حبى الله منطقة تافراوت بمؤهلات طبيعية متميزة وغنى ثقافي وتراثي هام، فاستطاعت ساكنة هذه المناطق الجبلية القروية الأمازيغية أن تتحدى منذ القدم إكراهات المجال وتحقق استمرارية الإستقرار وتوفر شروطه، بل وتربي في أجيالها المتعاقبة حب الإنتماء. هاته الساكنة التي استطاعت أن تنسج ثقافتها الخاصة من خلال المزج بين ماهو اقتصادي وماهو ثقافي، فاستغلوا خيرات هاته الجبال من لوز وأركان فجعلوها موارد اقتصادية و رموز ثقافية في ذات الآن. ذلك أن شجرتي اللوز والأركان ليستا مجرد شجرتين مثمرتين بالنسبة لساكنة أدرار بل إن شجرة اللوز تعد  رمزا مميزا لمنطقة تافراوت والجماعات القروية المحيطة بها، سجلت حضورها القوي في الذاكرة الجماعية للمجتمع بهذه المناطق واحتلت مكانة مهمة في ثقافتهم الشعبية. كما أن شجرة الأركان كذلك ترتبط ارتباطا تاريخيا وهوياتيا بمناطق جبال الجنوب المغربي دون غيرها من أماكن العالم. وقد عمرت هذه الشجرة ملايين السنين بالقرية المغربية، وتتوفر على قدرة هائلة لمقاومة الجفاف ومحاربة ظاهرة التصحر، كما احتلت مكانة متميزة في الثقافة المحلية، وطبعت حضورها القوي في الذاكرة الجماعية، وفي منظومة العادات والتقاليد المجتمعية، وتغنى بها الشعراء في ميادين أحواش وفي أغاني الموسيقى الأمازيغية، ضاربين بها المثل في الصمود والمقاومة ومد الجدور عميقا دلالة على قوة الإنتماء للزمان والمكان، شأنها في ذلك شأن الإنسان الأمازيغي. كل هذا، إلى جانب ما لزيت الأركان من فوائد صحية واقتصادية، استطاعت الساكنة المحلية أن تعمل على تطوير سبل الإستفادة منها عبر تكوين تعاونيات، نسوية خاصة، طرقت أبواب الإقتصاد التضامني، وعملت إلى جانب عدة متدخلين على محاولة حماية وتثمين منتوجها المحلي. لتكون بذلك شجرة الأركان تراثا محليا يميز مجال القرية، وثروة ثمينة أصبح الوعي بأهميتها عالميا.

وتعد الرحى “أزرك” أداة حاضرة بقوية في المنزل التافراوتي التقليدي، وهي وسيلة لتحويل ثمار الشجرتين الرمزين (اللوز والأركان) إلى زيوت وخيرات تصدر من تافراوت نحو جميع مناطق المغرب والمعمور.

ومن هذه المنطلق وقصد تسليط الأنوار على أهمية هذه الوسيلة التقليدية الأصيلة، وبغية عرضها بشكل مميز قصد التعريف بها، وإبراز مكانتها داخل الحقل التراثي والثقافي الأمازيغي عامة والمحلي بصفة خاصة، فقد ارتأينا الإشتغال من خلال  فقرة مفاجأة تيفاوين، وفي إطار فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان تيفاوين، على موضوع “أزرك/ الرحى” عبر تنظيم حفل “ميكازرك MEGAZERG”.

فقرات الحفل:

–         يهدف حفل “ميكازرك” إلى  تسليط أضواء”تيفاوين” على القيمة الثقافية والإقتصادية والرمزية لزيت أركان، من خلال مجموعة من الفقرات التالية :

–         تقديم أكبر رحى “أزرك” تقليدية MEGAZERG.

–         تقديم فقرة إستعراضية كبرى من طرف مجموعة من نساء المنطقة لتسليط الضوء على المراحل التي يمر منها انتاج زيت أركان ابتداء من الجمع مرورا بالتكسير واستخراج النواة ثم استخراج الزيت.

–         تقديم عروض فرجوية لفنون القرية وفقرات فنية متنوعة بمشاركة فنانين على رأسهم الفنان مولاي علي شوهاد.

–         تنظيم فضاء خاص بتذوق زيت الأركان ومشتقاتها وبعض الأكلات المحلية التي يدخل زيت الأركان في مكوناتها ( عملية أوزويت).