تافراوت : إسدال الستار على فعاليات مهرجان تافسوت للسينما بتوزيع الجوائز وتكريم بعض الممثلين

بحضور كوكبة من النجوم في سماء صناعة السينما الأمازيغية والعربية، أسدل الستار مساء أمس الأحد على فعاليات الدورة الأولى من مهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية بمدينة تافـــراوت تحت شعار ” أدرار والسينما “، والمنظم من طرف جمعية أناروز للتنمية والتواصل الثقافي بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمجلس الإقليمي لتيزنيت وجهة سوس ماسة وجماعتي تافـــراوت و أملن وبدعم من جماعة تاسريرت وجماعة إغير ن تهالة وبعض الشركات المساهمة، وبحضور ممثلي السلطة المحلية في شخص السيد باشا مدينة تافراوت وقائد الدرك الملكي بتافراوت وقائد قيادة تاهلة، وكذلك رؤساء الجماعات المحلية بدائرة تافراوت بالإضافة إلى رؤساء المصالح الخارجية وعدد من الفاعلين الجمعويين المحليين بمختلف أطيافهم والمسؤولين والمنتخبين.. ويأتي هذا بعد ثلاثة أيام حافلة بالإحتفاء بالسينما جذبت الأنظار إلى هذه المدينة، حيث حصدت هذه الدورة الإستثنائية الأولى من نوعها إعجاب الجمهور التافراوتي بمختلف أطيافه، بتشكيلة أفلامها المميزة، والإحتفالات التي رافقت الحدث، كما حازت الجلسات والندوات النقاشية والدورات التكوينية على إهتمام الجميع، بالإضافة إلى تكريم نجوم سينمائية متميزة محلياً ووطنياً.

وفي كلمة ألقاها السيد كمال شهمات أمين مال جمعية أناروز للتنمية والتواصل الثقافي في ختام الدورة الأولى من المهرجان، حيث شكر الحضور الكريم والمساهمين في إنجاح هذه الدورة التي أمكنت من حصد إعجاب الجمهور، وأسر شهمات خياله بالتشكيلة الرائعة المتنوعة لأفلام هذا المهرجان رغم أنها الدورة الأولى، التي وحدت شرائح الجمهور بمختلف توجهاتها وثقافاتها تحت مظلة واحدة، لتعزيز التعرّف على الثقافات والحضارات المختلفة. وأضاف في كلمته أن مدينة تافراوت تتشرّف بحضور صنّاع السينما الأمازيغية الموهوبين، الذين يروون قصصاً بطريقة فريدة، تركت أثراً في نفوس المشاهدين من مختلف نواحي الحياة، وهذه هي قوة السينما الحقيقية، وأحد أكثر الأمور المجزية في المهرجان.

وقد وصلت حماسة المهرجان إلى أوجها بحفل ختامي مميز، وأمسية ساحرة مع العرض الأول لفيلم “زرايفا ” للمخرج عبد العزيز أوالسايح، الفيلم الذي يستعرض بعض الأساطير الأمازيغية في قالب كوميدي يجمع ثلة من خيرة الممثليين الأمازيغيين كعبد اللطيف عاطيف، الحسين باردواز، مبارك العطاش، وإبراهيم حماتة ومصطفى الصغير وآخرون… وضمن القافلة السينمائية المتنقلة وبمركز جماعة تهالة تم عرض فيلمين الأول للمخرج مسعود ديسكو عن فيلم “تيموغرا”، كم تم عرض فيلم قصير بعنوان “تاسا” للراحل عبد الله أوزال.

وتواصل حماس الليلة الختامية للمهرجان، حيث انتقل سحر الشاشة إلى السجادة الحمراء منها إلى المنصة بمشاركة نجوم بعض الأفلام المعروضة والشخصيات المحبوبة الذين إنضموا إلى نجوم أبطال الأفلام الفائزة في المسابقة. كما كان جمهور مدينة تافـــراوت على موعد مع إستراحة فنية على منصة محمد السادس من تقديم الفنان المتألق والعازف على آلة القيتارة هشام ماسين. للإشارة فدورة هذا العام رغم أنها هي الأولى من المهرجان فقد حقّقت نجاحا مهماً، حيث حفلت بالعديد من العروض وجلسات الحوار المفتوحة، بالإضافة إلى العروض الخاصة، ولم يغف مهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية عن هدفه الرئيسي بتسليط الضوء على صنّاع السينما المحلية، ودعم نموّ الإقتصاد المحلي. كما أتاح المهرجان المجال لصناع الأفلام لتصوير أعمالهم بالمنطقة، ويُعدّ هذا صميم هدف المهرجان. وخلال اليوم الختامي كشف مهرجان تافسوت أسماء الفائزين بالجوائز، حيث حازت مجموعة واسعة من الأفلام المستحقة على الجائزة المرموقة، التي قدّمتها لجنة التحكيم على الشكل التالي :

-الجائزة الكبرى جائزة أحسن إخراج عادت للفيلم الطويل الوثائقي “لالة تاعلات” لمخرجه مسعود بوكرن

– جائزة أحسن فيلم وثائقي قصير كانت من نصيب فيلم les femme dans la musique amazigh للمنتجة دنيا بنجلون

– جائزة أحسن سيناريو كانت للممثل المتألق الحسين باردواز عن فيلم “زرايفا”

– جائزة أحسن ممثل فاز بها الممثل لحسن سرحان عن فيلم ” تاونزا”

– جائزة أحسن ممثلة فازت بها الممثلة مارتيليا العباسي عن فيلم “إبيريتا”

– جائزة التنويه عادت لفيلم ” رقصة الوحش” للمخرج مجيد لحسن

في هذا الشأن، صرح الكاتب والشاعر الأستاذ محمد فريد زلحوض لتيفاوت بريس، وهو أحد أعضاء لجنة التحكيم في هذه المسابقة قائلاً : أمر المنافسة صعب، حيث عرضت أمامنا أفلام جيدة يسعى أصحابها بكل جهد للبحث عن رؤىً فريدة لعرض قصصهم، حيث إرتفعت معايير التقييم مع الإختيارات الممتازة لهذه الأعمال ذات الجودة العالية، وبالتأكيد صعب ذلك مهمة لجنة التحكيم لإختيار الفائزين.

وأضاف في تصريحه : نيابة عن مهرجان تافسوت أهنئ الفائزين المستحقين الذين ساهمت رؤيتهم المبدعة في إثراء وإمتاع وتثقيف الجمهور عن طريق الأفلام، ويفخر المهرجان بدعمه المعنوي خلال رحلتهم نحو النجاح. كما أتقدّم بالشكر الجزيل لجميع صناع الأفلام المشاركين الذين أثروا المهرجان بأعمالهم، كما أتمنى لهم جميعاً مستقبلاً مشرقاً، وأتطلع بلا شك لرؤية نجاحاتهم على المستويات العالمية.

والتزاماً بتعزيز نمو صناعة السينما المحلية والوطنية، وزّع مهرجان تافسوت عدداً من الشواهد التقديرية على لجنة التحكيم تقديراً لجهودهم الإستثنائية في دعم فقرات المهرجان

وخطف الممثل والمخرج السينمائي إبن المنطقة إبراهيم الحنوضي الأضواء لحصوله على تكريم من طرف منظمي المهرجان لما أعطاه للسينما الأمازيغية، ولما تعالج أفلامه من مشاكل إجتماعية بطريقة مُبتكرة وهادفة، وقدم له تكريمه وهديته السيد إدريس بوعلام رئيس جماعة إريغ ن تهالة، كما تم تكريم الممثل المغربي مصطفى تاه تاه على مجهوداته التي يبدلها في خدمة السينما بالمغرب، بالإضافة إلى المخرج السينمائي إبن المنطقة لحسن بولحسن.

وبهذه التكريمات يسدل الستار عن فعاليات مهرجان تافسوت الذي حقّق نجاحاً مهماً، بحيث أضحت منصة العروض خلال هذه الأيام مكاناً للفنانين والممثلين والمخرجين لعرض أعمالهم من خلالها والتباري على جوائز المهرجان، في إنتظار النسخة الثانية السنة المقبلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق