يوميات صيفية من تيزنيت(13): أعطونا الحساب او التيساع!!!!!!!!! بقلم : ابراهيم الكابوس

IMG-20160810-WA0000

لم يبق على انتصاف شهر غشت سوى ايام معدودة، بذلك تكون مختلف المدن والقرى و حتى بعض الدواوير قد نظمت مهرجاناتها على اختلاف تسمياتها و شعاراتها بل و حتى اسماء هذه المهرجانات. فصرنا كل يوم نسمع عن مهرجانات غريبة بأسماء عجيبة كل يرتبط بالماكولات و الحيوانات فمن مهرجان المراعي الى مهرجان اكناري مرورا بمهرجان الفضة و تيفاوين و تيميتار و اسبوع الجمل و قوافل و انتهاءا بالدلاح. كل هذه المهرجانات وبالرغم من النشاط الذي تضفيه على المناطق التي تنظم فيها الا انه تتبادر الى اذهان العديد منا مجموعة من التساؤلات والهواجس. قد يقول قائل ما البديل اذن؟
التساؤلات المطروحة هي من قبيل :

ماذا حققت جل هذه التظاهرات بعد تجاوزها الدورات تلو الدورات؟

الا يستحق الموضوع وقفة تأمل و مساءلة الذات و الوعي الجماعي حول جدوى تبذير الملايين من السنتيمات في ايام معدودة في حين تعاني الساكنة من انعدام الطريق و الماء و الكهرباء؟

و لكم في اخر المهرجانات خير دليل حين وصلت قارورة المياه الى عشرة دراهم. الا يستحق المواطن البسيط اكثر من جلب فنانين لا يعلمون شيئا عن احوال الساكنة ليطربوهم؟

ثم ما الداعي لتنظيم مهرجان سنوي لا يجلب اي شيء يذكر لمنطقة معينة سوى ظواهر شادة تكرس الفساد و المحسوبية و الزبونية؟

الا يفكر هولاء المنظمون في طرق أخرى لجعل مهرجاناتهم وسيلة لتطوير هذه المناطق و جعلها اكثر جاذبية الاستثمارات ؟

أم ان جل تفكيرهم يتركز حول تلك الميزانيات الضخمة التي يوزعونها بينهم ايام المهرجانات؟
لماذا لا يجرؤ أحد من منظمي هاته المهرجانات ان يخرج في ندوة صحفية بعد انتهاء المهرجان و يعطي الحساب للرأي العام؟

ألسنا نتحدت عن مالية عمومية من أموال دافعي الضرائب من المقهورين ؟

أليست المجالس المنتخبة من يسخر كل امكانياتها البشرية و المادية و اللوجيستكية لإنجاح تظاهراتهم؟

وعندما يطلب المواطن خدمة بسيطة يتحججون باللجان و الاجتماعات و تقديم الطلبات و في الاخير يجيبونه برفض الطلب.
لماذا – و هم يعقدون اولى ندواتهم الصحفية للحديث عن البرنامج و الفنانين – يتناسون الحديث عن الميزانيات؟

بل انه بلغني ان احدهم ادعى ان السؤال عن الميزانية امر غير اخلاقي. اسمحوا لي ، التكتم واستنزاف المالية العمومية امر حقير جدا وغير اخلاقي.
لماذا نتحاشى تقديم الحساب بعد انتهاء اي تظاهرة او مهرجان؟

اذا كان العمل الجمعوي كما هو متعارف عليه دوليا عملا تطوعيا فلماذا اذن تخافون من الشفافية؟

لا ارى عيبا في ادراج تعويضات اللجن التنظيمية بشكل واضح في ميزانية المهرجانات على اساس ان تكون واضحة واللي جرا فشي حاجة يعوض عليها هنيئا بما عملوا. ولكن ان يتم التعويض بطرق ملتوية فالحساب حتما سيكون عسيرا.
سيقول قائل ، لماذا لا تنظم مهرجانا و تختلس ايضا و لا تزعجنا؟ جميل جدا مثل هذه الافكار.

أولا قناعاتي الشخصيةلا تسمح لي بذلك .

ثانيا فانا لا اعمم هذه القاعدة فهناك اناس نزهاء و لكنهم يعدون على رؤوس الاصابع سرعان ما يغادرون الساحة.

ثالثا مهرجاناتهم و جمعياتهم كلها فناءات خلفية و بوتيكات انتخابية تظهر كلما دعت الضرورة الانتخابية لذلك.

رابعا ، كل هذه المهرجانات و التظاهرات يطغى عليها الجانب الفلكلوري و الكرنفالي الباهت الذي لا يزيد ثقافتنا الا ركودا و تخلفا و يتم التغاضي عما هو اكاديمي و علمي الا في حالات ناذرة و الحضور يكون باهتا في ندواتهم التي يستدعون اليها “مثقفي” احزابهم او نفس الوجوه المألوفة.

اخيرا ، اذا اردت تلقي الدعم / المساندة فعليك تقبيل الأيادي و الأرجل ، عليك الرضوخ لطلباتهم و نزواتهم التي لا تنتهي، عليك التصويت لأحزابهم و نقاباتهم، عليك ان تنقل لهم الأخبار الصغيرة و الكبيرة. ومن يرضى بكل هذا سوى عديمي المروءة و ضعاف النفوس.
دعونا نطرح بعض التساؤلات .

لماذا لا تفكرون في تنظيم مهرجانات لابتكارات الشباب؟

اكيد تخافون ان تظهروا بلداء امام مهاراتهم.

لماذا لم تفكروا يوما في تنظيم ايام تكوينية للشباب حول مواضيع الساعة؟

أكيد لا يهمكم الا انفسكم.

لماذا لا تظهرون الا في الصيف وتختفون طوال السنة ؟

الاكيد جدا أنكم تبحثون عد المدعمين و تصرفون العلاوات التي تاخدونها مقابل ذلك.

لماذا لا تشغلون معكم ابناء المدينة؟

أكيد انكم تريدون ان تأكلوا الكعكة لوحدكم مع البراني حتى لا يعلم أحد كم تصرفون.

لماذا لا تكرموا ابناء المدينة عوض جلب أناس من مدن أخرى تكريمهم ؟

أكيد تريدون تلميع صورتكم و طنيا بعد ان وصلت الى الحضيض محليا.

لماذا لا تعيدوا الساحات و المرافق التي خربتموها الى حالتها العادية؟

اكيد جدا انكم تعرفون فقط التخريب ولا تتقنون الاصلاح ، فعن اي تنمية تتحدثون ؟

هذه المدينة و الوطن عامة ، لن تتقدم بسهرات صاخبة و مهرجانات مفبركة و ندوات شكلية. تقدمها رهين بشكل أساسي بالقطع مع ممارسات شاذة يعيشها المشهد الثقافي و الجمعوي. ممارسات يساهم فيها السياسي و الجمعوي و المثقف و عامة الناس.

فكيف يعقل أن تجد نفس الوجوه و الاشخاص يحشرون انوفهم في كل شيء و كل صغيرة و كبيرة؟ فتارة تجده اعلاميا وتارة مقررا ورتارة أخرى مقدما او منشطا وفي احيان اخرى ممونا للحفلات. كما تجدهم ينتحلون كل الصفات ويتركون وظائفهم الاصلية.

بلادنا في حاجة لمن يفكر فيها و ليس في نفسه فقط. فللاسف الشديد ، الكل اليوم لا يفكر إلا في المبالغ التي سيجنيها في اخر النهار؟ موظفون و مسؤولون همهم الوحيد صفقات تحت الطاولة و الفواتير المفبركة و الاتفاقات المبرمة في محطات الوقود خارج المدينة. مضاربون في كل شيء: عقارات، وظائف ، اصوات الناخبين، مهرجانات ، في كل شيء تقريبا.
فكروا ولو للحظة واحدة في تقديم الحساب ، لأنكم ستضطرون لذلك في يوم من الأيام. وحبذا لو كان ذلك قريبا. فان لم تستطيعوا ذلك فأقل ما يمكن فعله هو ان تتفضلوا باعطاءنا شبرا من “التيساع” و اتركوا مدننا و قرانا هادئة لعل فجر الغد يكون افضل من هذا الليل الدامس الذي خيم عليها.
مجرد حسابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق