في ضيافة طائفة فقراء إداولتيت بزاوية أحمد أباعقيل

الفقراء

       مازال جسم التصوف بالجنوب المغربي ينعم بالخير ،ففي يومه 3 ربيع الثاني 1436 الموافق ل 26 يناير 2015 ، التأمت الطائفة  إداولتيت  في معقل أحد أقطابها الربانية بالمنطقة الشيخ المتصوف قيد حياته أحمد أباعقيل بهدف استعادة ما أسداه من عمل جليل حيث تتلمد في عهده عدد كبير من علماء سوس  مما أعطى لهذه المناسبة قيمتها الروحية والتربوية والتعليمية : وقد عرفت هذه المنطقة توافد نسبة كبيرة من الفقراء من جميع أنحاء سوس ومن كل فج عميق ، لإحياء هذه  الذكرى الغالية لذى أبناء الجنوب المغربي خاصة أبناء هده المناطق الذين يتميزون بحب العلم والعلماء .

     وفقراء إداولتيت  تقليد صوفي وتظاهرة دينية  موسمية راسخة في هذه المناطق ، تنظم جولات دعوية في جميع مناطق  جزولة وغيرها ،ويتم تكريمهم من طرف اهل المناطق التي يمرون بها ،وهي أساسا من قبائل إدا بعقيل وقبائل إدا وسملال ،وقبائل إدا إرسموكن ، وتنظم اليها وفود المناطق التي يمرون بها وهي أكثر من ثلاثين محطة . ومن اهم هذه المحطات :محطة  زاوية سيدي أحمد اوموسى ،وزاوية سيدي أحمد أبعقيل ،وبعد ذلك محطة تيغمي ،ومحطة سيدي داوود ،ثم محطة قبيلة أمراغ بأكلو، ومحطة زاوية سيدي وكاك بأكلو ،حيث تنضف اليها قبائل وجان ، وقبائل ارسموكن، وقبائل الساحل ،ووفود قبائل أيت براييم  ،وقبائل أيت بعمران والأخصاص ،وقبائل افران الأطلس الصغير ،وبويزكارن وتيمولاي وتغجيجت وأداي وأمتضي…وتحرص جميع  الفعاليات في هذه المناطق على الترحيب الحار بضيوف الوافدين عليها من كل حدب وصوب ، وعلى المشاركة التلقائية في جميع مراسيم التظاهرة ،وطقوسها ،وبشكل خاص في دعائها  الختامي في كل محطة .

    ولعل ما يميز هذا المجمع الكبير في زاوية أحمد أباعقيل ، تقديم وجبة الكسكس بطريقة تقليدية المفتول بالشعيروتطبخ بأخشاب أركان ،وتسقى بزيت أركان ،وتأكل تحث أشجار أركان ،وفي داخل هذه الوجبة تكون محشوة باللحم أو الدجاج البلدي والبيض ،وتقدم في إناء سمي باللغة المحلية “المترز ” وبإشارة واحدة ينطلق تناول هذه الوجبة بكل نظام وإنتظام…

       وتستمر رحلة الفقراء الربانية هذه من مناطق ومداشير سوس تباعا لخطوات الأقطاب المتصوفة في سبيل الدعوة لتعاليم الدين الإسلامية السمحاء ، والدعوة الى القيم النبيلة لهذا الدين المبني على السلم والتسامح… ودعواتهم الله بالخير والبركات والرحمة بالأمطار النافعة لهذا البلد ،ودوام الأمن والإستقرار لهذا الوطن .

  

متابعة خاصة –  الحسين البقالي والعباسي ابراهيم وحمري محمد     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق