الإقبال على المخدرات في المغرب يزداد خلال رمضان

التدخين

يشهد شهر رمضان في المغرب إقبالا جنونيا على المخدرات التي باتت تُستهلك بشكل لافت للانتباه، سواء داخل المقاهي أو الأحياء، أو الشوارع، أو الأماكن العمومية. وعلى الرغم من ارتفاع أثمانها وحملات أعوان الأمن، يعتقد كثير من مستهلكيها أنها ستكون بديلا عن الكحول.الدار البيضاء: ترتفع في رمضان نسبة الإقبال على المخدرات، بشكل جنوني، إذ تستهلك هذه السموم بشكل لافت للانتباه، سواء داخل المقاهي أو الأحياء، والشوارع، أو الأماكن العمومية والحدائق العمومية.
وفيما تفضل نسبة مهمة التزود بمخدر الشيرا و”الكيف”، فإن آخرين يستهلكون بشراهة “المعجون” أو أقراص الهلوسة المعروفة ب”القرقوبي”، غير أن القاسم المشترك بينهم هو أنهم يلجئون إلى هذه السموم كبديل عن الكحول.
وقفزت أسعار حبوب الهلوسة المعروفة ب “القرقوبي” إلى أثمان غير مسبوقة، إذ بلغ سعر الحبة الواحدة 70 درهما (أزيد من 8 دولارات) في الأحياء الشعبية، بعد أن كانت أسعارها تتراوح ما بين 15 و30 درهما (حوالي دولارين أو ثلاثة) في الأيام العادية.
ويجري ترويج كميات كبيرة وسط الأحياء الشعبية، حيث يبتدع الموزعون طرقا جديدة للإفلات من المراقبة الأمنية.
وقال مصطفى ضعوف، منسق التواصل بجمعية الكفاح لمحاربة “القرقوبي” ودعم ضحايا المخدرات، إن “الإقبال يتزايد بشكل كبير في هذا الشهر الفضيل، إذ أن من لا يتوفرون على الأموال يستهلكون الأقراص المهلوسة، بينما ذوي الدخل المتوسط يستهلكون بالأساس القنب الهندي”.
وأوضح مصطفى ضعوف، في تصريح ل “إيلاف”، أن “سعر المخدرات مرتفع بشكل، بسبب قلته، نتيجة الحملات المكثفة التي تقودها مصالح الأمن لإيقاف المشتبه فيهم”، مشيرا إلى أن “القنب الهندي يأتي من تاونات وفاس والنواحي”.
وأبرز ضعوف أن نوع جديد من الأقراص المهلوسة يغزو حاليا الأسواق المغربية، وهو يهرب من فرنسا، ويحتوي على 7 حبات في الوحدة الواحدة، بدل 10 حبات في الوحدة، بالنسبة لتلك الأقراص التي كانت تهرب من الجزائر عبر الحدود البرية.
وأطلقت الأجهزة الأمنية المغربية حملات واسعة لإيقاف مروجي المخدرات، علما أن هذه السموم تزيد من مستويات العنف، وتكون وراء مآسي كبيرة.
وقال مصدر أمني مطلع ل “إيلاف” أن “هذه الحملات أطلقت منذ شهور، قبل أن ترفع الوتيرة أكثر في شهر رمضان”، مبرزا أن “هذه “الإجراء يدخل في إطار إستراتيجية الإدارة العامة للأمن الوطني من أجل مكافحة الجريمة”.
وأوضح المصدر أن “هذه الحملات أسفرت عن إيقاف مجموعة من المبحوث عنهم، الذي صدرت في حقهم مذكرات بحث دولية أكثر من مرة دون أن يجري الاهتداء إليهم”.
وذكر المصدر أن “الخطة الجديدة للأمن تتمثل في مداهمة المجرمين في أوكارهم، وليس انتظارهم حتى يتحركون أو يرتكبون فعل إجرامي”، موضحا أن “هذه الخطوة كانت مثمرة، وأسقطت مجموعة من المجرمين الخطيرين يف قبضة الأمن”.
وقادت هذه الحملات، في الأسابيع الثلاثة الأولى من رمضان، إلى إيقاف 10 مروجين للمخدرات في مدينة الجديدة لوحدها، كان البحث جاريا في حقهم، على الصعيد المحلي والوطني.
كما حجزت فرقة مكافحة المخدرات 3 كيلوغرامات من مخدر “الشيرا” وزهاء 6 كيلوغرامات من مادة “الكيف” والتبغ المهرب، في حين أحالت الضابطة القضائية 140 مشتبها بهم، على النيابة العامة لدى محكمتي الدرجتين الأولى والثانية بالجديدة، متهمين ب “الاتجار في المخدرات، والسرقة الموصوفة، أو بالخطف، وإصدار شيك دون رصيد، وكذا، من أجل ارتكاب جنح وجنايات أخرى”.
وفي منطقة بن مسيك بالدار البيضاء، أوقفت عناصر الشرطة القضائية حوالي 23 شخصا مبحوثا عنهم، ينشطون في أحياء مولاي رشيد، وسيدي عثمان، وابن امسيك من أجل السرقة والاتجار في المخدرات.
في السياق نفسه، أوقفت عناصر فرقة مكافحة المخدرات بأمن البرنوصي زناتة “أناسي” بالدار البيضاء، خلال الأيام الأولى من رمضان، 10 مشتبه في ترويجهم للمخدرات، ومن أصحاب السوابق العدلية في مجال الاتجار، بينهم مروج كوكايين من جنسية غانية، وجدت لديه كميات مهمة من هذه المادة، وجرى إيقاف المتهمين في “كاريان الرحامنة”، و”دوار طوما” بسيدي مومن، و”دوار السكويلة”، بسيدي البرنوصي.
وحجزت فرقة مكافحة المخدرات، إثر حملاتها، حوالي 590 قرصا مهلوسا، و5 كيلوغرامات من مخدر “الشيرا”، و115 غراما من القنب الهندي (الكيف)، كما أسفرت هذه العمليات عن إيقاف العديد من المبحوث عنهم بموجب مذكرات، على الصعيدين المحلي والوطني.
وأوقفت الفرقة، بمقاطعة البرنوصي، ثلاثة مروجين للأقراص المهلوسة (القرقوبي) من ذوي السوابق في مجال الاتجار فيها، بينهم المدعو (أ.ب) من مواليد 1952 بالبيضاء، وبحوزته 520 قرصا مهلوسا من نوع “ريفوتريل”.
كما أوقفت العناصر نفسها (ر.أ، 35 سنة)، وضبطت لدى المروج (ب.س)، من مواليد 1978 بالبيضاء، 56 قرصا مهلوسا.
من جهتها، نصبت عناصر الضابطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي لعمالة إنزكان أيت ملول، الكائن مقرها بالدشيرة الجهادية كمينا محكما، مكن من إلقاء القبض على أحد أباطرة المخدرات.
أيمن بن التهامي إيلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق