نزلات البرد مرض يخيف الأصحاء والمرضى على حد سواء

نزلة برد

الرشح هو التهاب فيروسي حاد يصيب الجهاز التنفسي العلوي، وخاصة الأنف والبلعوم، وهو مرض شديد العدوى. وتتمثل أعراضه في ظهور رشح من الأنف، ألم في الحلق «البلعوم»، سعال، عطاس، حرقة أو ألم بسيط في العينين، الإحساس بتعب عام، صداع، بحة في الصوت، ارتفاع في درجة الحرارة.
تنتقل عدوى الزكام بواسطة استنشاق الهواء الملوث بالفيروس المسبب للمرض، من عطاس أو سعال شخص مصاب، أو عن طريق اللمس ليدي شخص مصاب بالزكام، أو استعمال أدواته الخاصة أثناء إصابته بالمرض. ويبدأ الرشح أو سيلان الأنف بعد الإصابة بفيروس الزكام، لكون الخلايا المبطنة للأنف والجيوب الأنفية تحاول طرد الفيروس وغسله بإفراز كميات كبيرة من المخاط السائل، ويتحول هذا المخاط بعد يومين إلى اللون الأبيض أو الأصفر، وعندما تعود البكتيريا الطبيعية الموجودة في الجهاز التنفسي العلوي إلى نشاطها بعد التخلص من فيروس الزكام يتغير لون الإفرازات المخاطية إلى اللون الأخضر، وهذا أمر طبيعي في نهاية العدوى بالزكام ولا يعني أن المصاب يحتاج إلى مضاد حيوي لعلاج الإفرازات ذات اللون الأخضر.
ما هو الفرق بين الزكام و الانفلونزا ؟
يخلط كثير من الناس بين الزكام و الأنفلونزا، ويعتقدون بأنهما مرض واحد، ولكن الحقيقة أنهما مشكلتان مختلفتان تماما، فالزكام مرض فيروسي عارض وبسيط، بينما الأنفلونزا مرض فيروسي شديد يطرح المصاب به عادة في السرير لعدة أيام، وله مضاعفات كثيرة وخاصة عندما يصيب الأطفال أو كبار السن أو الذين لديهم مشكلات في المناعة.
لا يوجد علاج شاف من الزكام، والمضادات الحيوية ليس لها دور في علاجه، لأنه مرض فيروسي، والطريقة التي يتغلب فيها الجسم على الإصابة بالزكام هي المناعة الذاتية التي تتكون بعد التعرض للفيروس بعدة أيام، وهناك بعض الأمور التي يمكن أن يقوم بها المصاب بالزكام خلال هذه الفترة إلى أن تتحسن حالته تماما ويتم شفاؤه، ومن بين هذه الخطوات التي يتعين اتباعها نجد، الراحة في البيت، وخاصة عند ارتفاع درجة الحرارة، ويحتاج المريض عادة لساعات من النوم أكثر من العادة، استعمال «الباراسيتامول» لتسكين الألم وتخفيض الحرارة، استنشاق البخار للمساعدة على فتح الأنف المسدود وللتغلب على الاحتقان، كما يمكن استعمال قطرات للأنف تحوي محلولا ملحيا، أو استعمال مضادات الاحتقان الموضعية على شكل قطرات في الأنف على ألا يزيد استعمالها على ثلاثة أيام منعا للمضاعفات التي يمكن حدوثها عند استعمالها أكثر من ذلك، ويمكن كذلك استعمال عقار «السيدوافدرين» المضاد للاحتقان عن طريق الفم لمدة ثلاثة أيام، مع الإكثار من شرب السوائل، وخاصة الدافئة والمحلاة، الامتناع عن التدخين، بالإضافة إلى غسل اليدين بشكل متكرر لمنع نقل العدوى للآخرين عند السلام عليهم، لأن الفيروس يمكن أن يعلق باليدين بعد تنظيف الأنف وينتقل بعد ذلك للآخرين.
على أنه تجب وبكيفية سريعة، زيارة الطبيب عند الإحساس بألم في الصدر أو صعوبة في التنفس، الإحساس بألم في مقدمة الرأس أو في عظام الوجه «احتمال الإصابة بالتهاب في الجيوب الأنفية»، ألم أو إفرازات من الأذن «احتمال الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى»، استمرار ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من ثلاثة أيام، أو ارتفاعها أكثر من 39 درجة مئوية، أو استمرار أعراض الزكام لأكثر من عشرة أيام، استمرار خروج الافرازات المخاطية ذات اللون الأخضر من الصدر أو الأنف لفترة طويلة بعد اختفاء أعراض الزكام «احتمال الإصابة بالتهاب في الصدر أو الجيوب الانفية»، وعند الإحساس بالألم في الحلق «البلعوم» دون وجود أعراض الزكام «احتمال الإصابة بالتهاب اللوزتين أو البلعوم» .

الاتحاد الاشتراكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق