العدل والإحسان: منع الاعتكاف بالمساجد في رمضان "ظلم وهمجية"

منع

أخرجت القوات العمومية، ليلة الثلاثاء 21 رمضان المبارك، مجموعة من المصلين، ومن بينهم العشرات من أنصار جماعة العدل والإحسان، وذلك باستخدام القوة لإخلاء عدد من المساجد في مدن وجدة وبركان وتاوريرت وزايو وأحفير، حيث كانوا يعتزمون إحياء سُنَّة الاعتكاف داخل بيوت الله خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل.

وأدان الدكتور محمد سلمي، رئيس الهيئة الحقوقية لجماعة العدل والإحسان، في تصريحات لهسبريس، طرد المعتكفين من المساجد، واصفا إخراج القوات العمومية لأعضاء جماعة العدل والإحسان من بيوت الله بالقوة، لمنعهم من الاعتكاف، ظلما ما بعده ظلم، كما جاء في القرآن الكريم “ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها”.

وتابع سلمي بان ما حدث “تصرف همجي أرعن تعبر من خلاله الدولة عن تخبطها، فهو مخالف للدين الإسلامي، ومخالف للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تكفل حق التدين والمعتقد، ويفضح مظهرا من مظاهر التناقض الذي تعيشه أجهزة الدولة في سياق هيمنتها البوليسية على المساجد، والتي يحلو لبعض المنافقين أن يسميها بتأطير الحقل الديني” وفق تعبير سلمي.

ووجه الناشط الحقوقي سيلا من الأسئلة إلى ما سماها “الحكومة الفعلية والحكومة الصورية التي يبدو على رأسها حزب سياسي يضم إسلاميين”، حيث تساءل قائلا: “هل لمن يعارضكم في سياستكم حق في أن يعبد الله في بيوت الله أم لا؟ وهل المساجد لكم أم لله؟ وأين سيذهب هؤلاء الممنوعون من الاعتكاف ليعتكفوا؟..

وأضاف “إلى بيوتهم التي تقتحمونها عليهم وتشمعونها بدون بوجه حق؟ أإلى المقرات التي منعتموهم من فتحها كما تفتحها الجمعيات والأحزاب….؟”، قبل أن يحذر من مغبة هذه التصرفات بقوله “إن لكم شبيها فيما تفعلون ـ زين الهاربين بن علي ـ فخذوا العبرة مما فعل الله به”.

وحمل رئيس الهيئة الحقوقية لجماعة العدل والإحسان المسؤولية كاملة لرئيس الحكومة، ولوزير الأوقاف ووزير الداخلية، داعيا “الشعب المغربي المسلم إلى مزيد من اليقظة تجاه ما يحاك ضد الدين الإسلامي في بلدنا، ونخبه الفكرية والحقوقية والإعلامية والمدنية إلى التنديد بهذه التصرفات الهمجية” على حد تعبير سلمي.

وجدير بالذكر أن منع عدد من أنصار جماعة العدل والإحسان خاصة من إقامة الاعتكاف في بعض مساجد شمال شرق البلاد تكرر أيضا في السنوات القليلة الماضية، وهو ما فتئت تعتبره “الجماعة” سلوكا “قمعيا همجيا يمنع المواطنين من تأدية هذه السنة النبوية، ومن حقهم في التعبد لله بإقامتها”.
هسبريس ـ حسن الأشرف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق