جمعية ماء العينين للتنمية والثقافة بتيزنيت تربط الماضي بالحاضر وتكرم الفقيهين التجاجتي و العثماني  

ماء العينين

في خطوة محمودة جرى في العاشرة تماماً من صباح يوم السبتل16 شعبان 1435ه الموافق 14 يونيو2014  تكريم  الفقيهين الجليلين : أبو الوفاء سيدي أحمد يحيا التجاجتي وسيدي سعيد بن الطييب العثماني  ، من تنظيم جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة، وبدعم من جمعية علماء سوس وبتنسيق مع المجلس العلمي المحلي لتيزنيت بالخزانة الوسائطية – محمد المختار السوسي المشور تيزنيت . وقد حضر هذا الحفل العظيم أكثر من مائة شخص من شتى أنحاء البلاد وخاصة جهة سوس ماسة درعة، منهم العلماء والمثقفين والجامعيين، وعامة الناس بمختلف طبقاتهم، وتم تقديم محاضرات وقصائد شعرية حول المحتفى بهم .

نبذة عن الفقيهين الجليلين المحتفى بهم :

الفقيه أبو الوفاء سيدي احمد يحيا التجاجتي :

هو أبو الوفاء سيدي الحاج أحمد يحيا بن علي بن بلعيد بن أبي جمعة التجاجتي المجاطي التزنيتي.ولد عام 1370هـ  1950م ـ في قرية إدهمو جماعة سبت النابور تجاجت قيادة تيغيرت دائرة الاخصاص التابعة حاليا لإقليم سيدي افني. وحفظ القران -على يد جد أبيه سيدي بلعيد بن ابي جمعة في مساجد بلده وفي مساجد هشتوكة خمس ختمات برواية ورش عن نافع – حفظا جيدا ثم افتتح المبادىء العلمية سنة 1960م على يد الفقيه العلامة سيدي الحاج الطيب الصوابي بمدرسة اخريب بلفاع ،ثم في سنة 1965م ندبه السعد فانتقل الى مدرسة ابي مروان باداوسملال دائرة انزي، فوجد ضالته المنشودة في شيخه العلامة الكبير سيدي الحاج ابراهيم بن محمد ايت هماد الامزيلي التملي ـ رحمه الله ـ فلزمه لزوم الظل لصاحبه ما يزيد على عشر سنوات ،كلها جد وعمل يصل ليله بنهاره ،فأحاط خلالها بكل ما يدرس في المدارس العتيقة وأضاف إلى ذالك مااستفاده من المطالعة الحرة ومن زيارة العلماء الفضلاء، فكون نفسه تكوينا شهد له به الخاص والعام وكان مشغوفا بالمطالعة واقتناء الكتب والاستفادة مما عند الاخرين بشكل اوبآخر فكان مثالا في التحصيل والاستظهار.مع تواضع جم وخلق كريم ومعاملة حسنة مع القاصي والداني.وفي سنة 1976م اختاره شيخه ليتولى التدريس والإمامة بمدرسة ايت وافقا بطلب من أهلها وما زال فيها الى اليوم 1434هـ/ 2013م فحلق بها إلى الجواء العالية وعرف بها لدى الخاص والعام حتى إنه عرف بالإضافة إليها {سيدي الحاج احمد نايت وافقا} فقصده طلبة العلم من كل حدب وصوب واستفادو من علمه وادبه فذاع صيته وانتشر فضله وبورك له في سعيه وحركاته وكان مهتما بالكتابة والتأليف فحرر عدة رسائل وألف عدة مؤلفات منها:كتابه المسمى “بشائر المسرة والاحتفاء.على قصيدة برح الخفاء” .  وشرح بانت سعاد لكعب ابن زهير الذي أسماه”تحقيق الأمنية على القصيدة الكعبية”. وكتاب”مئاثرالسلف ومفاخر الخلف” حول مدرسة ايت وافقا والمدارس المجاورة لها.وله أيضا كتاب “كشف اللثام.عن التراث والأعلام” وهو كتاب مفيد ما زال مخطوطا في جزأين ضخمين  ،وله كذلك مشاركات فعلية في عدد من الندوات المحلية والوطنية وقصائد شعرية في شتى الاغراض والمناسبات. حفظه الله تعالى وبارك في علمه.

سيدي سعيد بن طيب العثماني :

الفقيه سعيد بن طيب العثماني الإكماري ولد سنة 1352بدوار1934/تضكوكت جماعة إداككمار إقليم تيزنيت . نشأ في قريته وأخذ القران الكريم بمسجد ها . في سنة 1363ه تلقى العلوم على يد شيخه سيدي أحمد أزوكاي بأنزي ثم أيت رخا . ثم انتقل الى مدرسة تزروالت ليأخذعن الفقيه سيدي أحمد بالمحفوظ الأدوزي وعلى يده تخرج . التحق بالتعليم العمومي مدرسامنذ سنة 1957 الى أن احيل على المعاش 1995 . ثم بعدذلك عادمرة اخرى الى مدرسة العتيقة تزروالت من 1999 الى2005 . عين مؤطرالأيمة المساجد في اطار ميثاق العلماء،وله العديد من الاصدرات في  تخريج الاحاديث ،وفي دراسات متنوعة .

 

الجلسة الافتتاحية :

ثم افتتاح هذا اليوم الدراسي بتلاوة ايات بينات من الذكر الحكيم ، ثم بعد ذلك كلمة جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة برئاسة الاستاذ ماء العينين النعمة حيث شكرورحب بجميع الفقهاء والعلماء والاساتذة الحاضرين وجميع الحضور ، وقد أكد عن احترامه وتقديره للنخبة من عمالقة الفكر والأدب، وقال إن الفكر والعلم والأدب يحددان مسار أمتنا المستقبلي .و أن الجمعية  ستأخد  على عاتقها مهمَّة القيام بدورها نحو تكريم العلماء والمفكِّرين البارزين في مجال خدمة العلم والعلماء ونشر أشغال هذا اليوم الدراسي .

أما كلمة جمعية علماء سوس الشيخ محمد الصالحي .فاعتبر هذا اليوم الدراسي إلتفاتة مباركة للعلم والعلماء والاعتراف بالجميل وأن تكريم الانسان ليست بدعة وأن  جمعية ماء العينين مرتبطة دائما بالعلماء أبا عن جد ، وأضاف أن الاحتفاء بعلمائنا وأدبائنا جاء ليعزز من روح العلم والعلماء التي باتت منسية لدى الأجيال…

اما كلمة مندوبية وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية  فقد اكد المندوب المحترم على أهمية عقد مثل هذه التكريمات والدورات التي تهدف الى صقل مهارات رجال الاصلاح والعلم والعلماءواعترافا بفضل العلماء، وتقديرا لجهدهم،كماشكر جمعية ماء العينين على هذا التكريم. 

الجلسة العلمية :

في الجلسة العلمية استمع الضيوف إلى مجموعة من المحاضرات وتدخلات عدد من كبار العلماء  والمفكرين  منها عرض الدكتور أحمد أبو القاسم عن التعريف بالعالمين المكرمين ، ثم بعده عرض قراءة في كتاب “تحقيق الامنية على القصيدة الكعبية ” الاستاذ الواثق حسن ،ثم بعده العرض الثالث “قراءة في إصدارات الفقيه سيدي سعيد بن طييب العثماني” للفقيه عبد الله خطاب ، ثم العرض الرابع قراءة في رسالة ” القول السديد على أوهام ابن سعيد” لدكتور محمد الحاتمي العرض الخامس قراءة في كتاب : “ماثر السلف ومفاخر الخلف” لدكتور محمد ابيدار.
     جلسة الشهادات :

 وقد اكدت جميع الشهادات سواءا من الاستاذ الحاج احمد حميتي اوشهادة الدكتور ايحيا الطالبي اوشهادة الأستاذ اليعقوبي الهاشم  مشيرين إلى بيان وعوامل نبوغ شخصية الشيخان و الاهتمام بالطبقات المختلفة والتعامل الجيد الحسن معهم” و”الفراسة العالية” و”معرفة الظروف والأحوال الراهنة” و”القدرة العالية على إقناع الخصوم والمخالفين” و”المهارة في التدريس وتفهيم المتون” و”المواقف المعقولة” و”التبسط والانفتاح في كافة الأحوال” و”الجدّ في العمل” و”الوجه الطلق في تعامله واعتبر “قبول النصح والنقد” و”عدم الخضوع تجاه النقائص” و”الحنين إلى الدرس والتدريس” و”الصبر والتحمل تجاه المشكلات” و”الاطاعة من الأمير” و”المحبة مع الزملاء والناس” و”قبول المشورة” و”الحكمة والفراسة” و”حسن الظن بالجميع” و”الاهتمام بالعبادة والدعاء”، وهي من أبرز خصائص والصفات التي اتصف بها الشيخان الجليلان. 

ثم بعد ذلك ثم تقديم  في حق المحتفى بهم قصائد مؤثرة منها قصيدتين حماسيتين :قصيدة لإبراهيم كريربعنوان “معاد الله أن ننسى جميلا” ثم قصيدة ثانية بعنوان “تراكمت الحقوق” لنجاري .

 

               واختتمت هذه الجلسة بالدعاء للمسلمين  في مشارق الارض ومغاربها باليمن والبركة في هذا الشهر المبارك والى شفاء سيدي سعيد بن الطييب العثماني وعودته الى صفوف العلماء لمواصلة  العلم والتربية …

               ومن هذا المنبر الاعلامي الجدي ي وجب تقديم العون للعلماء ورعايتهم بما يسهم في القضاء علي التردي السلبي الذي يصاحب الحالة العامة التي تواجههم . فقد أخبر الرسول صلي الله عليه وسلم أن مجالسة العلماء عبادة، وقال لقمان لابنه: يا بني. جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك. فإن الله عزَّ وجلّ يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء. وبالتالي يجب أن نرعي العلماء حتي نسعي إلي تقديم كافة ألوان المساهمة المالية والمعاملة الإيجابية لهم . فلا يمكن بعد أن أفني العلماء حياتهم في البحث العلمي . داخل المكتبات والمعامل. نجد حالة من التنكر للجميل سواء علي مستوي المدارس و  الجامعات أم علي مستوي المسئولين رغم أن كافة المسئولين بالدولة تخرجوا من تحت أيدي هولاء الأساتذة . فنسمع يوميا قصصا وحكايات عن أساتذة لا يجدون علاجا او ملجأ بعدما كانوا ملء السمع والبصر . وبالتالي لا يمكن الحديث عن بحث علمي ولا تقدم في ظل حالة الجحود للمبادئ الإسلامية الداعية إلي التقدم العلمي والمعرفي ، فالنظر في آيات الكون أسس العلم التجريبي الذي نهض فيه الأوائل مثل ابن سينا والفارابي والكندي.
بل يجب أن نسعي إلي تكريم العلماء والارتقاء بشأنهم في سبيل المحافظة علي العملية التعليمية ،ووجب النظر الي العلماء والمفكرين باعتبارهم مصدر التنمية المستقبلية،فسوف يسألنا الله يوم القيامة عن التقصير في حق  العلم والعلماء.

الحسين البقالي الافراني : استاذ باحث وفاعل جمعوي   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق