8 مارس .. المرأة الإنسان..

جوابنا ببساطة هو الإيجاب..كيف ذلك..؟؟هذا ما سأناقشه بين هذه السطور .. وذلك تزامنا مع ما يسمى “باليوم العالمي للمرأة”..حيث سأحاول التطرق إلى إلى حيثيات مهمة عن هذا الموضوع,والتي تحتاج إلى نظر وتأمل عميق للجزم بالقول الفصل بخصوصها.
إن المرأة أيها الإنسان هي ذلك المخلوق الذي خلقه الله تبارك وتعالى مع نظيره الرجل .. جنسين مختلفين وفي نفس الوقت من صنف واحد..ومن نفس واحدة,تجمعهماعبوديتهما لله وتكريمه جل شأنه لهما وتسخيره كل آيات الكون ليستخلفهما في أرضه..ولكن الحديث عن المرأة بالخصوص هو حديث عن أجمل ما في الإنسانية إن تأمات النظر ..فهي العطف والمودة والرحمة والجمال والسكينة..الحضن الذي تتلطف بين أكنافه أقسى القلوب..ولكن تأمل مختلف محطات التاريخ تجد فيها جرائم شنعاء في حق المرأة والتي نعتبرها جرائم شنعاء ضد البشرية بصفة لا مجازية ولكن حقيقية لدرجة لا تتصور..منذ المجتمعات البدائية حيث المرأة لا اعتبار إلا لجسدها .. ولا نظر إلى انسانيتها أبدا بأي شكل من الأشكال..إلا في مراحل النبوة التي نعتبرها تذكيرا للإنسان بفطرته..فالمرأة في العهود الفرعونية لم تكن سوى قرابين تقدم لنهر النيل توسلا لرضاه ليستمر دون انقطاع لاعتماد أهل مصر عليه لدرجة كبيرة..وعند الرومان جسد يستمتعون بنحته والتمتع بمنظره كل صباح في الطرقات وفي حلبات المصارعة والموت ..وعند العرب الجاهليين وصمة عار عند ولادته لا يرون له محلا بين قلوبهم إلا الوءد قي أعماق التراب..فكانت لا ترث إن هي نجت من الدفن وإنما هي الإرث نفسه..إلى أن جاءت النبوة الخاتمة من خالقها كخلاصا لها من رق عانت منه لقرون..عاشت كشيئ من الأشياء بين أسوار القصور والبيوت..المرأة عزيزي القارئ” إنسان”, تحسب نفسك تعرف ذلك..ولكن تصرفاتي وتصرفاتك تعبر عن جهل عميق بهذا الأمر..فرغم أن العرب عاشوا بين ظهراني الإسلام واغترفوا منه ما يمكن أن يفتح نظرهم ولو قليلا على انسانيتهم..ولكنه ما زال على شهرزاد أنه تنتظر الدور على أبواب غرفة شهريار هي وباقي الجواري .. وفي عصر الحداثة والتقدم عزيزي القارئ ..عصر المساواة والتحرر..عصر العلمانية والديمقراطية..عصر وأي عصر ..عصر غرور الإنسان بما حقق من كل ما ذكرنا (إن كان يستحق أن يفتخر به)..حيث المرأة تستمتع بمساواتها مع الرجل أو على الأقل كما تظن..إذ لديها الحق أن تفعل ما تشاء..الحرية الكاملة في تحقيق الذات (أي ذات هذا كلام آخر)..أن تستمتع بعملها سكرتيرة ترتب رفوف المدبر في حضوره وغيابه..إن كان ترتيب الرفوف هو الأصل..وأن تستقطب الزبناء في المحلات التجارية الكبرى .. أقصد بجسدها لا بإنسانيتها..أي المساواة..معادلة لا أظن أن استاذي في الرياضيات كان ليسلم بصحتها..نعم في عصر الحداثة ما زلت أطرح سؤالا متى كانت المساواة هي العدل؟؟ومتى كانت المساواة بين مختلفين أمرا منطقيا؟؟ولكن في عصر العقل والتطور كل شيئ ممكن..كل شيئ نسبي..كل شيئ نحن قادرون على تحقيقة ..بطبيعة الحال إلا” المرأة الإنسان”.
وفي مرحلة من المراحل قالوا فلنحتفل باليوم العالمي للمرأة..تقدير لجسدها اقصد لجهودها..تقديرا لقبولها بمعادلة المساواة المزعومة..أو كما يدعون توديعا لعصور طويلة من الظلم والإضطهاد..وبمناسبة هذا اليوم نفتح صفحة جديدة تكتب فيها المراة كينونتها , أي شيئ إلا الكينونة الإنسانية , لأنها ثقافة رجعية..فنحن لا نريد أن نعود للمجتمعات الذكورية التي تكون للرجل فيها الأفضلية دائما..أيها الإنسان أحقا إنك لست تمل من ترهتك وفي خزعبلاتك..تظن انك لمجرد اقتنائك لبزة ولربطة عنق أيها الرجل..وأنت لفستان يغطي ثمنه نصف ما تملكين من المال لكنه لا يستطيع أن يغطي ربع جسدك..أتحسب نفسك بهذا أيها الإنسان حققت ما تريد..وهل حقا تعرف ما تريد..نعم تغيرت الصورة ولكن الأمر واضح ما زلنا في العصور الذكورية لا أقصد الذكورية الإنسانية وإنما الذكورية التي توجهها الغريزة والشهوة..فهينئا لك بهذا اليوم المنشود أيتها المرأة .. ولكن تذكر أنهم جعلوا يوما عالميا للمرأة..وكذلك لديهم “أسبوع الفرس”..و اختلاف العبارات باختلاف الإعتبارات..واقول لمن يدعي تكريمه للمراة ان يوجه نظره صوب الجبال حيث تعاني المراة كل المعاناة التي يمكن تصورها..ولكن لا أحد يتحدث عن ذلك..لا تثار إلا المواضيع التي يمكن استغلالها لغثارة فضيحة انسانية أو للتهجم على تيار اديوليوجي او سياسي معين..المراة مجرد وسيلة مجددا.. غن تمكنوا من اسكاتك ايتها المرأة بهذا اليوم المزعوم ..ولم تقومي باي حراك لرد الإعتبار لنفسط على الصورة المناسبة اعرف حينها وبشكل يقيني اننا ما زلنا في مجتمع ذكوري..ولكن هذه المرة أنت من قبلت الصفقة.
إبراهيـم الطاهري
طالب باحث
الهاتف : 0670642281
[email protected]البريد الإلكتروني:    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق