إلى أين يسيرون بك يا تافراوت؟

Untitled-15

مدينة هادئة ساكنة على امتداد السنة، لا شيء يكسر رتابة صمت هذه المدينة غير فسادها الذي يغضب بين الحين والحين...

 تافراوت تحمل أكتر من معنى هده العروس الساحرة بجمالها الطبيعي …لوحة تشكيلية تعجز اي يد عن  رسمها و لا اللسان عن وصفها, تتمتع تافراوت بموقع جغرافي فريد يعطيها القرب من جميع القرى في   المنطقة. هذه الميزة التي تسمح لزوار تافراوت بالقيام برحلات مشي إلى مجموعة من القرى الواقعة على ضفاف وادي أملن.             

علاوة على ذلك الثروات التي تكتنزها من ذهب ورخام ومعادن اخرى, و المؤهلات السياحية والاقتصادية حتي موقعها الجغرافي المرتفع عن سطح البحر وغناها الطبيعي جعلها متنفسا لأصحاب الامراض التنفسية منها والجلدية لتوفرها علي شجر الاركان الغني بمكونته. مدينة الشرفاء والاولياء الصالحين .مدينة نجبت ادباء وعلماء ورجال تشتعل نار الغيرة في نفوسهم . لكن من المؤسف يا رفاقي لاني ساوقف الان هده الحافلة التي كنتم معي فيها .. نحس بجميع جوارحنا جمال هده العروس ونقف الان وقفة رجل واحد لرد الاعتبار لهذه المنطقة. فمند سنة 2003 تغيرت تافراوت بشكل مفزع فكثر بها الفساد وتنامت ظاهرة السرقة والبطالة. ابناءها بعيدين كل البعد من ما يقال عنهم. كل من هب ودب ياتي الينا بايديه القذرة باله  عليكم يا انتم السبب في جرح هده العروس ..

هذه هي مدينة تافراوت، كل سكانها مسالمون، نساء مدينتها ما زلن يحافظن على اللباس الأمازيغي التقليدي ” املحاف “.

غير أن هذه المدينة وفي مثل هذا الوقت من كل سنة، تفسخ هذا اللباس، تستعير لباسا آخر غير لباسها، تتلون كحرباء، فتظهر بوجه ثان، يختلف عن وجهها المعهود شكلا ومضمونا.

إنه موعد مهرجان ” تيفاوين ” أو “الفستفال” الاسم الأكثر شهرة للمهرجان، تخرج تافراوت عن هدوئها وسكونها، فتستقبل آلاف الغرباء والدخلاء عن المدينة، رجالا ونساء، تمر سيارات الدفع الرباعي في مجموعات كبيرة، من رآها يظن أنها تذهب لدعم تواجد الجيش المغربي في الصحراء، أو كما لو أنها تقدم دعما لجيش الأحرار في سوريا، ولكنها لرعاية مهرجان تيفاوين.

 فكم من الأموال تصرف على ذلك، هذه الأموال التي يحتاجها مساكين تافراوت في زمن نحتاج فيه الى بنيات تحتية ومشاريع مهيكلة تخرجنا من العزلة والحرمان والبطالة.. لو اصرفت ميزانية هذا المهرجان على ما يخدم الساكنة القروية لكان احسن بكثير ، وانا اعلم علم اليقين ان هناك دواوير لم يتم بعد مد الطريق اليها وفكها عن العزلة التي تعيش فيها وما بالك بالتجهيزات الاخرى من الماء الصالح للشرب..

فلا مصانع ولا شركات لتوفير مناصب شغل لأبنائها العاطلين.. لا جمعيات حقيقية ولا تعاونيات حقيقية، ولا برامج اجتماعية.. غياب دور شباب ، ولا مكتبات تفي بالغرض، ورغم كل هذا التهميش ما زال سكانها تنطوي عليهم مثل هذه الحيل، التي ينهجها دعاة التخريب أعداء الوطن ، من أجل تخدير سكان المدينة

معاد لاشكر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق