دفاعا عن المدارس العلمية العتيقة . بقلم: صالح المنقوش

صالح-المنقوش

قرأت على بعض صفحات الفايسبوك منشورات يتحدث أصحابها عن التعليم في المدارس العتيقة قديمه وجديده بين من يدافع عن ذاك وينتقد ذا وعكسه, فدفعتني الغيرة على المدرسة العتيقة مع كوني من التلاميذ الذين أكرمهم الله ولاحظتهم عنايته فأخرجهم من ظلمات الأمية والجهل إلى نور التعلم ومجالسة أهل العلم ومن ثم استطعت أن أجتهد بنفسي لإدراك من أحتاج إليه من مسائل العلم التي لم أستفدها من شيوخي مباشرة [ولا أزعم أنني وصلت للقمة, وإنما أنا طالب علم… وما زلت طالبا] وأذكر منهم:
1ـ شيخ الجماعة سيدي الحاج إبراهيم أيت هماد بمدرسة بومروان رحمه الله
2ـ نجله سيدي الحاج محمد حفظه الله
3ـ سيدي الحاج عبد الله بن المدني ببني ملال حفظه الله
4ـ سيدي الحاج علي الأكماري بمدرسة أمسرا استفدت منه علم العروض حفظه الله
……………….ومجموعة أخرى استفدت منهم في أكثر من 10 سنين……..جزاهم الله عني خيرا…
ثم إنني ـ بعد قضاء ما يناهز سنة في الخطابة ـ مارست التعليم مدة في مدرسة وانزكارت التوغزيفتية أكثر من 7 سنوات, ثم في مدرسة إلماتن العتيقة أزيد من 4 سنوات وما زلت فيها…. بمعنى أنني خبرت المدرسة العتيقة وداخلت طلبتها وأساتذتها, وعرفت ما ينقصها وما هو متوفر فيها, وعرفت ما يصلح لها وما لا يصلح……..
……………باختصار:
جاء ما يسمى بنظام التعليم العتيق فاختلف فيه الناس على ثلاثة أصناف:
صنف يدافع عنه بكل ما أوتي من قوة بعجره وبجره, حتى تنكر البعض ـ أو كاد ـ لكل ما قدمته المدرسة العتيقة في ماضيها…
وصنف ثان في مقابل الصنف الأول يريد أن تبقى هذه المدارس على ما أدركناه عليه من الاقتصار على التحفيظ وتدريس بعض العلوم العربية والشرعية المتداولة بالطريقة (التقليدية) ….
وصنف ثالث لا من هؤلاء ولا من أولئك, بل يعترف لهذا النظام بما فيه من إيجابيات وإصلاحات كما يعترف للمدرسة العتيقة بدورها الذي قامت به من قبل بطريقتها (التقليدية) ووسائلها المتوفرة في الماضي.. وفي نفس الوقت ينتقد الفوضى التي كانت سائدة في بعض المدارس مع تفاوت نسبتها من مدرسة إلى أخرى, وينتقد بعض السلبيات التي لا ينكر وجودها في مناهج التدريس التقليدية إلا مكابر أو جاهل, كما ينتقد بعض السلبيات التي شابت هذا النظام الجديد: سواء منها ما يمكن أن نعتبره من آثار الفوضى التي ورثناها من سنوات ماضية أو ما يمكن أن نعتبره من شوائب هذا النظام الذي ربما ــ إن أحسنا تطبيق النظام كما ينبغي ــ لا يعدو أن يكون بمثابة الغثاء أو الزبد الذي يحمله السيل “وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”
نعم بعد هذا ـ إخواني وأبنائي وأصدقائي ـ أعلن أنني من هذا الصنف منذ الوهلة الأولى, وأنني أدعو إلى النظام ونبذ الفوضى مع الحفاظ على خصوصيات هذا التعليم.
…..وإذا يسر الله لي أن أفصل في هذا الموضوع حتى تكون رؤيتي لهذا التعليم واضحة فسأنشر ذالك بإذن الله

صالح المنقوش الوكاكي

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. شكرا السيد المنقوش.
    لاينكر دور المدارس العتيقة الا جاهل ونحن مع التطوير لا كن ليس مع ما تسميه الوزارة النظام فهو لا نظام عمومي ولا تعليم عتيق فقط فراغ. لان الوزير ام ييتشر مع اهل الاختصاص بل استعان بالاجانب حتى يفرغ التعليم من المضموم.نريد التطوير المحتفظ بجميع مكونات التعليم العتيق وشروطه مثل حفظ القرءان كشرط للانضمام وتطوير منهج التدريس واضافة بعض اللغات الحية مثل الانكليزية .وشكرا

  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    ان التعليم العتيق يعد من الركائز الأساسية للتعليم بالمغرب فمنه تخرج القضاة و العدول و كبار الفقهاء و الأساتذة قبل أن ينتشر التعليم العصري كما يحلو للبعض أن يسميه.
    أما الآن أصبحت التعليم العتيق لا يتخرج منه إلا الائمة و الخطباء والسبب راجع لكون المدرسة العتيقة لا تسلم أي شهادة معترف بها ، ولتصحيح المسار ولرد الإعتبار لهذا الصنف من التعليم قامت الدولة بإصلاح منضومة التعليم العتيق و ذلك بتدريس اللغات الحية، الرياضيات، المواد العلمية، … موازاة مع المواد الشرعية التي كانت أصلا من إختصاص المدرسة، مما يخولة لطلبة التعليم العتيق مواكبة التطور العلمي و التكنولوجي وكذا الحصول على شواهد تمكنه من متابعة تكوينه الجامعي.
    ليس الطالب وحده هو المستفيد من هذا الإصلاح، فقد تم تحسين وضعية الساهرين على خدمة اهل طلاب العلم و كذا خلق فرص للشغل لحاملي الشواهد العاطلين عن العمل .
    رغم المجهودات التي تبدلها الوزارة الوصية إلا ان التعليم العتيق لازال يتخبط في مشاكل تنظيمية .تعيق تحقيق الأهداف المنشودة

  3. أعتذر عن الأخطاء المصبعية الموجودة في التعليق مثل:
    أصبح التعليم عوض أصبحت
    مما يخول للطلبة عوض يخولة
    ورد الاعتبار عوض ولرد
    طلاب العلم عوض أهل طلاب العلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق