اقمعوا مهندسي الحروب عوض صانعي الحروف ! بقلم مصطفى المانوزي
على إيقاع التنكيل ووقع الضرب والجرح في حق المواطنين والمواطنات في كل مكان ، وليس بالضرورة أن يكونوا من أشباه الرسل فقط ، صادق المجلس الحكومي على عدة مشاريع قوانين.
فهل هذا التزامن بين الضربة والضربة الأخرى مجرد مصادفة ، أم أنه الثمن يؤدى دما مهدورا ؟
ومن جهتي شخصيا سأظل أعاتب المسؤولين و أسائلهم حول الانتهاك والإخلال بالحكامة الأمنية ، فليس بهذه الطريقة يمارس «ضبط » النظام العام لتمرير المخططات والإجهاز على المكتسبات أو حتى التحضير للانتخابات التشريعية.
فالأمر لا يحتاج لكل هذه الحرب والديماغوجيا ، وللأسف ولأن المسؤوليات متماهية ، ولأن بعض الأحزاب إدارية أو دينية عابرة كسحابة الصيف ، فإن التاريخ سوف يسائل الوطن والقائمين عليه ، ولن يهتم بموظفي الدولة ولو منحهم الدستور « امتياز » المشاركة في الشق التطبيقي لتعليمات الجهاز التنفيذي.
فمن منا سوف يتناسى القمع الوحشي الذي تعرض له نساء ورجال التعليم ، إثر اضراب 10 و 11 أبريل 1979،عندما تلقى القياد ، من سلالة الكلاوي ، الأوامر بحلق رؤوس بعضهم وبعضهن ، إمعانا في الإهانة .
فلنكن في مستوى المرحلة ، لأن الأمر يتعلق بعودة، رجال السكتة القلبية ومؤشرات تكرار الانتهاكات تجاه المواطن ، ولن ينفع مع الدولة « المستمرة » تعليق الحجام في العلاقة مع تهمة إسقاط الصومعة أو السمعة الحقوقية لا فرق .
وإن مضى عهد الحجامة ، كما أشير سالفا ، مع إرادة طي صفحة الماضي ، لذلك ينبغي قمع مهندسي الحروب الطبقية والاستئصالية والدينية بدل قمع صانعي حروف المستقبل المطرزة بالدماء والدموع ولفحات وعبرات الشموع .
إن الأمن والسلامة الجسدية شأن مجتمعي مشمول بالحماية والمساءلة إلى حين يبعثون . فالأساتذة وشباب المستقبل كالرسل والأنبياء، يبعثون في كل حرف لقنوه للأطفال ، لتتحول في ثغورهم علما وتربية ، وعندما ينبسونها فكرا ينتج تقدما وحرية وعدالة ، لذلك فمن يقمع الطموح كمن يقتل نفسا حراما وإجراما .
مصطفى المانوزي
رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف