ياسمينة .. أستاذة تحكي قصة نجاتها من الموت

 

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2014-12-14 17:56:03Z |  | ÿDQSÿEPQÿEOOÿc,¦_¬P
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2014-12-14 17:56:03Z | | ÿDQSÿEPQÿEOOÿc,¦_¬P

« ياسمينة» أستاذة من بين العشرات من رجال التعليم الذين ساقتهم ظروف العمل إلى المناطق النائية والوعرة في عمق الأطلس الكبير بالحوز، وما يصاحب ذلك من معاناة التنقل المحفوف بالمخاطرو قساوة ظروف العيش والعمل حتى بعد الوصول إلى مدارس تشارك الدواوير المجاورة لها كل مفردات عزلة البلاد والعباد عما حولهما بفعل أكوام من الثلج تخفي من تحتها ملامح الطرق والممرات .
فتحت ياسمينة قلبها ل«الأحداث المغربية»، بعد عودتها بين أحضان أسرتها بمراكش لتحكي فصول مغامرة هروبها من فرعية دوار تمنكار في عمق الجماعة القروية الجبلية ستي فاضمة بالحوز من براتن الجوع والصقيع المخيم في المكان بعد العواصف الثلجية التي ضربت الأطلس الكبير خلال الأيام القليلة الماضية.
بدأت ياسمينة حديثها بصوت العائد من حرب تفوح منها روائح الموت قائلة «كون بقيت تما كون حماقيت» قبل أن تتابع سرد حكايتها المؤلمة، حيث جاء في حديثها أن زحف العواصف كان مباغتا لم نكن أنا وأصدقائي في العمل مهيئين له كما هو الحال خلال العام المنصرم، حيث أحضرنا المواد الغدائية ومستلزمات الدتفئة والشمع، وظن الجميع أن احتمال تساقط الثلوج ضئيل بعد مرور أزيد من شهرين عن موعده.
وأضافت … بعد ليليتين مرعبتين مرت علينا في البيت الصغير الذي نسكنه قرب المدرسة، خيم عليهما الظلام الدامس والجوع ممزوجان بالخوف الشديد، بعد نفاد ما تبقى من المؤونة، قررت في النهاية، بعد إقناع الآخرين بقراري، أن أغامر وأغادر المكان ليبدأ الفصل الأكثر خطرا من الحكاية، رغم علمي بصعوبة المسالك، حيث تظهر ملامحها أحيانا وتختفي أحيانا أخرى، استعنت في غالب الأمر بمخيلتي لرصد الاتجاه وسط أكوام من الثلوج، ظننت بعد مرور ساعتين من مغادرتنا بيت المدرسة أننا اقتربنا من الوصول لأقرب نقطة نحتمي فيها ربما نجد فيها وسيلة تنقلنا إلى مراكش أو نقطة أخرى تمكننا من الهدف ذاته، إلا أنه بعد المسافة التي تبلغ حسب تقديري حوالي 20 كيلومترا لم نتمكن من قطعها إلا بعد مرور أربع ساعات بالتمام والكمال، خرجنا منها بكدمات على مستوى الرجلين واليدين والظهر لنصل إلى آخر نقطة في مركز جماعة ستي فاضمة حيث وجدنا أخيرا وسيلة وحيدة أقلتنا إلى جماعة أوريكة ومنها إلى مراكش. بعد وصول ياسمينة إلى حضن أهلها وأخذها قسطا من الراحة، بدأت الكدمات التي أصيبت بها أثناء رحلة الموت تلك في إثارة الألم.
ورغم ذلك حاولت الدخول إلى حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وأصدرت تدوينة جاء فيها: «الناس للي كيسولوني علاش مهضرتش على مواضيع الساعة كقدوم السيسي للمغرب وصاليغ المدرب و البيض وخديجة …. دبا هي قولو ليا كيف سأتحدث عن هذه المواضيع وأنا مازالت مصدومة من الواقع الأليم للي جاية منو من أعالي جبال الأطلس. …. من المغرب المنسي و المنفي …. من المغرب للي كيسميوه الغير النافع؟؟؟؟ فين باقي كتبان لي هاد البلاد كاملة؟؟؟ شكون باقي غيديها فسيسي ولا فالبيض والناس محبوسة عليهم الطريق أسبوع هذا وحتى شي حد من المسؤولين مساق لهم الخبار ….. واش الحل هو فنما طاح الثلج حنا الأساتذة خصنا نغامرو بحياتنا ونهبطو باش منموتوش تماك؟؟؟؟؟ واش هدوك الناس مصيرهم ديما فنما جا شوية الثلج ينقاطعو على العالم بدون زاد لا كهرباء ….».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق