حوارات مع زوجتي (1) تربية وتعليب الأبناء…عفوا، وتعليم الأبناء! بقلم محمد ازرور

ازرور

ملاحظة : شخصيات هذه الحوارات خيالية وكل تشابه بينها وبين الواقع هو من قبيل الصدف العديدة ويا للغرابة في حياتنا المعاصرة !

سؤال : ما هو الحد الفاصل بين الواقع والخيال ؟

على مائدة الغذاء :

– هل جننت يا رجل ؟ أتعي تماما ما تقول ؟ لقد أصبحت تهلوس كثيرا في الآونة الأخيرة، أرجوك يا عزيزي كن واقعيا قليلا وكف عن السباحة في محيط الأفكار المجردة التي لا تنتهي.

( يبتلع ريقه بصعوبة بالغة وهو ينظر باستغراب إلى زوجته تناول صحن المرق بالدجاج  لابنتهما الصغرى )

– عفوا، اعتقدت أن هذا الحل سيكون مفتاحا لجميع مشاكلنا مع المدرسة وأوجاع أطفالنا من هذا النظام التربوي المتهرئ…لقد بحثت طويلا في الموضوع ولم أتوقع أن يكون رد فعلك سلبيا هكذا !

– شكرا لكنني لا ارغب في أن تسير عائلتنا الصغيرة ضد التيار، أفضل أن أتحمل مساوئ هذا النظام المتهالك كما تقول على أن أكون موضع استغراب واستهجان من الآخرين…صحيح أن الكل يعاني في صمت لكن ليس إلى هذا الحد !

( تعود إلى صحن المرق بالدجاج لتملاه من جديد وكأنه فاصلة لما سيأتي من الكلام )

– لكننا نحكم على أطفالنا بالسجن داخل زنازين الفصول الدراسية لعقود طويلة والتهمة كما تعلمين هي التربية والتعليم…توجد بدائل كثيرة لهذه الهياكل التي يقدم فيها فلذات أكبادنا كقرابين لآلهة هذا الزمن الردئ.

– ما بين النظرية والتطبيق يوجد بون شاسع وأنت أدرى مني بذلك، فلا تكن حالما لدرجة السذاجة، عد إلى الواقع واترك أبنائنا يتأقلمون مع الحياة كما هي لا كما يجب أن تكون.

– بالله عليك كيف ستكون شخصية طفل يتعاقب على تربيته العشرات من الأشخاص ؟ لم يعرف التاريخ البشري مثل هذه الخلطة العجيبة من قبل، والنتيجة أمامنا تشهد بفداحة ما نقترفه في حق الأجيال الصاعدة.

– كفاك تنظيرا والتفت قليلا إلى طعامك، ما زال صحنك كما هو، ألا يعجبك المرق بالدجاج؟

– بلى، لكنني أتذكر المثل الاسباني “Siempre gaina, amarga la cosina ” فتنقبض معدتي لمنظر أطفالنا وهم مكدسون كالدجاج في أقفاصهم التربوية.

– عدنا مرة أخرى إلى عادتنا القديمة، أوه ! مفكر سنفور لا يتوقف أبدا عن التفكير، الأبناء بالخارج ينتظرون أن تقلهم إلى المدرسة، لا تنس قنينات الماء، الحر شديد اليوم.

(ينظر بشفقة إلى فخذ الدجاج الرومي المحمر أمامه…مسكينة هذه الدواجن…كما ندينها ندان نحن أيضا…ويدان أبناؤنا)  …       ( يتبع)

– سؤال تحضيري : هل فكرت يوما في تحرير أبناءك من السجون المذكورة أعلاه؟

– إليك جوكر المساعدة : إذا كان الجواب بالنفي، وكنت من مريدي الشيخ “كوكل” فما عليك إلا أن تكتب/ي العبارة التالية : “خبراء التربية الدواجن.” انقر/ي ثم انتظر/ ي النتيجة.

شهية طيبة.

محمد ازرور

مستشار في التوجيه التربوي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اثارت انتباهي هذه الفقرة:”بالله عليك كيف ستكون شخصية طفل يتعاقب على تربيته العشرات من الأشخاص ؟ لم يعرف التاريخ البشري مثل هذه الخلطة العجيبة من قبل، والنتيجة أمامنا تشهد بفداحة ما نقترفه في حق الأجيال الصاعدة’.
    الم يعرف التاريخ مثل هذه الخلطة وأشد تعقيدا منها وأعطت نتائجها المرجوة(انا وانت وآخرون كثير نتاج لتلك الخخلطة,وتأقلمنا مع التطور الرقمي لهذا الزمن ,العيب ليس اننا نقترف اخطا تريوية في ح الابناء, فالتراكمات في عالم التربية تشهد انه لا وجود لوصفة سحرية لتربية الأفراد,فلكل فرد خصائصه واستعداداته,فما يصلح لهذا لن يصلح لذاك وهلم جرا,يجب ان نتأقلم مع مايفرضه الواقع ونجعل ميادئ الاسلام راسخة في اذهان ناشئتنا وسترى مايذهلك ويسرك بحول الله وقوته.وشكرا لكم سيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق