في الذكرى الخامسة للسبت الأسود .. لا تلعبوا بالنار !!

فقد إنطلقت الأحداث بشكل عفوي وهنا نقطة  للتآمل  فكان سكان سيدي إفني فاعلين في ” إنتفاضتهم ” ولم يكونوا  مجرد مفعول بهم ,  خرجوا بشعارات تهتف بها حناجرهم بمطالب كأركان الإسلام لاتتجاوز الخمس عمل قار , وإدارة للضروريات ,  وتنمية للحاجيات , و تحسين  في توزيع ثروتي , وطريق يوصلني حيث حريتي , مطالب قوبلت بالمجابهة  وسخرت بعض المنابر للتسخير منها وكانت نتيجتها عشرات المعتقلين والجرحى ومئات المشردين في الجبال ,  فسارت إفني بذلك أول من عبد الطريق للربيع  العربي المطالب بالعدالة الإجتماعية ولست نافخا  فيما جرى بكوني أنتمي للمنطقة فأحداث سيدي بوزيد و الجزائر تزامنت مع السبت الأسود ولكم حق الرجوع للتاريخ .
حينما أستبيحت المدينة مع فجر يوم لم يكن الكثيرون يتصورون أن سنوات الجمر والرصاص ستكون مدينتهم مسرحا لها من طرف الدولة الأم للأسف , والتي كان لزاما عليها توفير العمل للجميع وتوفير مصادرالرزق كما يقول المفكر” سان سيمون ” , آنذلك  خرج الوزير الأول بتصريح شبه “مشوه ” نافيا أي أحداث في سيدي افني معتبرا ماجرى مجرد ” تحركات المعطلين ” وبذلك تكون حكومة آل الفاسي قد أعادت التاريخ إلى الوراء حينما كان آهله  ممن استوحى منهم الإسم يكنون لقبائل آيت باعمران الحقد باستعصائهم فتح الباب للمخزن آنذاك , في حكومة عباس الفاسي لم يكن لمحامي العدالة والتنمية  “الشبه” متربع الآن على سدة الحكم , ووزير العدل والحريات حاليا  مصطفى الرميد أي سلطة لتفعيلها لوقف الجرح في سيدي إفني فقطع الكيلوميترات من الرباط  إلى قلعة الإحتجاجات يمتن عليها  , مع كاميرا رقمية عالية الجودة لم تخطئها العيون  يلتقط الصور للأبواب المهترئة والتي تحولت بفعل التمارين الرياضية  لقوات ” الأمن ” جميعها  إلى ثقوب لاتصلح للإغلاق ولا للتلميع , متحسرا مما وقع والحزن بادي عليه , اليوم السيد مصطفى الرميد في حكومة عبد الإله بنكيران , الحكومة التي عقد عليها الشعب المغربي الأمل ليس فقط في الخبز والماء والكلاء”  لبهائهم “, ولكن لإخراجهم من تحت القيود ليتنفسوا الحرية , وكانت نتيجتها في سيدي إفني أسوأ من زمن البصري , فلا يمر أسبوع إلا ونسمع عن معتقل جديد و ” أصغرهم  أفضحهم  ”كما يقول المثل الشائع بمحاكمة القاصر أيوب تيلي , وبمعتقلين جدد آخرهم الذين وزعت عليهم 7 سنوات كيف ولماذا ؟ ليس من حقنا .. وهو سؤال من إختصاص السيد الرميد ليجيب عنه رغم عدم وصايته على السلطة القضائية لكن خبرته في هذا المجال قد تعطي جوابا شافيا  كذلك لأ مهات مازلن يتذكرن أبنائهن  وهم طعم لأسماك القرش بالمحيط الأطلسي  عندما أغرقت السلطات الإسبانية سبع وعشرون شابا في مقتبل العمر فروا من الفقر المدقع بالمدينة ونواحيها , ومازاد الأمر تعقيدا هو صمت إبن مدينة انزكان سعد الدين العثماني والذين لايعرفون سيدي إفني إلا في النشرات الجوية و” كًرتيات المحطات ” .
اليوم في هذه الذكرى الأليمة والتي لا نحن لإعادة إسترجاعها للأذهان لما تحمله من عقدة نفسية مازال تأثيرها ساري المفعول , ليس بودنا إلا القول أن إفني مهما همشوها ومهما تناسوها  ومهما فقروها فجيل قادم بدون رحمة , فلا تنتظروا الصدفة والمعجزات تخلق لكم التنمية بسيدي إفني , فالعشرات من المخيمات الآن بشوراع المدينة ليست وليدة ” الكرش إلا شبعات ” فهي نتاج سنوات من التهميش .. فلا تلعبوا بالنار !!!
محمد أبطاش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق