رئيس جماعة سيدي احمد أوموسى يكتُب: الفعل التنموي بتازروالت.. الواقع، الإكراهات والتطلعات

 

تتميز جماعة سيدي أحمد أوموسى عن باقي جماعات إقليم تيزنيت بمميزات وخصوصيات لها أبعاد جهوية ووطنية، فهي معروفة أكثر من غيرها منذ عدة سنوات بتنظيم المواسم الدينية والثقافية والاقتصادية الكُبرى، أهمها الموسم الصيفي لسيدي أحمد أوموسى الذي يعتبر من أعرق المواسم، كما تستقبل وفودا ملكية مناسبتين في السنة، إضافة إلى الرموز الحضارية والثقافية التي تحتضنُها. كما ينظم بهذه الجماعة موسمي مارس وإمجاط عند اواسط شهر مارس وأكتوبر الفلاحي على التوالي كناية على الامتداد القبلي للجماعي.
يشتغل معظم الساكنة في القطاع الفلاحي، وتشكل الفئة الشابة نسبة مهمة من التركيبة البشرية لهذه الجماعة، وجميعها مُعطيات يتم استحضارها عند كُل تفكير/فعل تنموي يروم تطوير المنطقة.
أولا : جماعة سيدي أحمد أوموسى تُسجّل أكبر مؤشر للتنمية البشرية:
تحدد مؤشرات الفقر بطريقة رسمية من طرف المندوبية السامية للتخطيط، ولهذا، وحين سجلت جماعة سيدي أحمد أوموسى نسبة 13% أي أقل نسبة من الفقر مقارنة بالعديد من جماعات إقليم تيزنيت، بعد إحصاء 2004، جعلها تفقد إمكانية الاستفادة من برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي في شطره الأول 2005-2010: (اي عدم تمكينها للاستفادة من 1.200.000 درهم سنويا لمدة خمس سنوات على غرار جل جماعات الاقليم).
وبعد مرحلة تقييم مؤشرات التنمية البشرية 2010، سجل مؤشر الفقر بجماعة سيدي أحمد أوموسى من جديد 11.5%.مما أفقدها مُجددا إمكانية الاستفادة من برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي خلال المرحلة الثانية 2011-2015 أي: (عدم تمكينها من 1.200.000 درهم سنويا لمدة خمس سنوات أخرى على غرار العديد من جماعات الاقليم).
أسباب ارتفاع مؤشر التنمية البشرية بجماعة سيدي أحمد اوموسى:
تُقاس مؤشرات التنمية البشرية لاعتبارات عدة:
• نسسبة الولوج إلى البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية، (كفك العزلة عن الدواوير،نسبة التغطية من الماء والكهرباء): وجماعة سيدي أحمد أوموسى عرفت تغطية شاملة من الماء الصالح للشرب (نسبة 100%)، وتغطية شاملة من الكهرباء (نسبة 100%).
وقد زاد في تحسين مؤشر التتنمية الاجتماعية بجماعة سيدي أحمد أوموسى مختلف المشاريع البنيوبة المنجزة خلال السنتين الماضيتين، حيث تم فك العزلة على جميع دواوير الجماعة، بعد تهيئة حوالي 30 كلم من الطرق، تبليط 2000م وتعبيد 20كلم،وقد تمت برمجة تقوية وتوسيع 10 كلم خلال سنة 2019 و 8.5 كلم خلال سنة 2020 و 15 كلم أخرى خلال سنة 2022، فيما تبحث الجماعة جاهدة على تمويل تعبيد 10كلم أخرى، وبذالك ستصل نسبة تعبيد الطرق في أفق 2022 مايناهز 95%.
أما فيما يخص شبكات الماء الشروب، فقد قامت الجماعة بإعادة هيكلة شبكات الماء بجميع الدواوير سواء في إطار اتفاقية الشراكة مع المجلس الاقليمي أو في إطار صندوق التنمية القروية. كما تستحضر الجماعة البعد البيئي في جميع أنشطتها، ففي المستقبل القريب سوف يعم تدبير النفايات المنزلية على دواوير الجماعة فأعدت لذلك شاحنتي لتدير النفايات الصلبة،وشاحنة مصهرجة لسقي المساحات الخضراء، وهو إجراء فريد على المستوى الاقليمي.

ثانيا: التنشيط الثقافي والرياضي على مستوى الجماعة
استطاعت جماعة سيدي احمد أوموسى خلال ثلاث سنوات الماضية إنجاز ملعب جماعي وملعب للقرب، فيما تمت برمجة ملعب للقرب آخر بشراكة مع المجلس الاقليمي ووزارة الشباب والرياضة.
وفي الجانب الثقافي تم احداث نواة للمركبات السوسيو ثقافية ببعض دواوير الجماعة وبرمجة مركب آخر خلال هذه السنة بمركز الجماعة بشراكة مع جمعية جود للتنمية الاجتماعية، إضافة إلى برمجة مشروع تهيئة متحف اليغ في إطار الشراكة بين المجلس الاقليمي، المجلس الجهوي، الجماعة والجمعية المشرفة.
ثالثا: واقع القطاع الصحي بالجماعة
تتوفر الجماعة على مركز صحي ووحدة للولادة، إضافة إلى مستوصف، وقد تمت برمجة إنجاز مركز صحي جماعي جديد ووحدة للولادة وثلاث سكنيات وظيفية خلال سنة 2019 في إطار برنامج التقليص من الفورق الاجتماعية، كما باتت الجماعة تتوفر على ثلاث سيارات الاسعاف.
رابعا: واقع القطاع التعليمي بالجماعة
تسجل جماعة سيدي أحمد أوموسى أعلى نسب التمدرس على المستوى الاقليمي نظرا لتوفر الفرعيات المدرسية بجميع دواوير الجماعة، إضافة إلى ملحقة ثانوية إعدادية بمركز الجماعة، وقد بذلت الجماعة خلال السنوات الأخيرة مجهودات جبارة للتوفر على بناية مستقلة للملحقة.
وفي إطار نفس المنظومة، تتوفر الجماعة على دار للطالب ودار للطالبة التي بنيت مؤخرا، كما عززت المنظومة التربوية بحافلتي للنقل المدرسي. أما التعليم ألأولي فيتواجد في جل دواوير الجماعة من تسيير الجمعيات المحلية.
كما عرفت الجماعة خلال السنوات الماضية انخفاضا مهما في نسبة الأمية في صفوف النساء وعرفت جميع الدواوير الاستفادة من دروس محو الأمية الأبجدية والوظيفية.مما ساهم في الرفع من مؤشر التنمية البشرية بالجماعة.
خامسا: واقع الأنشطة المدرة للدخل
تنفيذا لبرنامج عملها، قامت الجماعة بعملية تنظيم المهنيين على شكل تعاونيات مهنية في مختلف المجالات، كما أشرفت على التكوين المهني لفائدة العنصر النسوي بالمركز.
وفي إطار برنامج المغرب الأخضر، استفادت الجماعة من مختلف مشاريع الغرس، حيث تم انجاز 200 هـكتار من مدارات الزيتون مجهزة بتقنية الطاقة الشمسية (أنجز منها خلال الثلاث سنوات الماضية 100هـ)،كما تم انجاز 200هـ من الخروب (أنجز منها خلال الثلاث سنوات الماضي 100هـ).كلها تدبر من طرف الجمعيات المهنية لفائدة الفئات الفقيرة.
كما يعتبر مشروع غرس 130هـ من الخروب من طرف الخواص في إطار نفس البرنامج فرصة لتشغيل اليد العاملة، كما أنجز بجماعة سيدي أحمد أوموسى مشروع تنمية المراعي (1000هـ)، والذي سيشكل فرصة لتنمية دخل للمستفيدين أصحاب الأراضي وذوي الحقوق.
خامسا: واقع المجتمع المدني بجماعة سيدي أحمد أوموسى
تتوفر جماعة سيدي أحمد أوموسى على عدد من جمعيات المجتمع المدني تم تأسيسها موازاة مع انطلاق بعض البرامج الوطنية وخاصة البرنامج الوطني لتزويد العالم القروي بالكهرباء، والبرنامج الوطني لتزويد العالم القروي بالماء الشروب، وبرنامج مخطط المغرب الأخضر.وقد تأسست مايقارب 38 جمعية موزعة على النحو الآتي:
11 جمعية تنموية.07 جمعيات نسوية.06 جمعيات سقوية.03 جمعيات ثقافية.01 جمعية احسانية.02 جمعيات خيرية.03 جمعيات الآباء،03 جمعيات رياضية.01 جمعية رابطة الشرفاء،08 تعاونيات(منها 07 نسوية).
يعتبر المجلس الجماعي لجماعة سيدي أحمد أوموسى المجتمع المدني شريكا أساسيا وداعما مهما لتحقيق التنمية المحلية المستدامة، وتقوم الجمعيات بأنشطتها التنموية حسب امكانياتها ومساهمات الشركاء، ومن أهمية أنشطة الجمعيات التنموية تدبير شبكات الماء الشروب والقيام ببعض الأنشطة المحلية. وتلعب الجماعة دورا محوريا في خلق دينامية جمعوية وانخراط الجمعيات المحلية في التنمية المحلية، حيث تستفيد من الدعم المطلوب حسب الامكانيات المتاحة على النحو الآتي:

نوع الجمعيات نوع مساهمة الجماعة في بلورة الأنشطة الجمعوية

11 جمعية تنموية المساهمة في إعادة هيكلة شبكات الماء الشروب، المساهمة في تنظيم اللقاءات والمهرجانات الثقافية والرياضية، المساهمة في تنظيم الدوريات الرياضية، تقديم دعم مادي للجمعيات النشيطة، تنظيم دورات تكوينية، التأطير والمواكبة والدعم التقني.
07 جمعيات نسوية تنظيم المعارض، المساهمة في تنظيم أنشطة نسوية خلال اليوم العالمي للمرأة، تنظيم دورات تكوينية، التأطير والمواكبة والدعم التقني.
06 جمعيات سقوية التأطير والمواكبة،تعبئة الشركاء لإنجاز بعض المشاريع وخاصة تجهيز الآبار بنظم الطاقة الشمسية والدعم التقني.
03 جمعيات ثقافية التأطير والمواكبة،تقديم الدعم المادي.
02 جمعيات خيرية تقديم الدعم المادي في اطار اتفاقيات شراكة،التأطير والمواكبة والدعم التقني.
جمعية رابطة الشرفاء المواكبة والتأطير وتقديم دعم تقني لإنجاز بعض المشاريع.
جمعيات الآباء الدعم المادي، التأطير والمواكبة.
التعاونيات عقد اتفاقية شراكة مع الشبكة الاقليمية للاقتصاد التضامني لتأطير وتكوين التعاونيات والمشاركة في المعارض، تنظيم المعارض خلال مواسم سيدي أحمد أوموسى.

والجدير بالذكر أن الجماعة خصصت مكتبا واطارا خاصا لفائدة جمعيات وتعاونيات المجتمع المدني داخل مقر الجماعة، ووضعت رهن إشارتها قاعة مجهزة لعقد لقاءاتها واجتماعاتها، كما أن مختلف الأنشطة تتم بشكل سلس في إطار من التنسيق والتفاهم، توج بتنظيم موسم خاص بالشباب تحت اسم “الأيام الشبابية الربيعية”، الذي لقي استحسانا كبيرا لدى الساكنة المحلية.
كما يعتبر برنامج عمل الجماعة منتوجا مشتركا بين مختلف المتدخلين المحليين، حيث تم اشراك جميع الجمعيات في التشخيص والتخطيط التشاركي في عين المكان.
سادسا: أبرز الإكراهات التنموية بجماعة سيدي أحمد أوموسى
وفي هذا المحور البارز، سأكتفي بسرد أهمّ الإكراهات التي تُعاني منها جماعة سيدي أحمد أوموسى، دون الإطناب في العديد من التّفاصيل التي لا يتّسع المقامُ لذكرها:
• عجز في ميزانية الجماعة:
تعتبر ميزانية الجماعة أساسية لوضع وإرساء أسس التنمية المستدامة وبلورة برنامج عملها في ظروف جيدة، وجماعة سيدي أحمد أوموسى منذ عدة سنوات تعرف عجزا ماديا في ميزانيتها تجاوز 1.000.000 درهم. وتحقق فائضا سنويا حقيقيا لا يتجاوز 40.000 درهم مما له انعكاس سلبي على التدبير الجيد لمؤسسة الجماعة وكذا بلورة تصورها على أرض الواقع في إطار تنفيذ برنامج عملها.
• التأخر في تنفيذ بعض المشاريع، وخاصة:
– بناء الطريق الرابطة بين مركز الجماعة وجماعة تيغيرت : حيث تم الغاء هذا المشروع بعد إعطاء انطلاقته خلال سنة 2018 من طرف العمالة.
– بناء الطريق الرابطة بين جماعة سيدي أحمد أوموسى وجماعة ويجان: المبرمج في إطار اتفاقية الشراكة بين المجلس الاقليمي ، مديرية التجهيز والنقل والجماعات المحلية.
– تقوية وتوسيع الطريق الرابطة بين جماعة تيغمي وجماعة سيدي احمد اوموسى: هذه الأخير التي تعتبر عمودا فقريا لتنمية مركز الجماعة،وقد تمت برمجتها في إطار صندوق التنمية القروية لسنة 2019.
– بناء المركز الصحي ووحدة للولادة وثلاث سكنيات وظيفية: في إطاربرنامج التقليص من الفوارق الاجتماعية برنامج 2018.
– بعض المشاريع بشراكة مع المجلس الاقليمي في قطاعات الماء الطرق وتهيئة المركز(برنامج 2018).
– حماية مركز الجماعة من الفيضانات بشراكة مع الحوض المائي لسوس ماسة ووزارة الداخلية (برنامج 2018).
• غياب رؤية لتنمية القطاع الفلاحي لذى القطاع الوصي:
تعتبر جماعة سيدي أحمد أوموسى من أهم الجماعات التي تتوفر على مؤهلات فلاحية من أراضي خصبة، مياه سطحية وجوفية، يد عاملة نشيطة، أراضي مسقية وواحات النخيل وتشتغل نسبة مهم من الساكنة في الفلاحة لكن هذا الفلاحة مازالت معاشية وهي غير قادرة على تنمية دخل الفلاحين بسبب غياب رؤية استراتيجية لدى القطاع الوصي وقلة الاهتمام بتوفير البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية لقطاع الفلاحة.رغم الترافع المستمر للجماعة لدى مختلف المتدخلين.
• اقصاء الجماعة من بعض المشاريع التنموية:
– استفادت جماعة سيدي أحمد أوموسى من تمويل لإنجاز الدراسة التقنية للصرف الصحي في مركزها من تمويل جهة سوس ماسة إلى جاب ثلاث جماعات بالاقليم، لكن تم اقصاؤها –لوحدها- من الدعم المادي لمديرية الجماعات المحلية لإنجاز الشطر الأول من مشروع تطهير السائل لأسباب مجهولة في حين توصلت الجماعات الثلاث بمبالغ المساهمة.
• غياب إرادة لدى قطاع التعليم لبناء ملحقة الإعدادي….

وفي الأخير، أود أن أُثير انتباه القراء والمتتبعين المعنيين بالشأن الجماعي بجماعة سيدي أحمد أوموسى، أنّ أبواب الجماعة مفتوحة دوما للاطلاع على مُختلف المعلومات المُراد تحصيلها، كما أنّ جميع قنوات التواصل الأخرى مُتوفرة وللجميع إمكانية الاستعانة بها للاستفسار حول أي نقطة تهم الفعل التنموي بهذا الحيز الترابي العزيز على قلوبنا جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق