عين على أولاد جرار : دروس و عبر ..بقلم نبيل اكرام

عين على أولاد جرار

الحلقة الثانية بعنوان :

دروس و عبر .

قدم رجل الأعمال السيد حجي رفقة أسرته الكريمة،درسا في روح المواطنة و هم يتبرعون – جزاهم الله خيرا – بقطعة أرضية لفائدة مديرية التعليم بتزنيت من أجل فك مشكل الاكتظاظ الذي تعانيه مدرسة محمد السادس الإبتدائية بجماعة الركادة .

و هذا العمل الخيري الرائع،لا يضاهيه مرتبة سوى تبرع سيدة بقطعة أرضية تفوق أربع هكتارات بحي تيليلا من أجل بناء مقبرة بمدينة أكادير،و لم ترضخ رحمها الله لكل الإغراءات و لملايين الدراهم التي ساومها بها المنعشين العقاريين من أجل أن تبيع لهم أرضها،فاللهم تقبل منا و منكم و من كل أهل الخير صالح الأعمال،يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

من جهتها قدمت تعاونية العسل و النحل ايضا، درسا بليغا في الأمل و الإيمان بالنجاح إلى آخر رمق مهما كانت العقبات،و نالت تعاونية العسل تلك إعجاب السيد الوزير عزيز أخنوش،نظرا لمشروعها الرائد .

وقد حرصت شخصيا أن أوثق من عين المكان مباشرة هذا الإنجاز، أثناء مهمتي الصحفية مرافقا للوفد الوزاري الذي زار مؤخرا منطقتنا هذه،الغالية على قلوبنا جميعا .

هذا الدرس الباعث للأمل،انضاف له يوم الجمعة 7 مارس الجاري،درس آخر قدمه ثلة من الشباب بدوار دار بن السايح و هم يخمدون حريقا شب -لأسباب لا تزال مجهولة – في أحد البساتين هنالك .

و الحقيفة ان هؤلاء، لم ينتظروا وصول رجال المطافئ من تزنيت،كما أنهم لم يعمدوا إلى الإجراءات البيوقراطية الروتينية،بل تصرفوا بهمة الرجال المعروفة بها على مر التاريخ قبيلة أولاد جرار بكل أطيافها .

و كم أتمنى حقا، أن نلتقط جميعا الاشارات المعبرة لهذه الدروس ،و نسقطها على حال جماعتنا الركادة،دون خلفيات و لا أية قراءات سياسية على الأقل في المرحلة الراهنة،في ظل المعطيات و المتغيرات الجديدة التي عرفها المجلس الجماعي للركادة،و على ضوء الزخم الذي منحتهما زيارتي الوزيرين السيدين أخنوش و عمارة .

و أعتقد أن كثيرا منكم سيتفق معي أن قطار التنمية،قد اخلفت أولاد جرار موعدها معه منذ سنوات خلت،بل فاتها ركبه للأسف الشديد في محطات كثيرة،و هاهي جماعات ترابية مجاورة لنا انتزعت منا لواء الريادة منذ سنين خلت لأسباب كثيرة سيأتي يوم ذكرها بعون الله في قادم حلقات هذه السلسلة التي أشكر كل من أصبح يتابعها و يهاتفني سائلا عن جديدها،و اعدكم ان شاء الله ان يكون هذا العمود الصحفي – الذي يندرج ضمن باب صحافة الرأي التوجيهي- متألقا بكم،و سيكون زاوية لفتح نقاش حول كل ما يهم أولاد جرار و لن يكن أبدا منصة للسب أو القذف أو التشهير بالناس،فتربيتي التي تربيتها من أمي و أبي رحمهما الله لن تسمح لي أن انضاف لمن هوايته شتم الرجال و احتقارهم و التخفي وراء اسماء مستعارة هناك في الفضاء الازرق.

و لنتفق أيضا أنه من الظلم،ان نحمل المسؤولية لشخص واحد او جهة سياسية معينة،لأن أسهل عملية هي عملية الهدم،اما البناء – فقد علمني أبي بحكم أنه كان رحمه الله مهندسا معماريا،علمني ان طريق البناء صعب و شاق و يحتاج إلى رؤية و تخطيط محكم .

لذلك فالمسؤولية نتحملها جميعا،فأي بلاد عبر مشارق هذه الأرض و مغاربها،أبناؤها هم من يعلون شأنها و هم أيضا من يخسفون بها الأرض إلى أسفل سافلين .

فالحال اذن،يقتضي كي تعود المنطقة إلى توهجها،وحدة الكلمة والصف فالبلدة محتاجة الآن قبل أي وقت مضى إلى أبنائها كل أبنائها.

جراريو الداخل تماما مثل جراريي الخارج لكل منا مكانته وكلمته ودوره و مساهمته .

وكلنا تابع كيف عادت الحيوية لمرافق جماعتنا الحبيبة وتصدرت أولاد جرار المشهد بإقليم تيزنيت برمته،بعد زيارتي الوزيرين اعمارة و أخنوش .

تماما مثلما أصبح الحديث جادا حول إنشاء النواة الجامعية بعد مقتل الطالب الشهيد بإذن الله (ح.س) الذي أجدد لعائلته تعازي الحارة،ومن أجل روحه الطاهرة وفي سبيل المواطن الجراري علينا جميعا أن نبلسم الجراح.

لأن المعركة الحقيقية بأولاد جرار هي ضد التهميش و من أجل التنمية والإستثمار في الرأسمال البشري وتحقيق تنمية اقتصادية،لها كل مقومات النجاح في منطقة توجد على مشارف مدينة تيزنيت ببضع كيلومترات .

و في هذا الإطار،أستغل الفرصة كي أصفق بكل حرارة على من ساهم من قريب أو بعيد بالمجلس الجماعي للركادة و مجلس جهة سوس ماسة للتصويت بالقبول على ترميم السور والرياض بعين أولاد جرار .

و على الجميع بعين أولاد جرار،داخل الأسوار و خارجها أن يستبشر خيرا بهذه الخطوة الإيجابية،لأنها بالتأكيد خطوة في الإتجاه الصحيح في انتظار أن تتقدم جمعية أخرى بملف ترميم المنارة الشهيرة التي توجد بالركادة .

ان مثل هذه الأروقة،تعتبر ثراثا إنسانيا لا يقدر بثمن،و يمكن استثمارها سياحيا و إعلاميا – عبد ربه المتواضع رهن الإشارة – للعمل جنبا إلى جنب من أجل جلب منابر إعلامية جهوية و وطنية لتغطية أنشطة ثقافية و عقد ندوات و مهرجانات و أنشطة ثقافية تعرف بالمنطقة و تعتني بالسياحة العلمية و السياحة الثقافية التي أصبح مستقبلها زاهرا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي والفضاء الأزرق و وكالات الأسفار الإلكترونية التي اصبحت تنفتح هذا اللون الواعد من عالم الأسفار والترحال .

فقط علينا جميعا أن نجدد النوايا الحسنة،و نضع نصب أعيننا تنمية اولاد جرار كل أولاد جرار،من صوت لصالحنا تماما مثل من صوت ضدنا، و توزع المنح على الجمعيات التنموية،لا بمنطق الولاءات و لا الاصطفافات الحزبية،بل وفق رؤية إستراتيجية واضحة و معايير شفافة شعارها نصرة العمل الجمعوي الجاد و الملتزم بقضايا و هموم المواطن( ة) الجراري(ة) المفروض أن يكون في قلب و جوهر التنمية التي ننشدها جميعا .

بقلم نبيل اكران .

موضوع الحلقة الثالثة ان شاء الله سيكون :

الانخراط في الحياة السياسية بأولاد جرار بين المشاركة و المقاطعة،فمرحبا بكم على صفحتنا بالفيسبوك تزنيت 24 من أجل إغناء النقاش .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق