نص مداخلة المستشار البرلماني التيزنيتي عبد اللطيف أوعمو بمجلس المستشارين الغرفة الثانية للبرلمان

والتي قامت خلالها البرلمانية القديرة السيدة فاطمة شاهو تباعمرانت، بالحديث باللغة الأمازيغية، كاسرة بذلك نوعا من الحصار أو التخويف الذي فرضته جهات قد تعتبر متطرفة لغويا، ولم تقبل يوما ما جاء به الدستور من مكاسب بترسيمه للأمازيغية لغة رسمية للمملكة المغربية، وذلك بفضل مبادرة ملكية رحب بها الشعب المغربي الذي خرج بكثافة للتصويت على الدستور بنعم. لكن تنزيل مقتضياته في مجال الأمازيغية بقي دون مستوى التوقعات، ما دفع بعض القومجيين العروبيين المتطرفين، لكي يعتقدوا انها فرصة لإبقاء الوضع على ما هو عليه، ما دام أصحاب الحق المعنيون به لا يحركون ساكنا للمطالبة به. مدينة تيزنيت إحتضنت يوم السبت 15 يونيو 2013 الإحتفالات بالذكرى الثانية لدسترة الأمازيغية، نفس المدينة التي بادر رئيس بلديتها المستشار الأستاذ عبد اللطيف أوعمو، يوم الثلاثاء 18 يونيو 2013 إلى العمل على إثبات ان مجلس المستشارين مثله مثل مجلس النواب ستكون له مداخلته الأولى بالأمازيغية، نتمنى ألا تكون الوحيدة كما حدث بمجلس النواب. خلال جلسة الأسئلة الشفوية هذه تقدم المستشار البرلماني عبد اللطيف أوعمو لمجلس المستشارين بإحاطة علما بقضية طارئة تهم مرور سنتين على دسترة الأمازيغية دون الترخيص رسميا بالتواصل مع المواطنين وداخل قبة البرلمان باللغة الأمازيغية تحت ذريعة عدم التوفر على مترجمين، على عكس ما حدث بمجلس النواب لم نشهد ردود فعل  مستغربة أو مستنكرة بغير حياء، وطبعا السبب يكمن في مكانة و وزن المستشار الذي يتحدث، فزملاء عبد اللطيف أوعمو، يعرفون أنه لا يخشى في قول الحق لومة لائم، لذلك فحذاري من إستفزازه، وخاصة في مجال تمرسه وهو القانون والدستور لكن ذلك لم يمنع رئيس الجلسة من مقاطعته قبل اكتمال وقته القانوني. المداخلة تاريخية بامتياز ليس فقط لأنها الأولى بمجلس المستشارين بل لأنها كانت المسمار الأخير في نعش مشروع المتطرفين العروبيين القومجيين الذين راهنوا على الوقت لطمس جهود تنزيل دسترة الأمازيغية. كلمات قليلة ومعدودة أطلقها عبد اللطيف أوعمو بالأمازيغية لكن الطريقة والنبرة التي أطلقها بها، جعلتها كافية لإيصال الرسالة لمن يهمهم الأمر، عبد اللطيف أوعمو لبس لباس المحامي البارع الذي يرافع في قضية حق ومصير يؤمن بها إلى أبعد مدى، وقف شامخا للمرافعة وهو يستعمل كاريزمته وبراعته في الخلط بين النصيحة والتنبيه وبين التذكير والبرهان الدامغ. العديد من شرائح المجتمع المغربي لم تفهم يوما كل ما يقال في قبتي البرلمان، سوى حين تحدثة البرلمانية فاطمة شاهو تباعمرانت بمجلس النواب، وحين تحدث المستشار البرلماني عبد اللطيف أوعمو بمجلس المستشارين، وكلاهما تحدث لغة يفهمها غالبية الشعب المغربي، ومع ذلك نرى بعض من يطالب بتعليق الحديث بالأمازيغية الى حين توفير ترجمة، من الأمازيغية الى العربية ترجمة موجهة للنسبة الأقل من البرلمانيين ومن المواطنين، طلب ومنطق غريب، فكيف يطلبون هذا ولم يسبق لأي منهم أن طلب من قبل ترجمة العربية الى الأمازيغية؟ وفي ما يلي نص الإحاطة كما نشرت بالموقع الرسمي للمستشار البرلماني عبد اللطيف أوعمو:
شكرا، السيد الرئيس، السيدات المستشارات (إن كن حاضرات)، السادة المستشارون،
يحتفل المغرب هذا الأسبوع بالذكرى الثانية لدسترة اللغة الأمازيغية. وكبرلمانيين ، علينا واجب استحضار سؤال محوري: هل اللغة الأمازيغية لغة رسمية بالفعل أم لا؟ هذا سؤال كبير لا بد لنا أن نجيب عنه كبرلمانيين، ولا بد للحكومة أن تجيب عنه. لقد سكتنا لمدة سنتين، ولم نتحدث ولم نتواصل باللغة الأمازيغية داخل قبة البرلمان. هذا تراجع عن المكتسبات الدستورية. هذا تنكر للدستور. نقول أنه لا بد لنا أن نتوقف، لكي نجد مصداقية في سلوكاتنا وفي التزاماتنا مع المجتمع ومع الشعب. الدستور وثيقة اتفق عليها الجميع. إنه ميثاق شعب وميثاق مجتمع. هل هو ينفذ أو لا ينفذ؟ لا بد من الإجابة على هذا السؤال اليوم. السيد الرئيس، يبدو لي أننا نعيش مفارقة كبيرة. البرلمان موجود. والأمازيغية غائبة أو مغيبة. وتمنع هنا بدعوى اننا لا نتوفر على اللوجيستيك وعلى آليات الترجمة. أقول اننا أمام مفارقة لا يقبلها حتى الآخرون، بحيث كنت خلال الأسبوع الماضي في مهمة برلمانية خارج الوطن. وما قاله لي العديد من الناس هناك، متسائلين: كيف تعترفون باللغتين العربية والأمازيغية دستوريا، ولا تتحدثون الأمازيغية عمليا… فأنتم تكذبون. وهذه حقيقة، وعلي أن أجيب لأنني مسؤول برلماني مثلكم. هل من المنطق أن نتذرع طيلة سنتين بأنه ليس لدينا مترجمون؟ 90 % من هؤلاء يعرفون الأمازيغية، ويتحدثونها… اسمحوا لي. من جهة أخرى، دفتر الشروط والتحملات الذي وضعته الحكومة. رئيس الجلسة يقاطع… فـــ … انتهى الكلام بالأمازيغية. وللتذكير فقط … فرئيس الجلسة الخليفة الأول للرئيس المستشار محمد فوزي بنعلال عن الفريق الاستقلالي للوحدة و التعادلية قاطع المستشار عبد اللطيف أعمو قبل إنهاء كلمته …فـــ … انتهى الكلام بالأمازيغية. وكما جاء في ألف ليلة وليلة: “… وأصبح الصباح، فأمسك المستشار أعمو عن الكلام الأمازيغي الغير المباح…” وعند إعادة توقيت نص الإحاطة، للتأكد من إتمام 3 دقائق القانونية أو عدمه – بعد حذف مدة التوقيف الاضطراري جراء مطالبة بعض البرلمانيين بالترجمة (!) أو لخلق ارتباك في مداخلة المستشار أعمو – تبين لنا أن مدة الإحاطة قبل تذرع رئيس الجلسة بتجاوز الوقت هو دقيقتان و80 ثانية .. أي أن المستشار لم يتجاوز ال
وقت القانوني … بل تنقصه 20 ثانية لكي تنتهي المدة القانونية المخصصة له. وبالتالي يجوز القول أن الرئيس قاطع المستشار أعمو تعسفا… فـــ…. انتهى الكلام بالأمازيغية لأن التحدث بالأمازيغية ما زال بالتأكيد يزعج الكثيرين من محدودي الأفق … فجاز الختم بما ورد في ختام قصص  ألف ليلة وليلة: “… وأصبح الصباح، فأمسك المستشار أعمو عن الكلام  الأمازيغي الغير المباح…”/مدونة إداوسملال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق