زمن الفرص الضائعة لم ينته بعد بجماعة تيوغزة ذاكرة سيدي افني الباعمرانية

صورة

تحية إلى كل الغيورين على الشأن المحلي بتيوغزة التي هي في قلب كل الباعمرانيين لكون الجغرافية جعلتها كمحور طرقي واجتماعي وثقافي واقتصادي وتاريخي…لكل الجماعات بإقليم سيدي إفني، مما جعلها مستهدفة من ذوي النوايا السيئة والخلفيات المبيتة على هذا الإمتيازالطبيعي والتاريخي اللذين تتمتع بهما منطفة تيوغزة عن بقية المناطق الأخرى المجاورة لها، وذلك نعتبره نعمة من الله عز وجل، تستوجب منا الشكروالعمل على تصريفها في سلوكاتنا وتدبير أمورنا وأمور غيرنا إن كنا في مواقع المسؤولية،كما أن ذلك يتطلب منا أيضا أن تكون ممارساتنا اليومية والجمعوية والسياسية والمعاملاتية نظيفة تتسامى عن كل ماهو رديئ ومكولس لأن مصير ذلك في النهاية هي مزبلة التاريخ .أقول هذا الكلام وأنا أتأسف لما يحدث اليوم في هذه البلدة التي أعتز بانتمائي إليها من أشياء كنت أظنها في أول الأمر عادية وصحية لأن طبيعة المجتمعات السليمة هي الحراك اليومي والدينامية المستمرة من أجل المساهمة في صناعة التاريخ وليس الإكتفاء فقط باستهلاكه،ولكن ما فاجأني وجعلني أتخذ مسافة بيني وبين مجموعة من المشاهد التي أصبحت جماعة تيوغزة حبلى بها هذه الأيام ،وفي مقدمتها استغلال المطالب المشروعة للتلاميذ في مجالين حيويين وخطيرين في آن واحد،فالأول تربوي والثاني اجتماعي خيري،والمقصود بالتربوي هو مايحدث بثانوية أيت باعمران التأهيلية،فللأمانة فالمطالب التي سمعتها من مجموعة من التلاميذ بذات المؤسسة معقولة ويمكن أن تحدث في أي مؤسسة تعليمية أخرى بالمغرب،وحتى طريقة معالجتها غالبا ما تكون داخل أسوار المؤسسة إن كانت نوايا كل المتدخلين حسنة وجدية وحازمة وديموقراطية،وهذا هو دور الإدارة بمختلف مكوناتها ومجالس المؤسسة،وجمعية الآباء وممثلي التلاميذ في المجالس واللجن الوظيفية…فأظن أنه إذاكانت هذه الهياكل كلها تعمل في إطار من المسؤولية المشتركة والشفافية الواضحة بعيدة عن كل السياقات الغير تربوية مع التزامها بالعمل على تجويد التعلمات والخدمات التي تحيط بالتلميذ في فضاء يسمح للجميع في صنع القراروالتشارك في مراحل انجازه،لو توفر هذا كله ما يمكن أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم ،علما أن هدر الزمن المدرسي بالجملة ليس في مصلحة التلميذ وخاصة في هذا الظرف الحساس من السنة الدراسية،ولكن على مايبدو فأطراف أخرى ولمآرب أخرى تدخل على الخط لتدفع بشروط تعجيزية من أجل التعقيد والتأزيم وليس من أجل الحل والمعالجة ،فكلما أوشكت المسألة على الحل إلا وكان الشغل الشاغل لهذه الفئة هو الهدم وإعادة الأمور الى المربع الأول من جديد لتنطلق الشرارة التي لايكوى بنتائجها إلا من ضاع منهم زمن التعلم في الفصول الدراسية،فكنا بالأمس القريب ننتقد مثل هذه السلوكات والتصرفات المقيتة في دورات المجلس الجماعي التي نكاد نمل من النقاشات العقيمة والمتكررة في كل الدورات والتي غالبا ما تطغى عليها الصراعات الشخصية وخلفيات الماضي عوض التركيز على الملفات التنموية،فهاهي العدوى تنتقل إلى الصرح التربوي نتمنى أن نتدارك الأمرونحن في مرحلة الوقاية قبل أن نصل إلى مرحلة العلاج وهي الأصعب ،فآنذاك سيكون المرض فتاكا ولن يسلم منه أي أحد وفي نفس الوقت سيحاسبنا تاريخ المنطقة كل من موقعة وبما في دلوه،ولكنني سأقول من موقع المسؤولية التي أتحملها بالمنطقة، إن الفضاء التربوي هو خط أحمر لأية ممارسة سياسوية أو جعله فضاء للمعارك السياسية بالوكالة بين تلاميذ أبرياء في سن التعلم والتحصيل العلمي،وكل من سولت له نفسه أن يتسوق في هذا الفضاء فسيحرق بنيران باردة،لأنه مس بالمقدس الذي لا ينبغي أن يدنس بأيادي ملوثة أصلا بطلاء المطابخ المسمومة والتي تستمد موادها من دكاكين الرداءة والمنتوجات الفاسدة.

أما الشق الثاني الذي زج به في هذا الصراع ليصبح هو الآخر فتيلا للاشتعال فيتمثل في ما يحدث بدار الطالبة، حيث إن التلميذات اللواتي يلجن لظروف خاصة هذا الفضاء الإجتماعي من أجل الإيواء والتغذية يطالبن بحقوقهن المشروعة ،وهي المطالبة  بجودة الخدمات المقدمة إليهن مع الحرص على تكافؤ الفرص بين الجميع دون أي تمييز أو إقصاء بالإضافة  إلى تحسين ظروف التغذية والمعاملة اللائقة مع إدارة المؤسسة،إلا أن  الضعف الذي أبانت عنه الجمعية المسيرة لهذه المؤسسة في تدبير الملف المطلبي العادي للتلميذات جعل الأمر يتأزم ويتعقد أكثر متخذا أبعادا أخرى لاستهداف إدارة المؤسسة كمطية لاختلاط الأوراق  وتعويم المسؤولية ،ودائما نفس السيناريو يعود وبنفس البذلة السياسية إلى هذا الفضاء الخيري بامتياز ليجعله مرتعا للأوبئة المتعفنة وساحة للمعارك السياسوية بالوكالة ولكن هذه المرة على حساب طبقة اجتماعية هشة كان من المفروض أن نأخذ بيدها ونيسر لها طريق العبور نحو الاستقرار والأمن والتعلم في إطار القيم الفاضلة من إنصاف وعدل ومساواة بدل التسوق المفضوح لقضاء مآرب  أخرى  بعيدة عن الملف المطلبي وانشغالات التلميذات.

سليمان لبيب :من المهتمين بالشأن المحلي لتيوغزة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق