” ديكـاج ” للفسـاد السياسـي..

4444444444444444444444444444-copie

إذا كـان الغـرض من أي عمليـة انتخابيـة هو تقديـم بدائـل لما هـو سائـد في المجـال السياسـي والاجتماعـي والاقتصـادي بغيـة الخروج مما أفرزتـه السياسات الانتخابيـة من إرهاصات أصابت الكثيـر من المجــالات ، فـذاك لن يزيد الطين إلا  بلـة..

فذكـاء المواطـن المغربـي وقدرتـه على التفكيـر بيـن الخطاب الدغمائـي والخطـاب المؤصـل عكـس المبنـي على الإرادة والوعـي والإدراك الـذي ينتقـل من مستــوى الحيـاة الإنسانيـة بموجب واقعـة سيكولوجية هـي إرادة ومقاومـة تسيـر على تراكمات اجتماعيـة وهوياتيـة ناجحـة إلـى الشعـور بالوجـود وهـو ما نسميـه في علـم النفـس بالوعـي ” Conscience ” ، فكـل ما يدركـه المواطـن أو يحس به الموجـود المفكــر أو الحــاس  سـواء في نفسـه أم في الخارج (الغير) ، وسـواء عن طريــق الحـس الخارجـي الذي يمـارس شكلا دون مضمون في قبة البرلمان من طرف بعض البرلمانيين ، أم الباطني الـذي تتعامل به الأحزاب خـلال  الحملـة المطبوخـة والسابقة لأوانها..

إذ يخطـئ من يعتقـد قصــور المغاربـة عن استيعاب اللحظـة السياسيــة بكـل أبعادهـا وتجلياتها الإقليميـة والدوليـة ، وصحيـح أن برلمـان المغرب وحده عـرف الكثيــر من النقــد، وأصبحت صورته باهتة الإضـاءة عند المغاربــة وتحولـت الأسئلـة الشفويـة المقدمـة في جلساتـه الأسبوعيـة إلى مشاهـد من مسرحيـة تستحــق المتابعــة والتفـرج على ممثليـن لم يحسنـوا اختيــار موهبتهـم السياسيــة، فتحـول البرلمـان إلى بـؤرة للصراع المنفعـي وإلـى أسئلــة في مجـالات تدخـل في اختصاص المجالـس القرويــة والجماعيــة، وتحول إلى بنايـة نائمـة لكونها لـم تستقطـب من يوقظها من سباتها العميــق..

فما يريـده المواطن المغربي اليـوم هـو ” ديـكاج ” للفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي من أجل النظــر إلــى أفــق كلـه إشراقـة لحيـاة يؤطرهـا برلمـان ديمقراطــي صالـح وحكومـة وطنيـة تجيـد التفكير العقلاني وتدبيـر أمرها، وأحـزاب مؤيدة ومعارضـة ونقابـات فاعلـة ومتفاعلـة مع المجتمـع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق