ومن الكبش ما أفقر بقلم: أحمد الهلالي

أحمد الهلالييبدأ العد التنازلي لعيد الأضحى فتزداد وتيرة استعدادات الأسر المغربية للإحتفال بعيد الأضحى المبارك عيد يحمل بين ثناياه عدة معاني للتضحية والتآخي إذ يجتهد كل رب أسرة ويسعى لتوفير كبش طالما تباهى بمظهره وثمنه، وقد يكون القصد من شرائه -أصلا- التخلّص من الضغط الاجتماعي و/أو الأسري، وهو لا يدري أنّه بِنيّته تلك قد حوّل عبادة شرعية -على قدر الاستطاعة- إلى عادة اجتماعية. عادة أصبحنا نرى حتى تاركي الصلاة والمُقصّرين في كثير من الواجبات الأخرى صاروا حريصين عليها.
وقد حددت الشريعة الإسلامية مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في  أضحية العيد لكن حسب طاقة المسلم؛ إلا أن ما نراه اليوم من ممارسات وسلوكات لدى الكثير من الأسر والعائلات المغربية تفرغ هذه السنة العظيمة من مضمونها؛ الذي جاءت به؛ بحيث أضحى الكل يتسارع ويتهافت من أجل إقتناء أضحية العيد بشتى الوسائل والأساليب  ولو على حساب طاقته وقدرته الشرائية تلبية لنداء التباهي ؛ حيث أضحى التنافس سيد الموقف خاصة في الأحياء الشعبية بالمدن المغربية كل يسعى لتكون أضحيته أكبر من غيره ؛ ولو كان مستوى دخله جد هزيل؛ الشيء الذي يحول هذه العبادة الربانية إلى عادة تتكرر كل سنة لدى كثير من الأهالي المغربية ومع بداية العد العكسي لعيد الأضحى يجد كثير من الناس أنفسهم بين مطرقة ما يصطلح عليه”الشناقى” وسندان الأبناك ومؤسسات القروض بمختلف انواعها؛ إلا أنه ما يثير الإنتباه والجدل هذه الأيام هو إقدام العديد من الأسر على بيع أثاث بيتها أو بعض حاجياتهم من مجوهرات إلى غيرها من الأشياء التي قد تعود عليهم  بثمن”الكبش المشؤوم”؛ وبالتالي تحقيق غريزة امتلاك كبش العيد.وهو ما يخالف مقصد الشرع الذي اشترط فيه الاستطاعة ولم يربطها بالتكلف والإقتراض؛ومن لم يستطيع توفير كبش العيد فيجوز التضحية بالماعز وغيره بل أيضا يمكن اشتراك عدة أسر في أضحية واحدة لأن الإسلام دين يسر وليس دين عسر.
كلها أشياء تحول عيد الأضحى من يوم للذكر والعبادة والفرح إلى يوم حزن وحسرة وندامة؛ اللهم اجعلنا ممن يجعلون من العيد فرصة للعبادة وليس فرصة للتباهي والافتخار وعيدكم مبارك سعيد وكل عام وانتم بالف خير ودامت لكم الأفراح والمسرات يا رب.

                        بقلم: أحمد الهلالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق