تحويل المعهد الموسيقي والمركب الثقافي إلى ملحقة ومكاتب إدارية بأكادير يثير الغضب

تحويل

تقرير بخصوص منشأة سوسيوثقافية باكادير

            تلقت جمعية بييزاج للبيئة والثقافة بأسف كبير وبحسرة بالغة الأثر، نبأ تغيير وظيفة المركب الثقافي والمعهد الموسيقي لتكوين الأطر، الى مركب إداري للموظفين، وهو ما يعتبر انحرافا في مجال التسيير والتدبير للشأن المحلي، وأسسنا اعتباراتنا لتدارس هذا المشكل من منطلقات مقارناتية ورصدا لاختيارات تسييرية محلية متشابهة وغير بعيدة، وحاولنا فهم منطق التسيير المحلي من مستلزمات ومتطلبات فئات وطبقات عريضة من المجتمع  من المواطنين الذين لهم حاجيات أساسية  لأبنائهم وليست كمالية، لتعلم الفنون المختلفة والذين هم أمس الحاجة الى هذه النوعية من المرافق السوسيوفنية وثقافية وتربوية لتعلم فنون: رسم – موسيقى – مسرح-  رقص …وللشباب بالمنطقة بصفة عامة الى ارتياد مؤسسات توفر لهم قاعدة لتهذيب السلوك، ولتسريح الانفعالات عبر مجالات الإبداع والتعبير، للتربية الفنية والموسيقية والمسرحية والتشكيلية وغيرها، منطلقنا هو ان تكثيف فضاءات الإبداع والتعلم الفني يدفع نحو مدارج الحداثة والعصرنة وقيم المواطنة والنبل، وتهذيب السلوك والابتعاد عن الانحراف والعنف، والإجهاز على هذه المرافق السوسيوتربوية ذات الأهمية الفنية يشجع بشكل غير مباشر نمو وتفريخ شباب يحمل عدوانية نفسية تجاه الآخر ويكون طعما للانحراف والتشرميل وصيدا صائغا لجماعات التكفير والتطرف التي تشتغل ليل نهار وعبر جميع الوسائط والوسائل، لذلك يجب القطع مع هذه الانحرافات في مجال تسيير المرافق العمومية ذت المنفعة السوسيوثقافية،الذي يتنافى وحاجيات الشباب والطفولة والأسر، وإيقاف هذا الإجهاز على المرافق الثقافية ذات الأهمية التربوية في تعلم الفنون الموسيقى  المسرح التشكيل …كحق من حقوق الأطفال والشباب والكبار كذلك في التنمية المحلية باكادير.

 

   1- قانونيا وحسب المختصين لا يمكن تغيير وظيفة  Affectation)  ( ومعالم إحداث منشأة سوسيوثقافية ما لم تحصل الجماعة على موافقة من لدن الوزارة الوصية.     

 

       استبشرت جمعية بييزاج للبيئة والثقافة باكادير الكبير كباقي الجسم الثقافي والفني والإبداعي بمدينة اكادير، إقدام مقاولة على إتمام أشغال بناء مشروع المركب الثقافي والمعهد الموسيقي الكبير لتالبورجت، بجوار حديقة ابن زيدون، بزنقة المعرض وبقلب المدينة حيث تنعدم المؤسسات والمركبات السوسيوثقافية والفنية بتلكم المنطقة، المشروع كان تمرة تنزيل لمجلس البلدي سنة 2001 وقام المجلس الموالي في الفترة النيابية 1997 – 2003 بتخصيص اعتمادات مالية لبناء هذا الصرح الثقافي والفني في فترة لم تكن تعير فيه المجالس المنتخبة بالمغرب أهمية للتجهيزات السوسيوثقافية والتربوية أية أهمية، نظرا لمتطلبات التجهيزات الأساسية: للطرق الحضرية، والإنارة، والمساحات الخضراء، وتدبير التوسع العمراني، فكانت بذلك نقطة مضيئة في  التسيير المحلي باكادير، لكننا بالمقابل تفاجئنا كباقي الفاعلين في الحقل البيئي والثقافي بالمدينة  بمعرفة أن هذا الصرح الحضاري والثقافي الذي بني بأموال دافعي الضرائب سيتحول إلى مركب إداري بلدي  خاص بالموظفين مقابل تفريغ مكاتب البلدية الحالية وتخصيصها لأعضاء المكتب الذين سيتحولون الى موظفين قارين  بتلك المنشأة، هذا المعهد الذي كان سيعد طفرة نوعية بالنصف الجنوبي للمملكة ومنشأة تساهم في نشر وتعميم الثقافة والفنون وتخريج الكوادر الفنية والأطر الموسيقية،  والانخراط في مدارج الحداثة بمدينة  أضحت حديث العام والخاص، وتنعدم فيها شروط الاشتغال وظروف التنمية الثقافية التي تم وأدها أمام تنامي مظاهر الانحراف والإجرام والتشدد والتكفير الذي يجد له فضاءات ومستنبتات عدة بالمنطقة وتساءلنا، جميعا: منتخبين، سلطات، مجتمع مدني،  إعلام، تربية، واسر، قانونيا لا يمكن تغيير وظيفة ومعالم منشآت سوسيوثقافية ولو بإجماع المنتخبين في دورة، ما لم تحصل على موافقة من وزارة الداخلية قسم الجماعات المحلية، وان حدث هذا فعلا فهو ردة غير مسبوقة في التسيير الجماعي بالمنطقة. على اعتبار ان المدينة بحاجة ماسة الى مرافق كبرى: مسارح/ قاعات سينما/ خزانة جامعية كبرى/ تتناسب ومكانتها  الثقافية والسياحية والاقتصادية والتجارية، كما هو معمول به الآن بمدن أخرى تخلفت اكادير كثيرا على اللحاق بهم على مستوى التجهيزات السوسيوثقافية والفنية  والإبداعية  الكبرى  .

 

2- تعطيل إتمام أشغال المعهد لما ينيف عن عقد من الزمن، كلف ميزانية الجماعة أموال طائلة، وساهم في  وأد العمل الثقافي والفني ، مما يفتح المجال لنمو الانحراف وتنامي الفكر الظلامي  بالمنطقة.

 

        دأبت المجالس المنتخبة السابقة على بناء تجهيزات أساسية بالمدينة، في فترة كانت تعرف نموا حضريا مضطردا، وبرغم من المؤاخذات الكثيرة على نمط التسيير الذي قد لا يتفق معه العديد من المواطنين كحق في الاختلاف والروئ والديمقراطية المحلية، فالمواطنين بالمدينة من جهة أخرى يؤكدون تحقيق منجزات مهمة بالمدينة، كالقاعة المغطاة  والمركبات الثقافية، والمحطة الطرقية، ومشروع ممر توادا الشاطئي والدعم المادي والمعنوي للفعل السياحي بالمدينة في التجهيزات الأساسية وتنشيط الحركة والفعل الثقافي والسياحي بالمدينة، ويجمع مختلف الفاعلين المحليين في مجالات الثقافة والفنون والمسرح بان حاضرة سوس راكمت في السنوات الأخيرة تخلفا وترديا لاختيارات محلية غير تشاروية وتشاركية، تعتمد نمط القرار الأحادي الجانب في أحيان كثيرة، والإقصاء وتهميش الكوادر المحلية المنتخبة والجمعوية والأكاديمية أحيانا أخرى، ومن باب هذه الديمقراطية التي قد تكون أحيانا انحرافا لا شعبي ولا ثقافي ننصب أنفسنا نحن كجمعية للمجتمع المدني أمام صمت الجميع على هذه الردة الفنية والثقافية الغير مقبولة من مجلس منتخب للدفاع عن حق أساسي من حقوق الإنسان في التنمية الثقافية والفنية لأطفالنا  وشبابنا وأجيال من  بعدنا، في مشروع أريد له ان يكون باب من أبواب مدارج الانفتاح والحداثة والرقي بالذوق الفني والموسيقي،  وليس الإجهاز عليه ثارة بتهميشه لمدة تقارب عشر سنوات بدون وضع أية ياجورة جديدة، وتارة أخرى بتحويله الى ملحقة إدارية لموظفي البلدية الذين هم في حاجة الى تحفيزات وسكن ورد الاعتبار وتقدير لمجهوداتهم المشكورين عليها بالمدينة، بدعوى الخصاص في المكاتب وإفراغ البلدية الحالية التي لها حمولة ورمزية تاريخية ووطنية، وهو ما يعد من وجهة نظرنا كجمعية انحراف وتجني ومصادرة غير مبررة لحقوقنا الثقافية والفنية بالمدينة التي نحن جميعا شركاء في تنميتها ونقد التيسير الذي يجانب الصواب أحيانا في اختياراته ومنطلقاته، واغتصاب لحقوق أجيال من الأطفال والشباب، لمنشأة كانت ستعد منارة في الإبداع والتربية الفنية الموسيقية والإشعاع الثقافي بقلب المدينة.

 

3- بعيدا عن منطق الافتراء والتظليل، منطلقاتنا لا سياسية ولا إيديولوجية بل مقارنات ميدانية واقعية لتجربين باكادير الكبير.

 

          قامت بييزاج بتحري نموذج  مشابه للمركب الثقافي والمعهد الموسيقي الكبير لاكادير، وهو المركب الثقافي والموسيقي والفني لآيت ملول مدينة تنتمي لحاضرة اكادير الكبير، يسيرها مجلس منتخب بشكل ديمقراطي، مجلس ايت ملول أبى إلا ان يتم مشروع المركب الثقافي رغم ان الإمكانات والموارد المالية غير متشابهة تماما، فأبى هذا المجلس والمنتخبين الا ان يخصصوا سنويا مبالغ مالية تقدر مابين 2 الى 3 مليون درهم،  لبناء وتجهيز هذه المنشأة التي انطلق بناءها في سنة 2004، بعد الدارسات التقنية التي شرع فيها سنة 2001 وبعد مرور فترتين نيابيتين الآن ، وطبقا لمبادئ الاستمرارية فان المشروع اكتمل وأصبح جاهزا للاشتغال وانتصب صرحا إشعاعيا وثقافيا بقلب مدينة ايت ملول التي تحاصرها الأحياء الصناعية من كل مكان، بل أكثر من ذلك ارتأت الجماعة الحضرية لأيت ملول تسيير المنشأة بطريقة تشاركية، فقام المجلس بإبرام أثقافية شراكة وتعاون مع وزارة الثقافة لتسيير وتجهيز المنشأة وهو ما تم وهذا يبرز الى حد ما نضج التجربة وعمقها في تغليب الإطار التشاركي على الفكر الأحادي الجانب في التعامل مع المرافق السوسيو ثقافية،  وقامت الوزارة بتجهيز القاعات وصالة العرض الكبرى بالصوتيات والإنارة وتجهيز المكاتب بكل المستلزمات في انتظار تجهيز المكتبة بالكتب وقاعات الموسيقى  بالآلات وغيرها، والأطر المنشطة ويقوم مدير معين من طرف وزارة الثقافة بالسهر على تسيير وتدبير المركب الثقافي في إطار تشاركي مع المجلس البلدي لأيت ملول بالإضافة الى تهيئ مساحات خضراء وفضاءات اللعب المجاورة على امتداد شريط فارغ بجانب المركب ،… بييزاج اجتمعت بمهندس المشروع ، الذي فاز بمشروع تأهيل سوق الجملة القديم (مارشي كرو باكادير)  وتم  إلغاؤه من طرف المجلس الحالي في بداية عهدته سنة 2003 ولا يزال المشروع نقطة سوداء يرتادها المنحرفون والأشخاص بدون مأوى وتحولت الى مرحاض مفتوح ومشروع  معلقا الى يومنا هذا، صرح لنا  المهندس انه تابع المشروع من إلفه الى يائه رغم الصعوبات المالية والاكراهات فالمجلس الذي لا يتوفر على مقر مناسب لإشغال دوراته، لم يتدخل  قط لتغيير معالم المركب او الإجهاز وتحويله مقر البلدية، التي تسير أشغال مدينة من  مقر عادي جدا قد لا يصل حتى حجم المجزرة العتيقة بالحي الصناعي باكادير، ورغم ذلك أبى مجلس ايت ملول الا ن يتم المشروع  حسب إمكانياته بشعار: نحن ذاهبون فلنترك لشبابنا وأطفالنا مجالات للإبداع والانفتاح والتعبير، وقد زارت بييزاج المشروع أثناء  الأشغال رفقة المهندس المشرف، واطلعت على مكوناته التي تعتبر رائدة على المستوى المحلي والجهوي، عبر قاعات للمطالعة وخزانة بلدية مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية وقاعات لتعلم الموسيقى والفنون الحرفية الأصلية، وقاعة كبرى للعرض تتسع لحوالي 300 متفرج، بالإضافة إلى إكسسوارات، وغرف الممثلين وأماكن خاصة بدوي الاحتياجات الخاصة… الى غير ذلك من المرافق المهمة في هذه المنشأة الرائدة جهويا. وبهذا فمجلس ايت ملول بكل منتخبيه في الأغلبية والمعارضة يستحق الثناء والتقدير بإخراج وانجاز وإتمام هذا المرفق السوسيوتربوي للساكنة الملولية التي هي في أمس الحاجة إليه.

 

    فيما يخص المركب الثقافي والمعهد الموسيقي لاكادير تم التغاضي عن إتمام أشغاله، وتهميشه من ميزانية التجهيز لبلدية اكادير لما يزيد عن عشر سنوات  وبقي نقطة سوداء وملاذا للمنحرفين وبدون مأوى في قلب المدينة النابض، وعوض ان يؤدي دوره المنوط به في تخريج موسيقيين وفنانين تحول الى مكان تقطنه اسر من أطفال الشوارع والمنحرفين, وأجهز على هذا المرفق السوسيو تربوي بدعوى خلق مرافق القرب  وهذا صحيح، وتم شرخ الاستمرارية التسييرية في إتمام الأشغال، وطلب  عوض ذلك ايفاذ لجن تقصي الحقائق نظرا لخروقات في المشروع من الناحية الهندسية والمالية التي لا تناسب وهندسة معهد موسيقي، وحسب معطياتنا فان من خلاصات نتائج لجنة التقصي إنها اعترفت بكون  المعهد بني بمعايير فنية وجمالية وهندسية  عالية الجودة وهو تصريح من احد المنتخبين بالمجلس الحالي العرف بشؤون المطبخ الداخلي، اشرف عليها مهندس مشهود له بالكفاءة والمهنية بسوس والمغرب ككل تتناسب بل وتفوق ما هو موجود بشمال أفريقيا فأين الخلل إذن، ، بالإضافة الى تراكم مؤخرات مالية للمقاولة المشرفة على البناء والتي ناهزت ملايين الدراهم، فكيف ثم التفاوض معها وهذه أموال المواطنين ودافعي الضرائب، وحسب معطياتنا التي استقيناها بخصوص المعهد الموسيقي لتالبورجت فهو مؤسسة ثقافية لتكوين الأطر الموسيقية، أي لا يقتصر على تدريس الموسيقى فقط خلال فترات التكوين الأولية بل كان سيساهم في تكوين الأطر الموسيقية المؤهلة لممارسة تدريس هذه المادة الفنية بمؤسسات التربية والتعليم او المعاهد الموسيقية المحدثة،بالإضافة الى التعلم في فضاءات مناسبة لأبناء الأسر من الطبقات المتوسطة، كما يتوفر المعهد على قاعات خاصة بالتدريب بالقبو حتى لا يحدث ضجيج او ضوضاء للعاملين في الطابق الأرضي والأول والثاني، ويتوفر على قاعة عروض من الطراز العالي تتسع لحوالي 700 متفرج وفق احدث الموصفات الفنية والهندسية و معايير السلامة والإغاثة، وولوج ذوي الاحتياجات الخاصة، كما يتوفر على خزانة ومكتبة موسيقية، وقاعات للإعلاميات، وكل المستلزمات الفنية والثقافية الرائدة، كما ان تسيير المنشأة كان سيتم وفق مقاربة تشاركية مع وزارة الثقافة، والوكالة اليابانية للتنمية عبر تخصيص ظرف مالي يقدر ب 5 مليون درهم لتجهيز المعهد بالصوتيات والإنارة والآلات الموسيقية، الاتفاقية توفيت مع تهميش المعهد، موقع المعهد الموسيقي لتالبورجت يوجد بفضاء جد مناسب لممارسة أدواره بجانب حديقة ابن زيدون، وتتوفر فيه جميع الشروط ليكون منارة فنية وثقافية وسوسيوتربوية لإشاعة قيم التسامح والحضارة، وتربية الذوق الفني والجمالي، وفضاء للأسر الاكاديرية لتعليم أبناءها في معهد بموصفات عالية الجودة من الناحية الهندسية والتربوية تليق بهم.

 

4- مطالبنا مطالب قانونية ودستورية في الحفاظ على المعالم الحضرية والثقافية وحمايتها.

 

      في الفصل 12 من الدستور: “تُساهم الجمعيات المهتمة بقضايا الشأن العام، والمنظمات غير الحكومية، في إطار الديمقراطية التشاركية، في إعداد قرارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية، وكذا في تفعيلها وتقييمها”. وعلى هذه المؤسسات والسلطات تنظيم هذه المشاركة، طبق شروط و كيفيات يحددها القانون.

 

  إن تحويل المعهد الموسيقي الكبير لاكادير الى ملحقة إدارية دون اخذ برأي الجمعيات الثقافية والفنية بالمدينة وبدون تفعيل للديمقراطية التشاركية كما يقتضيها القانون والدستور،  يعتبر انحرافا لا شعبيا ولا ثقافيا  ولا فنيا ووأد للمبادرات الخلاقة في بناء منشآت تليق بحجم ومكانة اكادير كوجهة اقتصادية، سياحية، وثقافية، وتكريس للتراجع في الرقي بمدراج الحداثة وتنمية الذوق الفني ،وتنمية الفعل الثقافي والتنشيطي بالمدينة، نطالب المجلس الجماعي الذي نعتبره مؤسسة منتخبة ديمقراطيا من إرادة الشعب والمواطنين، مسؤول ومؤتمن أمام الشعب عن اختياراتنا وحاجاتنا الأساسية قبل اختياراته، وحاملا للأمانة في تدبير شؤوننا وحاجاتنا المحلية التنموية للثقافة والفنون بالمدينة، نطالبه بالعودة لجادة الصواب بإتمام إشغال المعهد الموسيقي والمركب الثقافي وإخراجه لحيز الوجود دونما تغيير لوظائفه التي أحدث من اجلها منذ 2001، والقطع مع النهج البيروقراطي ذو الصبغة الإدارية الذي لا يتناسب بتحويل المنشأة السوسيوثقافية والفنية الى  مكاتب إدارية  بالمدينة، التي  هي في غنا عنها  لوفرتها بكل الدوائر والمقاطعات، نعتبر الديمقراطية أساسا للتنمية المحلية التي تخدم مطالب وحاجيات المواطنين من مختلف الفئات الاجتماعية وتخدم مطالب الشباب والطفولة بالدرجة الأولى، ونحيل المجلس المحترم على الاكتظاظ والإقبال الذي يعرفه المعهد الحالي بالحي الصناعي وظروف التسجيل و اشتغال الأطر والكوادر بذلك المكان الضيق هندسة والأشبه بزنزانات منه الى معهد رحب ومفتوح، وهو ما يفسر الحاجة الملحة لهذه المرافق بمختلف المقاطعات وليس بالمدينة فقط، نحن بحاجة الى معاهد فنية وموسيقية وثقافية، ودور سينما، وقاعات عروض فنية وتشكيلية، ومتاحف محلية وجهوية للتراث المادي واللامادي، ومكتبات جامعية كبرى  معهد موسيقية بكل المقاطعات، ببنسركاو، تيكيوين، أنزا العليا والسفلى، حتى نضع حدا لأعشاش الانحراف والتكفير والتطرف المتنامي، هذا هو واجبنا اتجاه شباب هذه المدينة نحن بحاجة الى نشر وتوطين قيم إنسانية بديلة لقيم العنف والاعتداء والاحتقار، نعتبر الديمقراطية والحرية في الرأي والتعبير حق دستوري للمجتمع المدني في التصدي لكل القرارات التي تتناقض مع حاجياتنا الثقافية والفنية الملحة، والتي نستشف منها خطرا محدقا بالأمة  خصوصا الشباب والطفولة بقتل مرافق تقطع مع دعوات الانحراف والتطرف التي تجندت ضدها كل القوى الحية والسلطات والمنتخبين والجمعيات وكافة مؤسسات الدولة في الآونة الأخيرة ، ندعو المجلس الجماعي لاكادير للاقتداء بمجلس ايت ملول والقيام بزيارة ميدانية للمركب الثقافي بهذه المدينة، ندعو السلطات الولائية والوزارة الوصية الى إيقاف هذا التشوه الذي يلحق مؤسسة سوسيوثقافية وتربوية نظرا لأبعادها في فقدان الثقة في الفعل السياسي للمجالس المحلية، بتبني قرارات لا قانونية ولا شعيبة وبتغيير وظيفة المنشآت المحلية ذات المنفعة العامة وتبعاتها الوخيمة على التنشيط الثقافي والفني بعاصمة سوس، ولنأخذ العبرة في التدشينات الأخيرة، للمنشآت السوسيوثقافية  والفنية الكبرى بالمغرب.

 

    

 

رشيد فاسح

رئيس جمعية بييزاج للبيئة والثقافة

حماية البيئة  مسؤولية التزام واخلاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق