روايس اشتوكن ..وسر الامتناع عن التسجيل !

من الاسئلة التي يطرحها الباحث والمهتم بالحقل الفني الامازيغي وتحديدا فن ترويسا ، هو لماذا امتنع طفاحلة روايس اشتوكن عن تسجيل انتاجاتهم الفنية ؟ وما التفسيرات والتوضيحات التي بررت هذا المنحى ؟
منطقة اشتوكن، بسهل سوس ، من المواطن الاكثر احتضانا لفن ترويسا وبزغت اسماء لامعة لايمكن أن يقفز عليها مؤرخي الإدب الأمازيغي ،لانها فرضت نفسها ، وأسست لمدارس قائمة الذات في هذا النمط الابداعي .وتشتهر المنطقة فنيا “باجماݣ” وهو فن تراثي عريق ونوع من انواع احواش ،وبزغ هناك نجوم من شعراء هذا النمط الابداعي الذي يعتمد عادة على الارتجال في القول الشعري ، واجماك تنخرط فيه ابناء قبائل اشتوكن وايت بها في المناسبات والافراح كفن جماعي فرجوي متاح للجمبع شريطة الالتزام بقواعده من زي ورقص وانضباط .

هذا الفن التراثي الأصيل غدى حقل ترويسا بفنانين سجلوا حضورا قويا على امتداد عقود من الزمان ستظل أسماؤهم راسخة في ذاكرة الأدب الامازيغي وخصوصا فن ترويسا.

وعلى الرغم من هذا السخاء الفني لروايس اشتوكن في اسايس والحفلات والمناسبات فاننا نقف حائرين امام موقف لازم الاغلبية المطلقة من متعاطي ترويسا ،الا وهو عدم الاقبال على شركات الانتاج كغيرهم من روايس مناطق اخرى ( احاحان ،امتوكة ، الحوز …) فحتى الذين قصدوا مراكز التسجيل اقلية ولا يعكس ما سجل حجم إبداعهم الذي دام لسنوات طوال في مجال ترويسيا (مفلح ،ابراهيم أشتوك الحسين اشتوك، لحسن ابيهي وخرون ….) ، فسعيد أشتوك ، زعيم المدرسة العاطفية، والذي امتدت حياته الفنية لثلاثة عقود من العطاء(من نهاية الخمسينيات الى أشهر قليلة لوفاته سنة 1989لم يخلف الا شريطا واحدا مسجلا ، رغم غزارة انتاجه وظل إبداعه ممبثوثا في أشرطة أخرين وفي بعض التسجيلات ذات طابع مناسباتي .. ومن قبله كان الفنان المناضل الحسين جنتي يرفض أن يسجل أعماله رغم حضوره في الحلقة منذ الأربعينيات في كل ربوع سوس والأمر نفسه يسري على اسم أخر برز في ديار الغربة الفنان ابراهيم بهتي الذي حلق بشعر ترويسا في مدن فرنسا والدول المجاورة لها ابتداء من سبعينيات القرن الماضي حتى حدود العقد الاول من القرن الحالي ..

فاعراضهم عن التسجيل لم نجد له تفسيرا مقنعا ماداموا انخرطوا في تروبسا وابلوا فيها البلاء الحسن بل عمروا فيها طويلا كمشاهير هذا اللون ، فهل الامر متعلق بموقف ديني ؟ فهذا مستبعد ام انهم يعنبرون ما يقومون به فقط فرجوي حدوده منحثرة في الزمان والمكان ،ام ان احترافهم لمهن أخرى تغنيهم عن مداخيل أمارك هو السبب الاساس ..تلك جملة من الاسىلة تحتاج ٱلى أجوبة وستظل مفتوحة على ابحاث تحقيقية وميدانية . =======بقلم : ذ محمد ايت بن علي =========

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق