التضامن نحن أولى به من غيرنا‎ بقلم أحمد الهلالي

أحمد الهلالي

وفجأة أصبح الكل فرنسيا بالصورة ، آه على قيم وشيم التضامن والتآخي التي تطبع قلوب المغاربة فكلما وقع حادث معين كيفما كانت درجته وقيمته إلا ورأيتهم يتسابقون ويتهافتون على إعلان حالات الطوارئ وانتكاس أعلامهم وصورهم الشخصية فقد أصبحت قلوب وعقول هذه الشريحة والشرذمة المنتمية لهذه التربة العزيزة على كل مواطن حر مثل اسطبل للذواب يستوطنه كل من هب ودب .
إن إقدام هؤلاء على تلوين وتزيين صورهم بالعلم الفرنسي ماهي إلا عقلية مازالت لم تحقق إستقلال ذاتيا وشخصيا ولازالت تخضع للتبعية الفكرية وتكرس عقلية القطيع الخائن الذي خان أجداده وأسلافه الذين أعلنوا الحرب والطغيان في وجه المستعمر الفرنسي وحرروا كل شبر من هذا الوطن الغالي وسقوه بدمائهم الشريفة لذا لا يعقل أن نخون ونلطخ صور أجدادنا بمثل هذه الأفعال التي لا تمت بصلة لمعاني التضامن الحقيقي فالناس يا قطيع الخنازير يتضامنون مع شخص أسدى لهم معروفا وجميلا وكي يردوا له ذاك الجميل يقفون ورائه يدا في يد في السراء والضراء.
كفانا من التبعية والجري وراء القطيع
فإن أردنا أن نعلن إنسانيتنا وطيبة قلبنا المفرطة فلنتضامن مع من أنتهكت أبسط حقوقهم الشخصية التي توفر لهم العيش الكريم داخل هذا الوطن الجريح فلنتضامن مع الذين دفعناهم للأكل من فتات موائدنا التي نرميها في القمامة
فلنتضامن مع كل حفاة وعراة هذا الوطن الذين لا غطاء ولا مأوى يجنبهم من تقلبات الزمن.
فلنتضامن ولنتحد ضد كل أشكال التمييز والمحسوبية والزبونية والفساد والمفسدين وناهبي جيوب المواطنين الضعفاء الشرفاء
فلنتضامن ضد كل هذا ولنضع يدا في يد لطرد كل هؤلاء الذين عتوا في بلدنا فسادا ؛ فلنتضامن ولنتصالح مع أنفسنا ووطننا فهم في أمس الحاجة إلى تضامننا وإنسانيتنا الزائدة فخيرنا نحن أولى به من غيرنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق