دلالة شخصية اليهودي وحضورها في فرجة امعشار

ويبقى التنافس إن لم نقل الصراع سيد الموقف بينهما في جميع مجالات الحياة اليومية الاجتماعية والاقتصادية كما الثقافية بل حتى في أماكن التعبد والتصوف , مما يجعل الفرجة هي الأخرى تنال حظها من الصراع بين الفريقين على امتداد التاريخ .

لقد عاش اليهود والمسلمون على الخارطة المغربية حقبا مشتركة (محمد الوادي :صورة اليهودي في المسرح المغربي مؤسسة ايديسوفت ط 1_2006ص 49)وما يميز هده الفترات وجود صراعات على مر التاريخ ,جعلت المغاربة يكونون صورة اليهودي في الفرجات الشعبية من اجل التعبير عن هده الصراعات , وشخصية اليهودي تحظر في فرجة امعشار بشكل قوي ممثلة أساسا في (الحزان ) وهو رجل دين يهودي  و(اشميحة ) زوجة الحزان تتمتع بسلطة قوية   , هدا اليهودي /الأخر /المختلف بالنسبة للمغربي تبقى صورته سهلة التوظيف شكلا ومضمونا في الفرجة.

اليهودي يقطن بالحي السكني (الملاح)وتجدر الإشارة إلى أن مدينة تيزنيت تعرف وجود (ملاحين ) ,تقطنهما أقلية يهودية انصهرت في النسيج الاجتماعي المحلي عبر المراحل التاريخية ,ومما لاشك فيه حسب ما هو وارد في مقابلة اجريناها مع احد الممارسين القدماء  في الفرجة أن هده الفئة من اليهود تتميز بمهارة حرفية وإتقانها لمهن مختلفة مرتبطة بالحياة اليومية من قبيل التجارة والعطارة وبعض الأنشطة الصناعية كصناعة (احلايس) (القناديل )…ونسجت معها الساكنة علاقات اجتماعية واقتصادية ما أدى إلى تجسيدها في الفرجة في أبعادها السوسيو ثقافية .

فرجة امعشار مرتبطة بالتواجد اليهودي , فقد  اقترن اليهود مع الشعب الامازيغي ما يقرب 2000سنة (زهور رحيحيل : باحثة ومحافظة في متحف التراث اليهودي المغربي مقال بجريدة الوطن تحت عنوان حفاظا على التراث اليهودي المغربي عدد 222 دجنبر 2006ص4), فهي مرتبطة ببعض الاعتقادات اليهودية المغربية وقبلها بقليل بمعتقدات طوطمية , وهدا الاحتكاك بالشعب اليهودي ولد لدينا احتفالات ذات نزعة فرجوية هده الفئة اليهودية التي لاتملك وطنا قارا , وهنا يتحدث الحاج ويقول ( أي نعلا ربي ستنا طريق السودان ) ومغزى هدا القول أن افريقيا عرفت وجود طوائف يهودية لاوطن لها , والقران أمرنا بمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن , ولما كانت الصفات التي يتصف بها اليهود من غش وخديعة ومدلة واحتقار وخوف يتم الاستهزاء بها عبر صنع مجسمات حيوانية (افيس ) ( تافونست ) …بحيث تخاف عندما تشاهدها .

يتضح ادن ان حضور اليهودي في فرجة امعشار هو نتيجة لعوامل تاريخية  دينية اجتماعية ثقافية , تشكلت من خلالها معرفة به فقد عايش أهل حاضرة  تيزنيت القادمين من ادرار(الجبل ) المستقرين بازغار(سهل ) تيزنيت الطائفة اليهودية التي تتميز بالقلق عبر الحقب التاريخية , وتم توظيفها في الفرجة للتعبير عن المواقف الدفينة تجاه هدا الأخر / اليهودي الحامل لثقافة وديانة مختلفتين عن الذات /  التي كونتها ووظفتها في الفرجة .

يتبع …

بقلم فيصل عوام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق