وفاة الأستاذ لحسن حمي بجماعة وجان : رحل البشوش

تعزية

( فجعت الأسرة التعليمية مؤخرا في إقليم تيزنيت برحيل أحد رجالها الأبرار إنه الأستاذ الفاضل سيدي لحسن حمي الذي قضى شطرا من حياته أستاذا بمجموعة مدارس ابن خلدون وجان، و قد وافته المنية يوم الجمعة 12 يونيو 2015 بعد مرض مفاجئ لم يمهله طويلا، و للإشارة فهو والد الأستاذين إبراهيم حمي و الطاهر حمي من رجالات التربية و التعليم بجماعة وجان، و بهذه المناسبة الأليمة سنحت لي هذه الخاطرة)

رحل البشوش

رثاء بقلم المحفوظ ماء العينين

أحقا ماعدت سأطالع بعد اليوم وجهك البشوش الساطع بنور القرآن؟ أحقا ما عدت سألقاك و أنا متجه إلى عملي كل صباح حين كنت أراك شامخا شموخ العظماء مكللا بتواضع المؤمنين الأتقياء… أحقا رحلت؟ لا أصدق، حين علمت بالخبر وقفت كالذاهل أتخيل كيف سيكون ذلك الطريق موحشا؟ كيف سيغدو كئيبا؟ مرارة الفقد المفاجئ جعلتني أندم على كل لحظة مررت فيها بجانبك و أنت تمارس مهنة الأنبياء و أكتفي بتحيتك من بعيد، رغم أني كنت أحيانا أتوقف فقط لتلامس يدي يدك الطاهرة، يد علمت أجيالا من الوجانيين كيف يخطون حروفهم الأولى و يتلفظون كلماتهم الأولى في حلم و أناة و صبر جعلتك مضرب المثل، صحيح أني لم أدرس في قسمك لكني كنت أجلك لما أسمعه عنك و عن تفانيك في عملك. كنا صغارا نقف في مجموعة مدارس ابن خلدون نتأملك من بعيد بوزرتك البيضاء تقف كالملاك الرحيم وسط زمرة من زملائك الذين كانوا يجلونك، كنا نتباهى بك لأنك من دوارنا و لأن ابنك كان صديقنا،  يالها من هالة كانت تحيط بك ترصع هامتك، تلك الصورة التي اختزنتها في مخيلتي صغيرا لم تمنح بل ظلت راسخة حتى رحيلك، و أنا أكتب رثائي هذا تقف منتصبا أمامي عصيا على الانمحاء، عصيا على النسيان، و لا أظن شخصا في قريتي يجمع الناس على طيبته قدر إجماعهم عليك، و لا أظن أني أحببت شخصا حبي لك، ما أعظمها تلك الجبال من الحسنات التي بثثتها علما و طيبة و إحسانا و صدقة، ألم يقل رسولنا الكريم: ” تبسمك في وجه أخيك صدقة” و أنت كنت خير من تمثل هذا الحديث في سلوكه و تعامله.

سيدي لحسن حمي رحلت و لم ترحل، رحلت جسدا و بقيت ذكرى جميلة طيبة لن تغادر القلوب، رحلت و بقي علمك الذي بثثه في الصدور و إن محيت السطور، رحلت و خلفت ولدين نبيلين على النهج سائرين. ذكراك تنير دربهما و دربي و درب كل محبيك، صحيح وقع الفراق المفاجئ كان قاسيا و مؤلما لكننا لا نملك إلا أن نسأل الله الكريم أن يتغمدك بواسع رحمته و أن يسكنك فسيح جناته و يلهم أسرتك الصغيرة و الكبيرة الصبر و السلوان و إنا لله و إنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق