تفاصيل جريمة قتل امرأة أمام أعين رضيعها

thumbsلم يكن يعلم المسمى “رضوان .ز” المزداد سنة 1978، أن خلافا بسيطا مع شريكة حياته سينتهي بجريمة قتل بشعة، اهتز لها دوار “منصور” جماعة اهديل، وراحت ضحيتها زوجته البالغة من العمر 25 سنة والمسماة قيد حياتها “لكبيرة .ب”، خصوصا أن مدة زواجهما لم تتعدى السنتين، رزقا خلالها بمولود ذكر أختير له اسم “محمد”، لم يكتب لهذا الإبن أن يفتح عينيه على الدنيا ليرى أمه التي لم تهملها الحياة فرصة لذلك، حيث لفظت أخر أنفاسها مغرب أمس الخميس 29 يناير، على إثر ثلاث طعنات غادرة من طرف والده بواسطة سلاح أبيض “سكين” يستعمله في تقطيع سنابل القنب الهندي “الكيف”.
وحسب مصادر مقربة من مجريات التحقيق، فإن الجاني أوضح خلال الإستماع إليه في محضر الضابطة القضائية لدرك سيدي المختار، وهو يسرد وقائع جريمته، أن خلافا نشب بينه وبين زوجته التي غادرت بيت الزوجية منذ شهر تقريبا، بسبب رغبتها في السكن بعيدا عن مسكن والديه، علما أن رضوان يقطن مع أسرته في بيت والديه، وهو الشئ الذي رفضه رضوان لعدم قدرته على توفير سكن خاص بأسرته الصغيرة، ليتطور بعد ذلك الخلاف إلى دهاليز المحاكم، ومطالبة “لكبيرة” لزوجها بالطلاق منه، حيث عقدت أول جلسة منتصف شهر يناير الجاري بمقر القاضي المقيم بشيشاوة، تشبتث خلالها الضحية بطلبها الرامي إلى الطلاق، حيث حدد القاضي المقيم جلسة ثانية خلال منتصف شهر فبراير المقبل، لم يدع رضوان فرصة لزوجته من أجل حضورها، حيث وضع حدا لحياتها ليلة أمس الخميس بمنزل والديها، حينما وجدها تطهو وجبة العشاء رفقة ابنها الصغير “محمد”، مستغلا غياب والدتها عن المنزل مع العلم أن الضحية يتمية الاب ولها شقيقتين متزوجتين.
وحسب أقواله دائما، فقد أكد رضوان أنه ذهب إلى منزل والدة شريكة حياته الذي يبعد عن منزله بحوالي 50 متر، وبحوزته سلاح أبيض، من أجل إرغام “لكبيرة” على العودة رفقته إلى بيت الزوجة، محاولا ثنيها عن فكرة الطلاق، لكن تعنتها ورفضها لطلبه، جعله يستل سكينه في غفلة منها ويغرسه مرتين بين أضلاعها، لتسقط الضحية وبين يديها طفلها الرضيع، حيث لم يكتفي رضوان بطعنتين، بل وجه لها طعنة ثالثة غائرة على مستوى الوجه، ليتركها مدرجة وسط بركة من الدماء، وغادر بعدها المنزل إلى مدينة شيشاوة محاولا التواري عن الأنظار، وبعد رجوع والدتها إلى البيت عائدة من منزل الجيران، وجدت فلذة كبدها جثة هامدة وبجانبها رضيعها، الذي لا يدري ما يقع، ليعلو صراخ الأم أركان الدوار، حيث التف حولها حشد من النساء والرجال، الذين ربطوا الإتصال بمركز الدرك بسيدي المختار والسلطة المحلية، الذين هرعوا على الفور إلى مسرح الجريمة، للوقوف على ملابسات النازلة.
بعد فتح تحقيق في الموضوع، تبين للضابطة القضائية أن أصابع الإتهام موجهة لزوجها الذي توارى عن الأنظار في تلك اللحظة وأقفل هاتفه النقال، وما أكد صحة شكوك العناصر الدركية، كون الجاني يعيش خلافات أسرية مع الهالكة وصلت إلى حدود الطلاق داخل المحكمة، وهو ما جعل عناصر الضابطة تعاود الإتصال بالزوج رضوان، الذي شغل هاتفه النقال، ليجيب أخيرا على مكالمة واردة من أحد اصدقائه بالدوار، هذا الأخير الذي كان بجانب قائد الدرك، والذي أخبره بما اقترفت يداه محاولا ثنيه عن فكرة الفرار وإقناعه بتقديم نفسه للعناصر الأمنية، وهو ما استجاب له الجاني سريعا، محددا مكان تواجده بحي النهضة بمدينة شيشاوة، حيث انتقل قائد مركز الدرك بسيدي المختار رفقة عناصر من “لابيجي” إلى مدينة شيشاوة، ليلقي القبض عليه ووضعه تحت الحراسة النظرية بمركز درك سيدي المختار، بتنسيق مع الوكيل العام للملك بمحكمة الإستئناف بمراكش.
ياسين ملطوف –

شيشاوة اليوم –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق