سكان دواوير الجنوب الشرقي يوجهون نداءات استغاثة وينتقدون منظومات ‬التدخل ‬بعد ‬انجراف ‬هكتارات ‬من ‬الأراضي ‬الواحية

ورززات

بلغت ‬الإحصائيات ‬الأولية ‬للخسائر ‬بجماعة “‬تلوات” ‬القروية ‬بورززات ‬بفعل ‬التساقطات ‬الأخيرة، ‬وفق ‬شهادات ‬السكان، ‬أزيد ‬من ‬1900 ‬مسكن ‬قروي ‬انهارت ‬أو ‬على ‬وشك ‬الانهيار، ‬كما ‬أن ‬هناك ‬دواوير ‬معزولة ‬بالكامل، ‬حيث ‬قطعت ‬الطريق ‬الإقليمية ‬1506 ‬من ‬منطقة “‬أيت ‬بن ‬حدو” ‬إلى ‬منطقة “‬تلوات”‬، ‬كما ‬عرفت ‬المنطقة ‬سقوط ‬أعمدة ‬كهربائية ‬وتضرر ‬بنيات ‬الماء ‬الصالح ‬للشرب، ‬فضلا ‬عن ‬أضرار ‬أخرى ‬لحقت ‬بالأراضي ‬الفلاحية ‬التي ‬أتلف ‬الكثير ‬منها، ‬علاوة ‬على ‬تضرر ‬ما ‬يقرب ‬من ‬5 ‬آلاف ‬متر ‬من ‬السواقي ‬التي ‬انهارت ‬على ‬طول “‬واد ‬أونيلة” ‬و”‬واد ‬تلوات”‬، ‬كما ‬أغلقت ‬معظم ‬المؤسسات ‬التعليمية، ‬ورغم ‬بشاعة ‬الوضع، ‬ف”‬لا ‬حياة ‬لمن ‬تنادي”‬، ‬يقول ‬السكان، ‬فالمنطقة “‬مهمشة ‬وستبقى ‬مهمشة”.‬
وتعليقا ‬على ‬الوضع، ‬قال” ‬يونس ‬حسنائي، ‬إعلامي ‬بالمنطقة، ‬إن “‬أهلنا ‬بورززات، ‬حاصرهم ‬التهميش ‬لسنوات، ‬واليوم ‬تحاصرهم ‬الفيضانات ‬والإعلام ‬والدولة”‬، ‬وأضاف ‬أن “‬سكان ‬الدواوير ‬المعزولة ‬لم ‬يستفيدوا ‬لحد ‬الآن ‬من ‬أي ‬مساعدة، ‬وأن ‬الوضع ‬لا ‬يزال ‬على ‬ما ‬هو ‬عليه، ‬بل ‬أضحى ‬كارثيا ‬وأكثر ‬خطورة ‬من ‬ذي ‬قبل، ‬فالعديد ‬من ‬المتضررين ‬ينامون ‬في ‬العراء ‬في ‬عز ‬البرد ‬والثلوج ‬التي ‬تغطي ‬الجبال ‬المجاورة،” ‬مشيرا ‬إلى ‬أن “‬طائرة ‬الهيليكوبتر ‬لم ‬تقم ‬بإنقاذ ‬الساكنة ‬كما ‬أرود ‬الإعلام ‬العمومي، ‬بل ‬اكتفت ‬بإنقاذ ‬السياح ‬الأجانب ‬وعجوزين.‬
وغير ‬بعيد ‬عن ‬منطقة “‬تلوات”‬، ‬تعاني ‬مجموعة ‬من ‬الدواوير ‬المحيطة ‬بواد “‬أونيلة” ‬بورززات، ‬من ‬انهيار ‬العديد ‬من ‬المنازل ‬وتلف ‬المحاصيل ‬الزراعية، ‬كما ‬تعاني ‬من ‬انقطاع ‬التيار ‬الكهربائي ‬وضعف ‬شبكة ‬الهاتف، ‬واستنادا ‬إلى ‬مصادر “‬المساء” ‬فإن ‬واد “‬أونيلة” ‬يعتبر ‬منذ ‬القدم ‬ممرا ‬للقوافل ‬التجارية ‬القادمة ‬من ‬أقاصي ‬إفريقيا، ‬في ‬اتجاه ‬شمال ‬المغرب، ‬صوب ‬نهر ‬السينغال ‬وأدغال ‬القارة ‬السمراء.‬
وفي ‬جماعة “‬إمي ‬نولاون”‬، ‬أفادت ‬المصادر ‬أن ‬سكان ‬العديد ‬من ‬الدواوير ‬يعانون ‬منذ ‬أيام ‬من ‬البرد ‬القارس ‬والجوع ‬والعطش، ‬بفعل ‬الحصار ‬الناتج ‬عن ‬السيول ‬الجارفة، ‬كما ‬يعاني ‬القاطنون ‬بدوار “‬وينجكتال” ‬بجماعة “‬تازناخت” ‬من ‬انقطاع ‬الطرق ‬التي ‬تعد ‬الشريان ‬الوحيد ‬الرابط ‬بين ‬القاطنين ‬بالجماعة، ‬أما ‬أبناء ‬المنطقة ‬القاطنون ‬بمدن ‬البيضاء ‬والرباط ‬فقد ‬تقطعت ‬بهم ‬السبل ‬ولم ‬يستطيعوا ‬اللحاق ‬بعملهم ‬بعد ‬نهاية ‬العطلة ‬المدرسية ‬الأخيرة.‬
وأدت ‬الفيضانات ‬الاستثنائية ‬بالمنطقة ‬إلى ‬انقطاع ‬المؤونة ‬من ‬المواد ‬الغذائية ‬عن ‬الكثير ‬من ‬المراكز، ‬خصوصا ‬في ‬المناطق ‬الجبلية ‬للأطلس ‬الكبير ‬والصغير، ‬حيث ‬لم ‬تتمكن ‬سيارات ‬الإسعاف ‬من ‬نقل ‬العديد ‬من ‬المرضى ‬إلى ‬المستشفيات (‬3 ‬حالات ‬حرجة ‬سجلت ‬بإقليم ‬تنغير ‬فقط). ‬
وفي ‬اتصال ‬هاتفي ‬مع “‬المساء” ‬حاول ‬لحسن ‬اوالحور، ‬عضو ‬بجمعية ‬تافنا ‬للتنمية ‬بجماعة “‬تيلمي” ‬بإقليم ‬تنغير، ‬الربط ‬بين ‬وباء “‬إيبولا” ‬الفتاك ‬والفيضانات ‬التي ‬تعيشها ‬المنطقة، ‬قائلا ‬إن “‬الطبيعة ‬بجماعة ‬تيلمي ‬فتاكة ‬أكثر ‬من ‬إيبولا”‬، ‬فمنذ ‬اليوم ‬الأول ‬للتساقطات ‬المطرية “‬انقطعنا ‬عن ‬العالم ‬الخارجي، ‬فتضررت ‬الطريق ‬بشكل ‬كامل، ‬وتهدم ‬ما ‬يقرب ‬من ‬20 ‬منزلا، ‬كما ‬تضررت ‬المزروعات ‬الفلاحية ‬بشكل ‬كبير، ‬وعلى ‬رأسها ‬البطاطس ‬وفاكهة ‬التفاح ‬المعروفة ‬بالمنطقة، ‬كما ‬انقطعت ‬السلع ‬عن ‬13 ‬دوارا.‬

محمد الشيخ بلانشر في المساء يوم 02 – 12 – 2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق