حريق بمحل تجاري بمركز جمعة إداوسملال ودائرة أنزي بدون وقاية مدنية

وكما العادة كان على السكان والمتطوعين أن يعتمدوا على أنفسهم لإخماد الحريق، بوسائل بسيطة في منطقة تعاني من ندرة المياه بسبب الجفاف، مما يجعل إخماد الحرائق في غياب المعدات وعناصر الوقاية المدنية، أمرا صعبا ومجهدا، وهو ما دفع الكثير من السكان والمنتخبين للمطالبة بالإسراع في توفير مركز للوقاية المدنية بدائرة أنزي على غرار ما هو متوفر لباقي دوائر إقليم تيزنيت، فدائرة تافروات ودائرة تيزنيت كلاهما يتوفران على مركز للوقاية المدنية يساهم في سرعة التدخل لإخماد الحرائق بهذه الدوائر، لكن دائرة شاسعة تضم عدة نقاط جبلية نائية صعبة الوصول وتندلع بها عشرات الحرائق سنويا، فوحدها دائرة أنزي لا تتوفر حتى اليوم على مركز للوقاية المدنية أو حتى شاحنة لإطفائ الحرائق، في قبيلة إداوسملال عندما يندلع حريق في أحراش وجبال القبيلة يتدخل السكان كما تتدخل السلطات المحلية وعمال الجماعة القروية، وفقط عندما تتفاقم الأوضاع وتخرج عن السيطة حينها تطلب السلطات المحلية ضرورة قدوم الوقاية المدنية من تيزنيت على بعد ما يزيد عن ستين كيلومترا، كما ان قدوم شاحنة الوقاية المدنية من تافراوت يتطلب وقتا لبعدها ما يزيد عن ثلاثين كيلومترا، وفي فترات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وانتشار حرائق الغابات يكون استقدام هذا الدعم من تيزنيت وتافراوت مستحيلا بسبب انشغالها في مناطق أخرى، مع العلم أن حتى هذه المراكز والوحدات تعاني من نقص في المعدات والعديد والعتاد، وهو ما يدفع في بعض الأحيان بالسلطات المحلية الى اللجوء للأسواق الشعبية الأسبوعية للبحث عن عشرات المتطوعين يتم نقلهم عبر شاحنات الى أماكن الحرائق، لكنهم فور وصولهم يجدون أنفسهم يحاربون النيران بدون وسائل وأدوات ضرورية لمثل هذه الحالات، كما ان الشاحنات المصهرجة التابعة للجماعات القروية بدائرة أنزي غير كافية وغير مؤهلة لهكذا مهمات، فإذا لم تكن الدولة مستعدة لتوفير مركز للوقاية المدنية بدائرة أنزي باقليم تيزنيت، فعلى الأقل لتوفر بعض الوسائل والأدوات والمعدات التي يمكن للمتطوعين استعمالها لإخماد الحرائق، كما يمكن للدولة بالتعاون مع الجماعات القروية تنظيم دورات تدريبية وتكوينية للعشرات من المتطوعين من أبناء وساكنة المنطقة، ورسم خطط طوارئ لمواجهة أكثر الحرائق خطورة والتي تهدد الدواوير العديدة المنتشرة وسط تلك الجبال المحيطة بأحراش قابلة للإشتعال في أية لحظة. وطبعا من الصعب أن تقنع ساكنة هذه المناطق أنه لا يوجد عناصر للوقاية المدنية متوفرة حاليا لإرسالها لهذه النقطة النائية من المملكة السعيدة، في حين نرى ونسمع عن عناصر للوقاية المدنية المغاربة يخمدون الحرائق في دول أخرى مثل دولة قطر، وبعضهم يعود الى أرض الوطن في توابيت بعد أن توفوا وهو يخمدون الحرائق في دول أخرى، الدولة المغربية من حقها تصدير الموارد المادية والبشرية ولكن ذلك لا يجب أن يكون سوى بعد تحقيق الإكتفاء الذاتي الوطني والمحلي، كما أن محاربة السياسة الإستعمارية التي قسمت الوطن الى مغرب نافع ومغرب غير نافع، يستوجب مزيدا من الإهتمام بهذه المناطق الجبلية النائية وساكنتها، ودعمهم وتمكينهم من كل ما يلزم ليعيشوا في كرامة وألا نتركهم يحاربون وحدهم النيران والتهميش والفقر والأمية.

منتديات إداوسملال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق