العين الزرقاء : حينما تحصن الذاكرة التاريخية لتزنيت وتصبح متنفسا للمدينة

تؤرخ الرواية الشفوية أن “العين أقديم” و المعروف أيضا ب”العين الزرقاء” هي النواة الأصلية لتزنيت .فالماء أساس الحياة ويوفر الظروف الأساسية لها ، مما جعل السكان الأولون لتزنيت يستقرون بالقرب من هذه العين . وظهرت معه مزارع “تاركا” ، التي جعلت من تزنيت واحة جميلة. وغير بعيد عن هذه العين استقر القائد أغناج حيث بنى قصبته المعروفة. وبالقرب مهما نجد مسجد “الجامع الكبير” الفريد بهندسته و صومعته .
كل هذه الأمكنة المتواجدة في قلب المدينة العتيقة بأزقتها الجميلة جعلت هذا المجال “فضاء تراثيا” بامتياز تزداد جاذبيته يوما بعد يوم.
جمال المكان ازداد بعد التهييئ الكبير الذي شمل هذا الفضاء من طرف كافة المتدخلين .فبعد أن كان هذا المكان مطرحا للنفايات بشكل تفر الساكنة منه أصبح اليوم فضاء للترويح عن النفس، تقصده العائلات كل مساء. فأصبح عبارة عن لوحة فنية تمتزج فيه عناصر الرواية الشفوية المؤسسة للمدينة وعنصر الابداع الذي طال المكان بعد تهيئته. و تحول بذلك هذا الفضاء إلى مكان رائع يزداد جماله ليلا بفعل الأنوار المحيطة بالعين و هو ما يغري الناظرين.
العائلات التزنيتية والسياح على حد سواء وجدوا الملاذ الحصين لهم من ضوضاء المدينة فأصبحت تتوجه يوميا إلى العين الزرقاء ، حيث الهدوء و السكينة . واستنشاق عبق التاريخ . إضافة إلى اكتشاف الذاكرة التاريخية للمدينة من خلال ارشيف للتراث المحلي غير بعيد عنها .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق