المساء : أمن تيزنيت يفك طلاسم جريمة قتل «مول الدجاج»

وسط حشد غفير من ساكنة مدينة تيزنيت، جرى يوم أمس الخميس تمثيل جريمة قتل بائع وموزع الدجاج الذي وجدت جثته متفحمة بقارعة الطريق الرابطة بين جماعة أربعاء الساحل وتيزنيت، حيث تمكنت عناصر الشرطة القضائية بتيزنيت من فك طلاسم الجريمة البشعة، استنادا إلى الصور الملتقطة بالشبابيك البنكية الأوتوماتيكية التي استخرج منها الجناة أموال الضحية.
وخلال أطوار التمثيل، التي حضرها إلى جانب المسؤولين الأمنيين من مختلف الرتب، عامل الإقليم ونائب وكيل الملك، اعترف الجناة الذين يتحذر أحدهم من منطقة «إمنتانوت» والآخر من منطقة «شيشاوة» بالمنسوب إليهما، وكشفوا عن طريقة قتلهم للضحية ومحاولتهما إخفاء معالم الجريمة، حيث استدرجوا الضحية لمنزل تعود ملكيته لأحد المهاجرين بشارع محمد الخامس بمدينة تيزنيت، وبعد خلاف بينهم منعوا الضحية من مغادرة المنزل، فعمدوا إلى تكبيله بواسطة أسلاك أحضروها لذات الغرض، كما أغلقوا فمه بواسطة لصاق «سكوتش» محدثين ثقبا لضمان سماع صوته بشكل خافت، وبعد محاولات الضغط عليه، تمكن الجناة من الحصول على الرقم السري لبطاقته البنكية، ليغادر أحدهم في اتجاه إحدى الوكالات بهدف التأكد من صحة الرقم، وفي نفس الوقت استخراج مبلغ ألفي درهم، اقتسمها الجناة أمام أنظار الضحية، ليتفقوا بعدها على قتله مخافة التبليغ عنهم، فعمدوا إلى خنقه وإلباسه جلبابا ولفه في غطاء، ثم نقله في جنح الظلام على متن سيارته الخاصة ورميه بقارعة الطريق وإحراق جثته بواسطة مادة «الدوليو» التي عادة ما يستعملها الجناة في عملهم اليومي في مجل الصباغة.
ومباشرة بعد رمي الجثة وإحراقها بجماعة أربعاء الساحل، انتقل الجناة عبر سيارة الضحية إلى مدينة تافراوت، حيث قضوا يوما كاملا، بعد استخراج أموال إضافية من الحساب البنكي للضحية، حيث اتفقوا على إحراق السيارة بمنطقة جبلية تدعى «أفود»، والاتجاه نحو منطقة «تيغمي» مشيا على الأقدام، إلى حدود ساعات الصباح الأولى حيث استقلوا حافلة للنقل بين الجماعات، في اتجاه مدينة تيزنيت، ليظل أحدهم بالمدينة القديمة لتيزنيت، فيما غادر الثاني المدينة في اتجاه مسقط رأسه بمنطقة «شيشاوة» بولاية مراكش، إلى أن تم القبض عليه بعد التعرف عليهما بواسطة أشخاص اعتمدت الشرطة القضائية على إفاداتهم في الموضوع.
من جهتها، قالت المديرية العامة للأمن الوطني بأن فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بتزنيت تمكنت من توقيف شخصين، أحدهما من ذوي السوابق القضائية في مجال الدعارة وتسهيل البغاء والسرقة، وذلك للاشتباه في تورطهما في تنفيذ جريمة قتل ذهب ضحيتها تاجر للمواد الاستهلاكية عثر على جثته متفحمة، أول أمس الثلاثاء، بمنطقة «أربعاء الساحل» التي تبعد بحوالي 20 كيلومتر عن مدينة تيزنيت.
وأضاف بلاغ للمديرية أن الأبحاث والتحريات الميدانية التي باشرتها فرقة الشرطة القضائية مدعومة بالتحاليل والخبرات التقنية المنجزة مكنت من تشخيص هوية المشتبه فيهما وتوقيفهما على التوالي بمدينة تزنيت وبضواحي مدينة شيشاوة، مشيرا إلى أن عمليات التفتيش أسفرت عن العثور بحوزتهما على منقولات شخصية في ملكية الهالك، فضلا عن جزء من الوسائل المستعملة في التنفيذ المادي للجريمة.
وأشارت المديرية العامة للأمن الوطني أن المشتبه فيه الرئيسي في هذه القضية (إ.ح) قام بتكبيل الضحية بمعية المساهم الثاني (إ.ك) نتيجة خلافات شخصية، قبل أن يعمدا في مرحلة أولى إلى سحب مبالغ مالية من حساب الضحية باستعمال بطاقته البنكية، وفي مرحلة ثانية إلى إزهاق روحه عن طريق الخنق باستخدام لصاق وأسلاك حديدية، ليعملا في الأخير على إضرام النار في جثته والتخلي عنها بمنطقة «أربعاء الساحل» ثم إحراق سيارته الخاصة وتركها بمنطقة قروية تبعد بحوالي 54 كيلومتر عن مدينة تيزنيت.
وأضاف البلاغ أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بأكادير، مشيرا إلى أن فرقة الشرطة القضائية بتزنيت باشرت أبحاثها في هذه القضية، مباشرة بعد توصلها ببلاغ من ابن الضحية، يوم الأحد المنصرم، يصرح فيه باختفاء والده في ظروف غامضة، قبل أن يمكن البحث من استجلاء حقيقة النازلة وتوقيف المشتبه فيهما

محمد الشيخ بلا

المساء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق