رأي نقدي لمؤتمر حزب الاتحاد الاشتراكي بتيزنيت

الاتحاد الاشتراكي بتيزنيت

توطئة في سياق الحدث:
تابعت كما تابع الجميع تداعيات “تشخشيخة” إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، في المؤتمر الإقليمي الثالث لحزبه بإقليم تيزنيت يوم السبت 21 فبراير 2015، حيث كان يلقي كلمته في الجلسة الافتتاحية أمام المؤتمرين والضيوف وممثلي الإعلام المحلي. وزاغ به لسانه أو “خانه التعبير” في لحظة من الانتشاء وزاد بحركات يديه لتأكيد ما نطق به لسانه ناعتا أحزاب خصومه “بأحزاب التشخشيخ وللا أومالي”، فما كان من الجمهور و”الفضوليين” من الصحافيين إلاَّ أن بحثت أذهانهم وتساءلت عمن يكون الحزب المقصود الذي تنطبق عليه نعوت لشكر ولمزه وغمزه. لم يطل تفكير هؤلاء ولم يذهب بعيدا حتى قرر الجميع أن المقصود لن يكون إلا حزب التجمع الوطني للأحرار على خلفية استقدامهم للرايسة فاطمة تابعمرانت وترشيحها ضمن لائحتهم النسائية لتلج قبة البرلمان رفقة عزيز أخنوش آن ذاك قبل أن يستقيل من الحزب ليستوزر.
كل هذا تناولته التفاعلات الإعلامية بإسهاب بل وبالكثير من الإثارة ـ أيضا ـ واستعرت بالتوازي مع ذلك نار البيانات والتوضيحات والاتصالات الحزبية لاحتواء داعيات الحدث وفرقعاته الإعلامية، إلا أن ما أثارني أكثر من هذا هو طريقة تعامل حزب الاتحاد الاشتراكي مع الحدث وخطابه التبريري والباحث عن مخرج من الأزمة بأقل الأضرار والبحث عن مشجب (عْلاَّقَة) يعلقون عليها زَلَّة ضيفهم “من الوزن الثقيل”.
فقد راقبت مفردات الخطاب ومَتْنَ البيانات والردود والتصريحات المكتوبة والشفهية لأعضاء وقياديي الحزب فوجدت أن كلها تردد قاموسا واحدا ( التشويش على نجاح المؤتمر ـ خصوم الحزب ـ القوى الظلامية ـ …)، ولا أثر لأي قدر من الموضوعية والنقذ الذاتي والعودة إلى الشريط والخروج بخلاصات تجعل الرد ينقذ ما يمكن إنقاذه بشيء من المصارحة بصحة الزلة والغلطة والخطأ و… وبقليل من الاعتذار حتى ولو من باب المجاملة أو المداراة. لكن لا … لا شيء من هذا وذاك، وعلمت أن الرفاق لا زالوا على العهد و”لازالو على الطريق” على مبدإ : الزعيم الملهم الذي لا يخطئ والنظرة التآمرية والاستهداف من قوى الأشباح “والظلاميين” و و و و غير ذلك مما توقفت عنده آلة الإبداع الفكري والتحليل الاشتراكي للصراع الطبقي لدى الرفاق من عقد ثمانينيات القرن الماضي.
ولأنني خبرت جيدا منهجية “اليسار الانتهاز” ومبدأهم القائل (إذا أحسست بالانهزام فعليك بدموع التماسيح، لعل خصمك يشفق عليك فيوقف من ضرباته، أو لعل الجمهور يرق قلبه عليك فيقول بمظلوميتك وينقلب على المنتصر من باب أنه ظالم )، ـ أقول لأنني خبرت هذا ـ فإنني بحثت عما يريد الاتحاديون أن يقولوه من خلال ردودهم على مهاجمي موقف زعيمهم ” المُحنَّك ” فوجدت أن الأمر كله يتمحور حول حصرة أصابتهم من تشويش الحادث على “النجاح الباهر للمؤتمر الإقليمي الثالث للحزب بإقليم تيزنيت” فرجعت بالذاكرة إلى تفاصيل الجلسة الافتتاحية وحاولت أن أستجمع مؤشرات النجاح “المزعوم”، فتساءلت:
عن أي نجاح جماهيري يتحدثون؟
جُلْتُ بناظري في قاعة المؤتمر ـ وأنا ابن تيزنيت المواظب على حضور أنشطة كل الأحزاب والجمعيات والمنظمات ـ فصدمت بأني غارق في حضور لا علاقة له بالمدينة ولا بعموم الإقليم، إلا من عشرات بين موظفي البلدية الذين تساءلت كثيرا هل جاءوا عن طيب خاطر أم تنفيذا لتعليمات “النائب الأول للرئيس المفوض بتدبير شؤون الموظفين والمالية بالجماعة” أم أنهم تسلموا بطاقات انخراط “قَسري” بالحزب، فكثير من الحاضرين منهم لم يُعرف عنه التضحية بيومي العطلة الأسبوعية حتى في إطار العمل ليجود بها اليوم على نشاط حزبي.
ورأيت أعضاء من المجلس البلدي وممثلين من أحزاب سياسية كلها ممن يصفهم الاتحاديون بتيار النكوص والرجعة والردة (التقدم والاشتراكية ـ العدالة والتنمية ـ التجمع الوطني للأحرار )، فتساءلت لو لم يُلبِّ هؤلاء دعوة الحزب فمن كان المتعاقبون على منصة الكلام سيخاطبونه بعبارات الترحاب بممثلي “الأحزاب الصديقة”؟؟؟ وهنا العجب العجاب مرة أخرى من كون الحزب يستدعي هيآت سياسية بدعوات رسمية لمسؤوليها، ثم يلبي هؤلاء الدعوة ليصفهم إدريس لشكر دون “حياء” بأحزاب التشخشيخ وللاأومالي وبقوى النكوص والردة والظلامية، فأين النخوة والأخلاق السياسية؟؟؟؟
وخرجت لحظة لأمام القاعة فوجدت سيارات مصطفة على جانبي الشارع وتأملت لوحات ترقيمها فوجدت جواب تساؤلي عن هوية الوجوه الكثيرة التي لم أعرفها رغم إدماني على حضور أنشطة العامة، إنها يا سادة عشرات السيارات القادمة من أقاليم الجهة من اشتوكة وإنزكان أيت ملول وأكادير وتارودانت وكلميم، ففهمت أن ثقافة “الإنزال والإغراق” لم تفارق أدبيات الرفاق، فالخوف كان كبيرا من أن ساكنة المدينة لن تكثرت لنشاط حزبي ذي طبيعة تنظيمية في يوم عطلة نهاية الأسبوع وعندها سينكشف الوزن الحقيقي للحزب أمام لشكر فتتزايد آلامه مما يعرفه حزبه من الانفضاض من حوله، خاصة أن مكر الصدف شاء أن يأتي مؤتمر تيزنيت متزامنا مع اجتماع اللجنة التحضيرية للمنشقين عن الاتحاد لإعلان ميلاد حزبهم الجديد. ولكل ذلك لا بأس من التآزر بين الرفاق وتكثير السواد جهويا في كل المؤتمرات الإقليمية.
تعالت الشعارات والأناشيد الحزبية من القاعة بتحية الحزب ودعوة عمر والمهدي بالارتياح في قبريهما ووصف قتلة عمر بالمجرمين، فالتحقت لأتفاجأ بالقاعة عن بكرة أبيها منخرطة في الترديد، وعندها تأكد لي أن النجاح الجماهيري المتحدث عنه لم يكن إلا تجمعا جهويا للاتحاديين تحت مسمى إقليمي. فلا يعقل أن يكون كل من كان يردد الشعارات والأناشيد من عموم المواطنين أو من ضيوف من هيآت أخرى لبت الدعوة (ولكم أن ترجعوا إلى التسجيلات بالصوت والصورة).
بهرجة كنا لا ننسبها إلا لأحزاب “مالين الشكارة”
منذ الوهلة الأولى لدخولي إلى قاعة العروض الشيخ ماء العينين، مكان المؤتمر أثارتني “البهرجة” غير المعهودة في حزب القوات الشعبية، الحزب الذي كان مناضلوه يقتطعون من رواتبهم ويجمعون المساهمات بالدراهم المعدودة لأداء أقساط الكراء للمقر، منصة مفروشة بالزرابي عن آخرها وكذا أرضية القاعة في مقدمة المنصة، ولافتات بلاستيكية صَقيلة ومزهريات عملاقة للورود، وآخرها مرتبات (فوتويات) للقيادات التي ـ طبعا ـ ليست كالجالسين على الكراسي الخشبية والبلاستيكية فهي طبقة “أرسطوقراطية اشتراكية” و”نخبة مخملية من القوات الشعبية” و”طبقة متبرجزة تدافع عن الفقراء والكادحين”، فقلت في نفسي رحم الله أيام الرواد الأوائل وربما صار “للنجاح الباهر للمؤتمر” لدى الرفاق اليوم معنى آخر هو النجاح في الرقي من مظاهر الفقر إلى ملامح الغنى والبهرجة الاحتفالية، وقبول الهبات والخدمات “المجانية” من ممولي المجلس البلدي.

عن أي مضمون وازن للكلمات يدافعون؟
انتظرت بشغف لسماع الكلمات، فربما بها ما يشفي الغليل ويجيب عن التساؤلات عن واقع الحزب ومستقبله، ومشروعه المجتمعي وبدائله عن السياسات الحكومية، ربما نتذكر معها مبادئ الاتحاد وثورية أفكاره، نلمس حرارة الشباب في كلمة الشبيبة والحداثة في كلمة المرأة الاتحادية، انتظرت تقرير الكتابة الإقليمية لسماع خلاصات تدبير المرحلة وتقييم أوضاع الإقليم والساكنة.
ابتدأت الفقرات، وبغرابة لم تأخذني حيث انتظرت، فعلى غير العادة وبشكل “متعسف” على تقاليد وحداثية والوضوح الإيديولوجي للحزب وموقفه من تمايز الديني عن السياسي افتتح المنظمون البرنامج بتلاوة القرآن الكريم (لست ضد هذا، لكني أنطلق من ماهية الاتحاد واختياراته وممارسته). وتزاحمت التساؤلات في رأسي: كيف يستسيغ هؤلاء بعد اليوم أن يطالبوا غيرهم بالفصل بين الديني والسياسي؟ كيف نفسر مناداة المنسق بين فقرات المؤتمر إلى الفصل بين الجلسة الافتتاحية والجلسة المغلقة بصلاة المغرب في جمع بدأ تواجده بالقاعة وانهمك في أشغال الجلسة الافتتاحية منذ قبيل العصر ولم نر منه إلى عددا قليلا ممن لبى نداء الصلاة.
أما كلمة الكتابة الإقليمية فمن أين لها أن تكون وازنة وقد شوش كثيرا على ملقيها بطلبات إنهاء قراءتها مما جعله يقفز منها على فقرات قفزا أخل بتماسكها ولم يوصل منها إلا ما تعلق بقطاع الصحة جزء مبتسر على قطاع التعليم،
كلمة الشبيبة المقروءة بنبرة مذيعي القنوات التلفزية لم يخرج متنها عن المعتاد من قاموس النظرة السوداوية للأوضاع وترداد مقولات جاهزة عفا عنها الزمن النضالي والأفق الشبابي، فما معنى تكرار التنديد بقتلة عمر أراهن على أن القليل ممن كانوا يرددونه يعرفون عن أي عمر يتحدثون، وما معنى أن تندد كلمة الشبيبة بسياسات الحكومة في الإقليم وتعدد في ذلك مجالات هي من اختصاصات المجالس الجماعية إقليميا ومحليا، وقد وقعت الكلمة المقروءة في تناقض عندما عادت لتنوه بما تحقق للشباب في بلدية تيزنيت من مرافق رياضية وأخرى تربوية وتنشيطية، وكأن بلدية تيزنيت وحدها لها منطق في التدبير وبقية الإقليم له منطق آخر، لكنه “العمى الحزبي” وقد تناست الكلمة أن ما نوهت به بالمدينة لم ينجز إلا بأموال غالبيتها من ميزانيات حكومية: الداخلية والثقافة والتجهيز والشبيبة والرياضة و…،
وحتى يمعن لشكر في سرياليته نعت بكلمة كهذه بأن قياديين لأحزاب عريقة لا يقدرون على أن يأتوا بمثلها.
وكلمة المرأة التي أثنى عليها الكاتب الأول للحزب، بحثت فيها على مؤشرات النجاح بالمعنى الذي يساهم في “النجاح الباهر للمؤتمر” فلم أجد سوى أن ملقيتها من جهة ـ وهي التي وصفها لشكر بالمرأة الاتحادية ـ لم تكن قط لا اتحادية ولا حتى حزبية ولا سياسية، فالنزهة أبا كريم زوجة لحسن بنواري البرلماني عن الحزب الكل يعلم أنها لم تلج قط مقر حزب الاتحاد الاشتراكي إلا لتترشح في الانتخابات الجماعية لسنة 2009 مع اعتماد اللائحة النسائية، ولم يعرف عنها أي نضال حزبي بالمعنى الذي تحدث عنه لشكر (صعود الجبال باللباس الرياضي) إلا أيام الحملة الانتخابية البرلمانية التي حملت زوجها إلى قبة البرلمان،
وبالعودة إلى مضامين الكلمة التي ألقتها النزهة واعتبرت كلمة باسم المرأة الاتحادية فسيكتشف أي مستمع مدى بُعد عن أي تصور حزبي اتحادي لموضوع المرأة وقضاياها، بل وسيقف على أن السيدة / الشاعرة لم تكن تتحدث من موقع حزبي بل لا تعدو أن تكون كلمتها مداخلة في ندوة أو دردشة حول أوضاع المرأة أخذت منها الأمية حصة الأسد والحصة المتبقية تحدثت فيها السيدة عن نفسها وتجاربها الذاتية. والطامة الكبرى أن كلمة المنسوبة للمرأة الاتحادية لم تذكر حتى حزبها (الاتحاد الاشتركي) ولو لمرة واحدة، بل وفارغة من أية مفردة تمتح من القاموس النضالي للنساء الاتحاديات. بل إنها في لحظة من اللحظات عند كلامها عن دعوة المجتمع للمرأة للمشاركة السياسية أزعم أنها كانت تتحدث خارج التصور الاتحادي للمسألة (فارجعوا لنص الكلمة وأعيدوا الاستماع)، فعن أية مضامين وازنة في ذلك. وربما نجا الحزب من مطب كان ستكون فرقعته أكبر من فرقعة “تشخشيخة لشكر” لو أن المتحدثة باسم المرأة الاتحادية زادت في حديثها على “العقليات الدينية التي منعت المرأة من حقوقها ومن المساواة حتى في أن تؤم الرجال في الصلاة” إلا أنها تفطنت لخطورة الموضوع فعدلت عن الإطناب فيه.
أما كلمة الكاتب الأول إدريس لشكر فيكفي أن نراجع مقدمتها لنستمع إليه ذاته وهو يعبر عن أن أفكاره مشتتة ولم يدري ما سيقول، وبدأ يبحث عن رأس الخيط ليبني مضمونا وجد صعوبة ظاهرة في أن يهتدي على خيطه الناظم، فعن أي مضمون وازن يمكن أن نتحدث في كلمة لشكر:
• عن رسائله التي قال أنه يرسلها إلى بلدة تاغجيجت بعنوان ” تاغجيجت طريق تيزنيت “؟؟؟
• عن “دكان أبيه” الذي أكل منه ولبس منه ودرس منه وربطه في كلامه بالأمازيغية ربطا متعسفا لا معنى له، فقط ليقول أنه عانى من أمازيغيته الاحتقار من زبناء أبيه ومن بني جيله.
• عن إهاناته اللفظية لممثلي الأحزاب الذين حضروا ملبين دعوة الحزب ليسمعهم أوصافا قدحية في حقهم: أحزاب التشخشيخ وللاأومالي، الأحزاب الإدارية، القوى الظلامية، قوى النكوص والردة والرجعية…
• عن معلومات منقوصة ذكرها عن إنجازات لحكومة عبد الرحمان اليوسفي متعمدا إخفاء أهم حقيقة في هذا الصدد، ألا وهو سياسة الخوصصة للمؤسسات الاقتصادية للدولة والتي لم تعرف حقيقة ومصير أموالها كاملة إلى اليوم (خوصصة اتصالات المغرب نموذجا ).
• عن التنكر البين لواقع الحزب وأزمته والتهرب المفضوح من الحديث عن الأمر وتقديم قراءة للوضع والأفق المرتقب، خاصة وأن المؤتمر يتزامن مع انعقاد اللجنة التحضيرية للحزب الجديد للمنشقين.
• عن فقر مدقع في الرؤى والنقد للممارسة الحكومية وسياساتها، والاكتفاء بهمز ولمز لرئيسها بنكيران وحزبه دون مكونات الحكومة في رمتها، كما غاب بنسبة مائة بالمائة عن كلمة لشكر أي كلام عن الفاعلين غير الحكوميين ممن يشكلون في الفهم الاتحادي للواقع السياسي المغربي الفاعلين الحقيقيين في القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والأدهى والأمر لم نسمع من لشكر أي هجوم أو حتى تحليل لظاهرة الفساد السياسي والاقتصادي، مما يسائل التصور السياسي والتوصيف الإيديولوجي للاتحاد للحظة التاريخية والوضع الوطني.
• عن تجاهل مفعم بالاستعلاء والغرور تجاه الحلفاء والشركاء سواء مركزيا (حزب الاستقلال) ومحليا (التقدم والاشتراكية)، فلم يذكر الرجل هؤلاء في كلمته ولو من باب التخصيص في التحية والترحاب، بل إنه تحدث عن أسفه عن أن رفاقه في التدبير الجماعي للبلدية اختاروا دعم النكوص والردة ، وشكرهم دون ذكرهم بالإسم على أنهم “تعاونوا معنا” في تجاوز وقفز فجين على حقائق ووقائع تقول أن الاتحاد الاشتراكي بتيزنيت هو من تعاون مع PPS (وشتان بين أن يكون لك 17 مستشار وأن يكون لك 5) فمن الأصل ومن “عجلة السكور”، كما أن الواقع الذي لا يرتفع يقول أنه لولا التقدم والاشتراكية لما كان للاتحاد الاشتراكي أن يحلم بالمقعد البرلماني الذي يشغله لحسن بنواري اليوم وربما أصبح مصدر “بعض الغرور” لدى رفاقنا وكاتبهم الأول فأصبح يقلب الكلام ويتجاهل المقامات، فلم يذكر حتى عبد اللطيف أوعمو رئيس المجلس البلدي والقيادي للتقديم والاشتراكية بالاسم. فعن أي مضمون وازن للكلمات يتحدثون ويشتكون من التشويش عليه.
هل من رهانات سياسية نجح فيها المؤتمر الإقليمي؟
تحدث الاتحاديون في ردودهم على “المشوشين” عن “نجاح باهر” لمحطتهم السياسية/التنظيمية، فهل من رهانات سياسية ربحها الحزب بمؤتمره؟ نستشف الإجابة عن ذلك من المؤشرات التالية:
1. المؤتمر حضره رموز الخصوم وغابت عنه رموز الحلفاء والشركاء، مما أربك خطاب “الزعيم” وأوقع في “التشخشيخة” وترك الرفاق بعد مغادرة لشكر يلملمون شتات وشظايا قنابله الكلامية ، ويداوون جراح من أصابتهم شظاياها من مكونات المشهد الحزبي، مما ولا شك سيربك كثيرا حسابات الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. والتي يظهر أن المنظمين كانوا قد عملوا على الترتيب لها بدعوة كل الطيف ما عدى مكونا واحدا (السنبلة) يُرجح أن تكون الخلافات الشخصية للبعض مع قيادته الإقليمية هي المتحكمة في قرار استبعاده.
2. ولا شك أن غياب عبد اللطيف أوعمو كان أكبر مؤشر في هذا الصدد وكذا غياب الكاتب الإقليمي للتقدم والاشتراكية، وحضور البعض من مناضلي هذا الحزب الحليف في التدبير الجماعي بمبادرات فردي غير رسمية إشارات فارقة توحي بأن الاتحاد الاشتراكي في رهاناته السياسية لم يكسب حتى أقرب شركائه، فكيف بالتالي الحديث عن رهانات مع مكونات أبعد منه.
3. من غير الفاعلين السياسيين لم يلاحظ بالمؤتمر حضور للفاعلين الاقتصاديين ولا المدنيين إلا من كان معروفا بانتمائه للحزب أو قربه “المصلحي” من الحزب وخاصة من تدبيره لمالية المجلس البلدي (حضور ممولين لبلدية تيزنيت وبعض ممثلي جمعيات مقربة من الحزب).
4. رفع لشكر في كلمته عقيرته داعيا المؤتمرين إلى “تقدير اللحظة التاريخية والدقيقة التي يعيشها حزبهم” و”أن يختاروا وينتخبوا بحس ديموقراطي أجهزتهم ولوائحهم الانتخابية مع إعطاء العنصر النسوي في ذلك المكانة اللائقة” وقال في هذا الصدد ” إن الاتحاد الاشتراكي لا يمكن أن يقبل بلوائح لا يكون ثلثها من النساء” (الثلث وليس النصف، فأين المناصفة التي تطالبون بها الحكومة) وخرجت نتائج المؤتمر في نفس الاتجاه، إذ لم تضم تشكيلة الكتابة الإقليمية الجديدة سوى 4 إناث من من بين 15 عضوا.
على سبيل الختم والخلاص
رغم كل هذا، وحتى لا أُدرج ضمن المشوشين، وجوقة النكوص والردة، وحتى أكون خفاشا من قوى الظلام فإني أعترف أن المؤتمر الإقليمي الثالث لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتيزنيت عرف نجاحا باهرا، نعم حققا نجاحا غير مسبوق لكن في مزيد من العزلة للحزب عن الفاعلين السياسيين، وعن شركائه وحلفائه، وربما عن بعض مناضليه، الذين لن يرضيهم هذا السقوط الذي دوَّى في أرجاء المغرب بتشخشيخة الكاتب الأول وتعريضه بمكون قد تكون علاقته به في حجم شعرة معاوية في سمكها ووظيفتها.
وهذه الحروف ما هي إلا مجرد تساؤلات ومحاولات للإجابات حول مؤشرات “نجاح مزعوم” للمؤتمر الإقليمي الثالث للاتحاد الاشتراكي بتيزنيت، اشتكى أصحابه من تشويش بصدده لحقهم من تفاعلات إعلامية، قال قياديو الحزب أن خصوما سياسيين يقفون وراءها، أعطيت لنفسي حق الخوض فيها لأنني معني بصنع “هذا النجاح” بحضوري فعالياته، لكن أيضا لأنني معني بالشهادة على حقيقة ذلك النجاح.

الكاتب : حنظلة  – تيزنيت مساء الثلاثاء  – 24 فبراير 2015

 

ملحوظة : المقال عبارة عن قراءة نقدية لأحد الحاضرين بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي، وما ورد فيها لا يعبر عن رأي الجريدة مطلقا، وقد اختار توقيعها باسم  مستعار هو “حنظلة”، وللإشارة فالجريدة تحترم رغبة الكاتب في التوقيع باسم مستعار على اعتبار أن اسمه معروف لديها، وبناء على ذلك، تؤكد الجريدة على أنها مستعدة لنشر أي ردود أخرى حول مقال الرأي أو أي قراءة أخرى منوهة أو منتقدة لمؤتمر الاتحاد الاشتراكي بتيزنيت، شريطة أن يكون اسم صاحبها معروفا لديها، وذلك في إطار التفاعل مع الأحداث التي رافقت تصريحات لشكر بالمؤتمر الإقليمي بتيزنيت… وبه وجب الإعلام والسلام

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كاد المؤتمر ان ينفجر من الداخل، حيث ذكر مصدر من داخل المؤتمر ان رفض اتحاديي المعدر ايداع لائحة مؤتمريهم نظرا لخلافاتهم مع الكاتب الاقليمي الذي رفض منحهم تزكية مكتب الفرع، دفع باللجنة التحضيرية الى احضار احد المستشارين الاتحاديين الذي اصبح محسوبا على البام وذلك لضمان تمثيلية المعدر من جهة وشماتة في اتحاديي المعدر من جهة ثانية. الا ان اللجنة فوجئت بحضور اتحاديين من المعدر اللذان اوقفا المؤتر لمدة تفوق نصف ساعة …ولم تنطلق اشغال المؤتمر الا بعد معالجة المشكل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق