تافراوت.. التي في خاطري

إبراهيم حميجو

عند قدم الاطلس الصغير، روعة المكان، وردة وردية اللون، تتراءى، جوهرة وحجر نفيس، تخالها وراء العالم الحي، تنبعث فجأة، وفجأة تقع في غرامها، تعشقها الى النخاع، الى الازل، وفي فصل الربيع تزهر حدائقها، بلون الثغور المتبرجة، بلون اريج اللوز ورائحة احجار الكرانيت، تحن اليها في الصيف، اعراس وحفلات، رقصات الفن الاصيل، زغاريد الامهات، فقد حل الابناء الابرار بها، حينها الليل كالنهار ضياء،وقمران مكتملان، قمر في السماء، وقمر تافراوت..

وتزين قدم الأطلس الصغير بروعة المكان وروعة الناس، والاخلاص للتربة المعطاء، للأرض الطيبة التي تتلألأ خلف الجبال المنبسطة، وبين الجمال والحسن، اشجار اللوز الممتدة، اريج الريحان عربون المحبة، وتجذبك من تلابيبك، تحن اليك عند الزيارة الاولى كعاشقة ولهانة، وعشق المكان اكبرمن اي عشق، وفي كل الزمان، برودة الشتاء منعشة تعطي ارتعاشا، تخاله قشعريرة الحب حين الحب، وفي الربيع اغاني الطير، الحان الكائنات الساكنة في كل تلك الربوع العاشقة لتلك الصخور الفريدة لونا وشكلا ورائحة تخالها الورد، وردا لا كالورود، قفشات الاحبة، والهندام، هناك الوان الحسن في كل زاوية نعل او قماش، الكل يحتفل بالحياة، بالألوان، ولا غرابة انك في تافراوت..

تافراوت

وانت تغادر، تتردد الف مرة، الى اين، وكيف، ولماذا، تتسأل ا لهذا المكان مثال، اله قرين، وتغادر، تأخذك الطريق الى الوادي، وهناك تكتشف انك كنت بالباب، وبزوايا الحسن، وما وراء الباب سحر اخر، تفرك عينيك لتقيظ كل النظر، وتتجرع كل الاحساس فتقرر ان تحب، عروس، حلم، مياه الوادي توقظك لترى الحسن الف مرة بلا توقف بلا تردد بلا تكرار، تحاول السير فتقف، تحاول الرسم فتعجز، تتناثر اصباغك وتختلط الوانك، تجرب الكتابة فتندهش الكلمات في كل اتجاه، وتهرب القصيدة، تلملم اشلاءك العاشقة عائدا، كان حلما راودك، وكلمات زفت لك بعض الفرح من تربة بريئة لم تتلوث..

وفي طريق العودة، تتذكر عشقك والعناق، وجلسة عند الصخور مساء، تتذكر حسن المحبوبة، تتذكر جمال وردية اللون، وعينيها الوادي، وتعابير الجبال العائمة، فتحن لاختلاس استراحة الصخور، والمشي فوق التربة، واسارير الناس وبهجتهم، تفرح، توقظ الفرح في داخلك عند كل كدر فتصفو الحياة وبمنغصاتها، وتبتهج الافئدة التي تقتات من الحب الصادق لتربة البلاد، تربة الاجداد، فلا تحقد ولا تكره، فهي تعلمك الحب، وتبهجك في كل لحظة، هي تافراوت التي في خاطري.

بقلم: ابراهيم حميجو

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق