50 ألف درهم قيمة جائزة محمد السادس لفن الخط المغربي

الخط

تدخل جائزة محمد السادس لفن الخط المغربي دورتها الثامنة وقد تحققت بفضلها أهداف فنية وثقافية جديرة بالتنويه. فقد بعثت الجائزة في حركة فن الخط المغربي وطنيا ودوليا روحا جديدة تمثلت في الإقبال الواسع من لدن الخطاطين بالمغرب والخارج على العناية بالخط المغربي، وخلق نقاش فني حوله، وأخذت الأسئلة تطرح بإلحاح حول كثير من قضاياه مثل تاريخه وأنواعه وأساليبه وأعلامه وقواعده، وكلها أسئلة تعكس تحولا فنيا عميقا سيرافق الجائزة في دوراتها المقبلة إن شاء الله.

ودعما لهذا التوجه عملت اللجنة الوطنية للجائزة، بإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على تنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية قصد نشر الثقافة الفنية للخط المغربي في صفوف الخطاطين الشباب، منها :

عدة معارض للفائزين بجائزة محمد السادس لفن الخط المغربي بكل من الرباط ومكناس والدار البيضاء ووجدة.
معرض تكريم رواد الخط المغربي، خصصت دورته الأولى (2010) للخطاط الفقيه المفضل أفيلال، وستخصص دورته الثانية للخطاط علي بن عياش رحمه الله.
أربع ورشات وطنية في فن الخط المغربي منذ الدورة الثالثة استهدفت :

الرفع من مستوى المشاركين في جائزة محمد السادس لفن الخط المغربي، بتأهيل عدد منهم لخوض غمار المسابقة.
تمكين المستفيدين من تقنيات جديدة في الخط المغربي، والإجابة على تساؤلاتهم.
توفير معلومات نظرية تساعد على التعرف على تطور الخط المغربي وتنوع أساليبه.
الاطلاع على أجود إبداعات فن الخط في التراث المغربي، والانفتاح على أساليب الخطاطين المشهورين.

وإحساسا من اللجنة الوطنية بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها، فقد سطرت برنامجا طموحا لمواكبة نجاح الجائزة، يتمثل على الخصوص في القيام بعدد من الأنشطة والبرامج الهادفة إلى نفض الغبار عن التراث الفني للخط المغربي، سواء في شكل معارض فنية أو لقاءات علمية أو ورشات تكوينية، أو مشاريع بحثية هدفها توثيق النقائش الخطية المغربية خاصة تلك التي طالها الإهمال، وتوثيق النماذج الخطية الرائعة في المصاحف والمخطوطات والوثائق، وستسعى إلى تحقيق هذه الأهداف الوطنية النبيلة بتعاون مع الجهات الوصية على التراث المغربي الآثاري والمخطوط، في أفق إصدار كتب فنية تعرف بالخط المغربي على أوسع نطاق.

كما أن اللجنة ستصدر دليلا خاصا لمجموع الأعمال الفائزة في الدورات الست السابقة قريبا إن شاء الله.

لقد كان لإحداث شعبة لفن الخط العربي بأكاديمية الفنون التقليدية التي دشنها صاحب الجلالة نصره الله في بداية الموسم الدراسي 2013 – 2012 بالدار البيضاء وقع كبير وأثر حميد لدى كل المشتغلين والمهتمين بفن الخط، وباقي الفنون المغربية، باعتبارها إطارا أكاديميا قادرا على النهوض بهذا الفن وحفظ الذاكرة الفنية الوطنية بما تتوفر عليه هذه المؤسسة الرائدة من وسائل تقنية وأساليب بيداغوجية.

يعتبر هذا التراث الفني الخالد بحق جزءا من الهوية الوطنية وشاهدا على إبداع الشخصية المغربية التي اعتزت به وحافظت عليه، وعليها اليوم أن تطوره بجميع الوسائل والأساليب، وتبث إشعاعه ليحتل مكانته اللائقة به بين الخطوط العربية الكبرى، وبين ما يتفاعل في بيئتنا الفنية من تيارات لا تتوقف جذوة تطورها وتفاعلها.

وكما كنا نأمل فقد توجت مسيرة بعث فن الخط التي دشنتها جائزة محمد السادس لفن الخط المغربي بإحداث جائزة محمد السادس لفن الزخرفة بأمر صاحب الجلالة نصره الله وأيده، وسيكون لهذه الجائزة بفضل الله الأثر الكبير في التعريف بهذا الفن الخالد الذي يعتبر تراثا فريدا ومتميزا ؛ كما نأمل أن تمنح الإمكانيات الكافية لتنفيذ المشاريع العلمية والفنية لتوثيق ذاكرة الخط المغربي كخطوة ضرورية في مسار النهوض، الذي تعرفه بلادنا، بالفنون المغربية الأصيلة ونشر إشعاعها، مما سيبرز بقوة إسهام الحضارة المغربية المتميز في الجانب الفني والجمالي للحضارة الإسلامية والإنسانية عموما
Zone contenant les pièces jointes
Prévisualiser la pièce jointe PRIX_MOHAMMED_VI.pdf
PDF
PRIX_MOHAMMED_VI.pdf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق