الساعة بقيت الأمور على ماعليه.
لنعد لنناقش قرارات بلمختار من زاوية أخرى،هذا الوزير أولا لايجيد التواصل كل مايعرفه هو تصفح هاتفه أثناء جلسات المسائلة والمغادرة في صمت غير مبال لما يقع،فكيف لهذا الشيخ الذي يجب إحالته على التقاعد أن ينصت لتطلعات الشباب وإلى رجال ونساء التعليم،رجل ضرب بعرض الحائط كل المكتسبات وكأنه يكن الحقد تجاه الأطر التربوية.
لندخل الآن في حيثيات المرسومين،فالقرار الأول يقضي بفصل التكوين عن التوظيف بمعنى أن التكوين الذي يخضع له الأستاذ لايمكنه من التوظيف وإنما يخول له إجتياز مباراة الوظيفة،نعم قمة العشوائية،بما أن الأستاذ إجتاز بنجاح مباراة الولوج إلى المراكز فهو حتما يتمتع بالكفاءة،مايحز في النفس أن معضمنا قضى نصف عمره في مقاعد الدراسة ليحصل في الأخير على شهادة جامعية تمكنه من الولوج لسلك التعليم،لكن في بلد كالمغرب الحصول على الإجازة يوفر لك فقط الإمكانية لتخضع لتكوين والذي بدوره يفتح لك تكوينا آخر للحصول على تكوين…هل رأيتم ؟الحلقة تدور فقط حول التكوين،أما الوظيفة فهي بعيدة المنال ولنا أمل في إشراقة يتغير حولها الواقع نحو الأفضل،أما القرار الثاني جاء ليقلص منحة الأساتذة المتدربين والتي هي في أصلها محنة قبل أن تكون منحة،قلصت من 2000درهم إلى حوالي النصف،هذا لايغطي حتى مصاريف التنقل والكراء…هنا يتيين أن الحكومة هي بارعة في إتخاد القرارات تجاه الفئة الضعيفة في خضم الأزمة التي تدعي وجودها في الوقت الذي وجب فيه تقليص رواتبهم الضخمة، المثير في الأمر أن الحكومة بصفة عامة بارعة في التمويه فهي فتحت مرخرا تكوين لفائدة 25000 من حملة الإجازة لإدماجهم في سوق الشغل مدعية أنها تحارب البطالة،فما فائدة الجامعات المغربية إن كان الشاب لايستفيد من التكوين الذي خضع له،الخلاصة هنا أن الحكومة بصفة عامة تدعي أنها أتت بشيئ جديد وهي في الأصل تحاول فقط إمتصاص غضب الشباب،البعض هنا سيعتقد أني خارج عن الموضوع الذي أتناوله في هذا المقال لكن العكس هذا له علاقة بالتعليم لأن المنحة التي قلصت للأساتذة أعيد توزيعها على الموجزين الذين سيتم تكوينهم في الثلاث سنوات المقبلة،بمعنى أن الوزارة أو الحكومة قامت فقط بعملية بسيطة لدرء الرماد في العيون ولا جديد يذكر سوى أن الوزارة تسعى إلى تصدير الشباب نحو القطاع الخاص الذي يعاني بدوره من مجموعة الخروقات،أملنا كبير في أن تلبى مطالب أساتذة الغد وليس فقط التكوين الذي سيتيح لهم الفرصة للخضوع لتكوين آخر،لأننا في حاجة ماسة لمن يأخد بيد أبنائنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق