تقارب غير مسبوق بين البيجيدي والتقدم والاشتراكية ببلدية تيزنيت

4

في خطوة وصفها المتتبعون بغير المسبوقة على مستوى بلدية تيزنيت، التأم  حزبا التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية في لقاء تواصلي مشترك، أطره كل من وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، ومصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة.

وقال متتبعون بأن التقارب الحاصل بين الحزبين على المستوى المركزي بالتواجد ضمن تحالف حكومي قبل ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، أثمر  ببلدية تيزنيت، بعد سنوات من الجفاء التي طبعت العلاقة بين الحزبين، طيلة منذ أن تربع حزب نبيل بنعبد الله على رأس بلدية تيزنيت لولايتين متتاليتين، رفقة الاتحاد الاشتراكي، الحزب الذي يتموقع حاليا في خانة المعارضة للحكومة، التي تجمع إسلاميين وتقدميين.

وقال متحدثون “للمساء” بأن التقارب المذكور أملته تغيرات ظرفية في العلاقة بين الطرفين المشكلين للأغلبية البلدية، حيث بدت بوادر التوتر تلوح في الأفق بين العديد من الأعضاء، حيث بدت انتقادات التدبير تطفو على السطح، رغم  محاولات كتمها بين الفينة والأخرى، وأضاف المتحدثون أن “التقارب الحالي بين الكتاب والمصباح يطرح تساؤلات بخصوص مستقبل التحالف الحالي بالبلدية، خاصة إذا ما دخلت اعتبارات أخرى مركزية وجهوية في عملية التفاوض بين الطرفين”.

وكان الطاهر إديعز، أحد مستشاري التقدم والاشتراكية ببلدية تيزنيت، قد فجر المسكوت عنه في العلاقة بين حزبي الكتاب والوردة ببلدية تيزنيت، وخاصة ما يتعلق منها بهيمنة بعض الأطراف على بعض الملفات الحساسة وإقصاء بقية الأطراف من اتخاذ القرارات بشأنها، وبخصوص تدبير البلدية لأزمة الفيضانات الأخيرة، أشار المتحدث أن التدبير الأغلبي شابته عدة اختلالات “حيث كان على البلدية إخبار الساكنة عبر مكبر الصوت، وكان عليها توزيع الرمل والأكياس بالتساوي بين السكان المعنيين”، منتقدا في الآن نفسه  صدور أوامر الاستفادة من مركز واحد داخل البلدية، واصفا تدبير الشأن المحلي بالبلدية بـ”غير الديموقراطي” مستثنيا الرئيس في هذا الوصف، فهناك – يؤكد المتحدث- هيمنة على الموارد البشرية بشكل خطير جدا، والدعم الذي يوزع باسم البلدية يوزع بحسابات سياسوية ، حيث لم يصل بعض الحالات بسبب عدم تسجيلها في اللوائح الانتخابية، مؤكدا غياب “المقاربة التشاركية”، و خاتما قوله بالتأكيد على أنه “ما كاين والو”.

وفي ذات السياق، قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، إن “ما تحقق على المستوى المركزي يجب أن ينتقل للمستوى المحلي”، مضيفا في لقاء تواصلي بتيزنيت أمام أنصار الحزبين أن “معركة الانتخابات الجماعية المقبلة معركة مصيرية، على اعتبار أن هناك اختصاصات جديدة للمجالس المنتخبة”، واستطرد الخلفي قائلا إن “على المواطنين تحمل المسؤولية في حماية التجربة، بهدف استكمال المسار التنموي للبلاد، وما يهمنا – يقول الخلفي – هو أن يكون المواطن راضيا على التجربة ومدعما لها”.

من جهته، قال محمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة إن “الإنجازات الحكومية هي حصيلة مشتركة لكل مكوناتها الأغلبية،  مضيفا أن “العمل التشاركي لا يلغي خصوصيات كل حزب مشكل للحكومة، التي تحتفظ لأعضاءها بحقهم في التعبير عن الآراء بكل حرية،”، مضيفا “أننا نحترم التزاماتنا تجاه حلفاءها، وأن رئيس الحكومة يعمل دائماً على صناعة التوافقات بين مكونات الحكومة، حيث أن كل القرارات المتخذة من قبل الحكومة تتخذ بالإجماع”.وخلال اللقاء، شدد وزير الثقافة على الدور المحوري الذي قام به حزب التقدم والاشتراكية في التجربة الحكومية الحالية، التي كسبت رهان الإصلاح في إطار الا ستقرار ، مضيفا “أننا خضنا كأحزاب غمار تشريعيات 2011، فأنتجت لنا تجربة متفردة في محيطنا العربي باعتراف كل المتتبعين الدوليين وأصحاب القرار الخارجي ، قوامها احترام المؤسسات الدستورية وعلى رأسها المؤسسة الملكية”.

تيزنيت – محمد الشيخ بلا – جريدة المساء عدد الأربعاء 8 أبريل 2015

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق