طبيب العقول

الوافي

اخوتي الكرام لم اجد قولا يطفئ غضبي ويداوي المي غير القلم الذي احمله تارة لاصب عبر مداده ما يجول في خاطري على حال الخُلق الذي نكب نكبة شديدة وطعن طعنة نافذة اصابت كرامة الطبيب الذي يداوي الانفس فيخرجها من ظلام الى نور ومن خوف الى امان،ان الالة البشرية التي تضم عدة محركات لن يستطيع احد ان يردها الى جادة الصواب غير طبيب العقول ،فاذا دُهي هذا المعالج بإحدى الدواهي سرى في جسد الامة كلها داء يحمل ابناءها على نحر بعضهم بعضا فعلا وقولا، ولن يستطيع احد ان يصل الى مكامن هذا الداء غير هذا الرجل العظيم الذي اهينت كرامته وسلبت مهابته فاصبح المجتمع كلابا مسعورة ينهش بعضها لحم بعض، ولن يستقيم الحال حتى نعترف بقدر هذا العبقري الذي كان يبني ومازال يقود الامم الى كتابة ابهى صفحات التاريخ.

 

صلوا على التعليم واهدوا النحيبا                  وابكوا المعلم مؤدِبا وأدِيبا

 

وقفوا في عرض البلاد وطولها            تنظروا حاله كيف صار عجيبا

 

زارع الخير ،همه في كل وجهة             محو الظلام هو  للعقول طبيبا

 

سجدت كل حضارة لعلا افعاله            بالعلم سحره في الخلق عجيبا

 

قامت في الارض به  شتى معالم           درست بعده أوكان منارها قريبا

 

 

هلا تذكروا المعلم بعلا أخلاقه           بعدما صار مقامه ضَنْكا عصيبا

 

نزعت وزارتي منه كل مهابة                 رامت بظلمه غما وتكريبا

 

صبت عليه الفقر في كل ساحة         ألقت عليه المذكرات لترى تعذيبا

 

دقت في قسمه شتى خناجر           فهو مذبوح تارة وتارة مضروبا

 

لا ينال الا صفعا داخل قسمه          لا ينطق للحق  صابر للذل رقيبا

 

ويحك امتي  الى اين تسلكــــــــــــي             بعدما حازك الجهل ودب دبيبا

 

سنة الجهل لا تجني الا مهالكا                    فعلك باهل العلم أراه مريبا

 

هذا وزير العربية  زعيم   قومه                  بلسان أهله يعجز التركيبا

 

اذ قام بين الفرنج في ساعــــــــــة                 يحدث بها فخرا ولها نسيبا

 

فأنكر علمه بالضاد غير مكثرت            صُدع بفعله الفض جبلا وكتيبا

أفلا تقوموا وتنكروا افعالــــــــه                 أوما وجد الوزير عليه حسيب

 

لغة القران كم بنت من حضارة           هل جهل الوزير تاريخها المسلوبا

 

خاضت بجلبابها كل ملحمـــــــة           فسل أبيات الشعر تسمعك ك نحيبا

 

وسل بغداد كيف رفت مكاتب           هذه بغداد تبكي مجدها المنكوبا

 

ويح أقلامنا كيف جف مدادهــــــا            مال سوق الادب يشكو الذنوبا

 

لغة الضاد تنادي في ابهى حلة        خرجت من صمتها تبغي لها خطيبا

 

مال شباب العرب فسدت عقولهم              ما عاد لي على المنابر خطيبا

 

يا أمة الاسلام هلا انتفاضـــــــة            ترفع عن المعلم الظلم والتعذيبا

 

 

الكاتب :الوافي رشيد

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق