الاحتياجات المفقودة في العلاقات الزوجية : الجزء الأول

هدارين-عبد-الفتاح

خلصت دراسة جديدة لمركز الاستشارات الاسرية بدبي، الى ان 60 في المئة من نسبة الطلاق في العالم العربي والاسلامي تعود بالأساس الى ضمور وفتور المشاعر الوجدانية، والعواطف النفسية، وفقدان اللمسات الساحرة . في حين تبقى نسبة 40 في المئة مرتبطة بالجانب المادي والحسي
سنحاول التطرق في هذا الجزء من مقالنا الى بعض احتياجات الزوج التي نراها اساسية تحول دون دخول الأزواج حياة روتينية عاطفية .فمن الاخطاء الفادحة التي ترتكبها المرأة هي تجريد الزوج من خزان العواطف النفسية والمشاعر الوجدانية وحصر وظيفته في المستلزمات المادية والحسية ، فمعظم الرجال بحكم تكوينهم الرجولي وتفكيرهم الذكوري غالبا لا يبوحون للزوجات بعواطفهم الجياشة بحيث قدرتهم عن التعبير عنها تكون محدودة ، وهم في امس الحاجة اليها ،خاصة بعد يوم شاق من مجهود عضلي أو فكري ، فرجوع الزوج من العمل لحظة فارقة بالنسبة للمرأة لاستيعاب فن التقارب الجســــــدي الذي يعتمــــد على اللــــمسات الساحـــــــرة المـــــفاجئة لا عــــلى التهيـــئ القبلي .

فالزوج جالس يقرأ جريدة فاجئيه من الخلف وحطي رأسك على كتفه .
الزوج جالس يتفرج على التلفاز فاجئيه وحط رأسك فوق رجله ،رن هاتفه سارعي واعطيه اياه وقبليه ، جالس في مكان ما تعالي واقتربي منه. هذا التقارب لا ينبغي ان ينحصر في غرفة النوم ، وهذا غلط بل حتى امام الابناء لذا ينبغي ان تتخذه الزوجة منهاج حياتها ، و تجعل من هذا التقارب سلوك يومي تمارسه في حياتها . ان هذه اللقطات والوقفات البسيطة تعمل على استعادة المشاعر المفقودة ، هذا التقارب الجسدي يخرج العلاقة العاطفية من الروتين اليومي الى حياة متجددة . فحاجة الرجل الى هذا التقارب الجسدي يعطيه نوع من الشعور بالانتماء الوجداني والتدفق العاطفي
فقد اكدت الدراسة التي انجزتها الدكتورة –فيرتون كولمان- الخبيرة في العلاقات الزوجية (ان التقارب الجسدي بين الزوجين بصورة مستمرة يعمل على توليد الطاقة الايجابية ورفع مستوى النشاط العاطفي لذا تنبهت بعض ادارات المستشفيات لهذا الأمر وقامت بتزويد غرفها الخاصة بأسرة مزدوجة وذلك لإفساح المجال للزوجات للبقاء جانب ازواجهن في حال مرضهم ، لتوفير الحب والحنان والاحتضان مما يساعد على سرعة الشفاء من المرض .

عبد الفتاح هدارين باحث في العلاقات الاسرية

المراجع:

مركز الاستشارات الاسرية – المجلة الطبية البريطانية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق