رسالة من احمد…

يا أهل تيزنيت
لست أدري كيف جئت الى هذا المكان ، كنت في عالمكم ألهو والعب واسابق أقراني ، وكنت اسرح بمخيلتي وكل أحلامي ان أعيش بسلام بحضن أمي ، فجأةً ضهر كلب ضاري وعلى وجهي ارتمى ، فحول حياتي الى كوابيس أشغل نفسي كي لا أراها ، تنقلت من تيزنيت الى اكادير باحثا عن ترياق لألمي، فلم اجد دواءً لدائي الذي انتشر بجسدي ، ورحلت نحو الدار البيضاء لعلي اجد الشافي فالألم يعتصرني والنوم لم يجد الطريق الى عيوني، عانيت واستمرت معاناتي ، وبعد شهر سلمت روحي للرحمان هو من سيرحمني ، وسيخرجني من مدينتكم القاسية والتي لا تحن في امثالي .
لست ادري كيف جئت الى هذا المكان ، امي أين ابي أين عائلتي أين اصدقائي لا احد يسمعني، اعين امي لم تجف يوماً من البكاء منذ ان غرست انياب داك المخلوق في وجهي، وأخبرها مسؤولوا تيزنيت عن عدم توفر مصل لشفائي، فيا مسؤولوا تيزنيت كم قلوبكم قاسية وأنتم بدمائكم الباردة تستمتعون بقطرات دموع أمي الممزوجة بدماء وجهي ، لم أكن يوماً في حاجةٍ إليكم وعندما أوصلتني الحاجة إليكم تخليتم عني ، ما أطلبه منكم ان تتحملوا مسؤولياتكم تجاه اهل مدينتي، اما أنا فقد رحلت عنكم وأتمنى ان توفروا المصل لأمثالي .
فوداعاً يا أمي فأنا ألهو هنا بسعادة مع الأطفال وجسدي يتماثل للشفاء ولا تحزني فالملائكة تحرسني ولن تدع أي وحش ينهشني ، احبك يا أمي.

“.إن لله وإن إليه راجعون.”
<-اللهم تقبله شهيدا عندك->

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق