إبراهيم أعراب يكتب على البرلماني السابق محمد عصام :إنصاف الرجل من أنصاف الرجال‎

عصام
لا يمكن الحديث عن الحراك الشعبي الذي عرفته مدينة سيدي إفني دون الإحالة إلى اسمِ “محمد عصام” كأحد أهم القيادات التي أخذت على عاتقها الدفاع عن مصالح المنطقة من موقع الصف الأول بعيداً عن حسابات الخسارة و الربح الشخصي و لا أحد من أولئك الذين لا زالوا مصرّين على وصف أنفسهم اليوم ب”المناضلين” يمكنه أن يزايد عليه تحت عنوان ضرائب النضال فقد كان الرجل أثقلَهم تُهماً و أواخرهم انعتاقاُ …
و الحقيقة أن معرفتي به حينها لم تتجاوز سويعاتٍ من جلسات الذكر و قليلًا من مواضيع تناقضات السياسة، فترة كانت كافية لاكتشاف عصام الإنسان المسارع إلى التعاون على الخير مع الغير مهما كانت خلفية هذا الغير لذلك لم أكن من المستغربين حين انخرط في حملته الانتخابية لتشريعيات 2011 جل الأطياف من اليساري و الأمازيغي إلى الإسلامي مروراً بمن لم يؤمن يوما بالمشاركة من “نوافذ” المؤسسات ، قليلٌ يومها من تخلف عن دعمه، حجتهم في ذلك أن المناضل اختار حزباً طارداً للمناضلين متخاذلاً في تبني مطالب الساكنة المشروعة و لم يكن ليقنعهم أنّ حزب العدالة و التنمية يضمن أوسع هامشٍ للتحرك وفق مبادئه و أخلاقه مقارنةً مع المتوفر في ساحة السياسة …
احتل الرجل المرتبة الأولى و فاز بالمقعد البرلماني في معركةٍ غير متكافئة من حيث الإمكانيات و الأساليب، فتح مكتباً للتواصل مع الساكنة و وصل الليل بالنهار للوفاء بوعده في أن يكون قريباً من هموم المواطنين و يتبنى المواقف التي تخدم مصالحهم و قد تمكن بإمكانياته الذاتية أن يحلحل ملفاتٍ ثقيلةً جعلت عفاريت الإدارات تستشعر خطر هذا الوافد الجديد، و لم تكن تعوزها الوسائل فللرجل ملفٌ لا زال قيد الحفظ لم يردعه وهو المؤمن بضرورة تخليق السياسة لذلك لم يكن مساوماً أو حتى مناوراً لتأجيل قضيةٍ لا غبار عن كونها مفبركة، “تسخّر” البعض من بني المدينة و زملاء المهنة للدفع بتحريكها …
و مع كل إكراهات البعد عن قبة البرلمان و استنزاف أعضاء الحزب و الهيئات الموازية لجهده و وقته تمكن من تسجيل نسبة حضورٍ لأنشطة جلسات البرلمان و لجانه تجاوزت % 96 (و هي مناسبة لمساءلة نسبة حضور “النائب الموضّر” و “مولْ الكونتونيرات “) …
جرأته و حيويته جعلت منه “ماركة مسجلة” بالفريق النيابي للبيجيدي، كفاءته و فصاحته مكّنته من ترأس “لجنة العلاقات مع الموزمبيق” حينها كتب أحد قيادات اليسار المشتت مقالا “حامضا” عنوَنَه ب “التزمبيقة” جحودا أو حسداً كيف لا و سائق الطاكسي بالأمس أصبح يومَها يمثل الديبلوماسية الموازية، كذلك كان حاله مع العديد من “أنصاف الرجال” ممن لم تسعفهم حساسيته تجاه “قضاء الأغراض” ضدّا في القانون …
فقط المستضعفون من المعتاشين على الأركان و البؤساء من ضحايا مافيا العقار و المقدرون لجهود الرجل من تألم لما حيك و فقط من يقدر مكانته من فهِم أن “البرلمان هو الذي خسِر عصام” …
اليوم ورغم أن الرجل انخرط في مجالٍ آخر و لم يعد عملياً ممثلاً لساكنة الإقليم ما زالت الأنصاف تمارس عادتها في تجسيد الحسد بعد أن صار “محمد عصام” وجها مألوفاً في الشاشات و مواقع الأخبار أكثر من ذلك تحول البعض منهم إلى “غياطة” لصاحب عبارة “أغار الشفوي” يجتهدون في الجَلْد لعلّ العلاوات تكون أكرم، أو “لحّاسين” لعائلة “البومبيست” أملاً في قضاء الحاجات …
لكل هؤلاء أقول : محمد عصام ما كان يوماً نائباً عنكم بل ممثلا لحرائر و أحرار المنطقة الذين لا تجري دماء “التبلحيس” في عروقهم و إن جاعوا ، محمد عصام لم يدّخر جهداً و لا وقتاً في خدمة قضايانا ، أدّى أمانته و كان خير مستأمَن و برّأ ذمته قبل أن يغادر موقع المسؤولية وأسأل الله أن يجازيه عنا الخير كلّه … هذا ممثّلنا فأرونا ممثّليكم…
إبراهيم أعراب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق