يوميات صيفية من تيزنيت (8) : الفضة و أخطاؤها بقلم ابراهيم الكابوس

IMG-20160730-WA0012

سنة بعد سنة تحقق مدينة تيزنيت انجازات باهرة في صنع اكبر الاشياء المرصعة بالفضة . جميل أن يعتز التزنيتيون بالفضة التيزنيتية الذائعة الصيت وطنيا و دوليا . فبعد اكبر خنجر و خلالة و قفطان ها نحن اليوم أمام أكبر باب مرصع بالفضة في العالم . الصانع الذي سهر على انجاز العمل نعرف أنه سهر الليالي يفكر في منتوجه و نعرف أيضا فرحته العارمة و هو يرى جموع الزوار تلتقط صورا لبابه . من حقه أن ينتشي بإنجازه .
ولكن التساؤل المحير و التناقض الواضح بين شعار المهرجان ” هوية , ابداع , تنمية” يتجلى في مجموعة من الملاحظات الجوهرية .
الملصقات تحمل خطأ فادحا لا يغتفر للمنظمين ، بحيث تحمل عبارة Timitart عوض Timizart و هو شيء يستغرب له الكبار و الصغار . فكيف لخطأ مثل هذا أن يمر على ادارة مليئة بالمديرين كما قلت في تدوينة سابقة . كما ان المهرجان الان في دورته السابعة لا يعقل ان يسقط في مثل هذه الاخطاء القاتلة .
أما القلعة التي كانت تستعمل سابقا كسور لأروقة المعرض و بأشكالها المستمدة من السور المحيط بتيزنيت كانت تضفي جمالية رائعة على المعرض و تعبر فعلا عن هوية تيزنيت غير أنه هذه السنة لم تظهر و استبدلت بخيمة عصرية استغرق تركيبها أسبوعا كاملا . فالهوية لا ينبغي أن تختصر في الشعارات بل في التطبيق. سور تيزنيت رمز من رموز المدينة , وكان من السهل التخلي عنه مقابل خيمة و يعلم الله كم من الاشياء سيتم التخلي عنها في القادم من الدورات .
الملاحظة الاخرى، الازدحام الشديد داخل اروقة المعرض نظرا للطريقة التي تم بها اصطفاف الاروقة . فالزوار الذين يلجون المعرض يصطدمون بالذين يرغبون في مغادرته ثم ان الفضاء كله مغلق ويبعث على الكأبة عكس السنوات الماضية حين كان الفضاء مفتوحا و كانت الاروقة محيطة بساحة المعرض حيث يسهل الولوج و المغادرة مهما كان عدد الزوار .
أما المشاركون في عروض التبوريدة و خيولهم فينتشرون تحت حيطان المنازل بالأحياء القريبة من ساحة العروض و بمناطق أخرى من أحياء بوتيني و أفراك مع ما يخلف ذلك من أزبال و مخلفات الخيول من روائح كريهة . الخيول و أصحابها يقضون نهارهم تحت أشعة الشمس الحارقة في اذلال واضح للفرس و الفارس . لماذا لا يفكر المنظمون في تخصيص مكان خاص بالفرسان و خيولهم حيث يتم توفير الشروط الضرورية للجميع عوض تركهم تتدبرون مشاكلهم بأنفسهم ؟ و في اخر النهار ننتظر منهم أن يقدموا عروضا مبهرة للجمهور الحاضر. تناقض واضح بين ما نقدمه لهم و ما نطلب منهم .
من ناحية أخرى ، و في اطلالة سريعة على برنامج السهرات يلاحظ أن المستوى تراجع هذه السنة فعوض فنانين مرموقين على غرار السنوات الماضية ، تم الاكتفاء بفنانين متواضعين باستثناء اسمين أو ثلاثة أسماء معروفة .
الغاء “البراسليات” أكيد انه أغضب الكثيرين ممن حصلوا عليها قبل الاجتماع الامني الذي حسم فيه الامر بعدم صلاحية تلك البراسليات . مبرر السلطات الامنية مشروع و له ما يبرره . كما أن البراسليات اصلا كانت نوعا من الاستغلال و المزاوكة و الطليب و الرغيب، أما الان فدمقرطة الفرجة هي العنوان . الكل سواسية أمام المنصة .
مجرد اقتراح للقادم من الدورات : لا ارى حاجة في جلب فنان لا يتوفر على رصيد من الاغاني و يكتفي بترديد أغاني الاخرين ، فالعديد من الفنانين التزنيتيين ربما أحسن منه و بأغانيهم التي أبدعوها أم ان المنصة لا تسعهم . اعطوا الفرصة لأبناء تيزنيت فلا أحد في المدن الاخرى يستدعيهم و يطبل لهم كما تفعلون مع مغموري المدن الاخرى.
مجرد رأي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق