حرفيون بتيزنيت يشرحون كيفية إحياء تقنية "النيال" المهددة بالاندثار

Présentation39

أسدل الستار نهاية الأسبوع المنصرم عن فعاليات مهرجان الفضة في نسخته الرابعة، وسط محاولات لإحياء تقنية “النيال” المهددة بالزوال، بحكم قلة عدد الحرفيين الذين لازالوا يتعاطون لهذه التقنية المستعملة قديما في صياغة الفضة بتيزنيت.

وقد اختار منظمو المهرجان وجمعية “فستفال تيمزار للفضة” إحياء هذا التقنية عبر ورشة تضم مجموعة من الصاغة الراغبين في تعلم هذه التقنية التي استخدمها اليهود القاطنين بتيزنيت في صياغة حليهم ومتوجاتهم الفضية، وذلك على أمل توظيفها مجددا في المصوغات الفضية.

ويشير أحد الصاغة في لقاء مع “الجريدة” إلى أن تقنية تطعيم الفضة بالنيال الأسود، تبدأ برسم الأشكال الهندسية على الورق لتيم تقطيعها بعد ذلك بواسطة آلة حادة تسمى “الشفرة” فيما تسمى العملية برمتها بـ”التخرام”، وبعد التقطيع وتبيان الزخارف، توشح القطعة بمادة “النيال الأسود”  التي يتم إعدادها مسبقا.

وحسب نفس الصائغ، فإن تقنية “النيال” يتم فيها طلاء الفضة على اعتبار أن لون مادة “النيال” لون أسود يسمح بإضفاء نوع من الجمالية على الحلي المصنوعة، ولتي يمتزج فيها اللون الأسود بالأبيض، ويصنع من مادة الكبريت والزئبق الأسود والرصاص وقليل من الفضة، كما يهيأ في إناء خاص يسمى “البوط” ويشترط فيه أن يكون جديدا، وأن يكون تحت درجة حرارة متوسطة، حيث يضاف إليه الرصاص والكبريت  والزئبق، ليُسْبَكَ بعدها في مسباك (عبارة عن قالب)، حيث يصبح قابلا للاستعمال على درجة حرارة خفيفة جدا، حيث يتم تذويب “النيال” على قطعة الفضة بشكل خفيف يشبه إلى حد ما ذوبان قطعة الشمع.

وبعد تهييء الحلي الفضية التي تضم حفرا مزركشة وذات جمالية وأشكال هندسية متقابلة ومختلفة، يتم طلاء المصوغ الفضي بمادة النيال على درجة حرارية منخفضة جدا، حتى تعم المادة جل المصوغ، ثم يحتفظ به في مكان بارد لمدة ساعة من الزمان على الأقل، وفي حال ما إذا كانت درجة حرارة المصوغ مرتفعة فإن مادة “النيال” معرضة لظهور فقعات ونتوءات تجعله معرضا للضياع وتفقده جماليته، وبعد الاحتفاظ به في درجة حرارية منخفضة لمدة ساعة واحدة يحك بمبرد لإزالة مادة “النيال” الخارجة عن الحيز الأبيض في الوقت الذي يتم فيه الاحتفاظ بمادة النيال الموجودة بين مداخل القطعة الفضية، ليتم  بعد ذلك تلميع المصوغ كلية بآلة خاصة حتى يصبح قابلا للعرض والبيع.

 يشار إلى أن المصوغ الذي يضم مادة “النيال” غير قابل للذوبان على الإطلاق، على اعتبار أنه معرض للكسر والإتلاف في حالة تذويبه، كما أن التفاعلات الكيميائية التي تحدث عند عملية التذويب لا تسمح بذوبان مادة الرصاص التي اصطلح الصاغة على تسميتها بـ “لجدام”، ونظرا لصعوبة توظيف هذه التقنية في المصوغات الفضية، فإن عددا من الصاغة المحليين يعمدون إلى توظيف تقنية “التخرام” التي ساعدت كثيرا على توظيف “النيال” في المصوغات الفضية المحلية.

متابعة محمد الشيخ بلا …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق