تنقيل مسؤولين أمنيين تبادلا «اللكمات» داخل كوميسارية

ففي إطار مبدأ”على قد اللحاف ،مد رجليك”، جاء القرار المركزي مساويا بين الطرفين،عبر رميهما بسهام التنقيل صوب مدينة تاونات بالنسبة للأول، واتجاه ولاية أمن فاس بالنسبة للثاني،لتتحقق بذلك مقولة:”ضعف الطالب والمطلوب”.
المشهد المستفز،الذي جعل المسؤولين الأمنيين يزج بهما في أثون التنقيل التأديبي، انطلق بحر الشهر المنصرم،على خلفية الحملات التمشيطية التي انخرطت فيها المصالح الأمنية بالمدينة.
عبد الملك رزوق العميد رئيس الدائرة الأمنية الثامنة،لم يستسغ باعتباره المسؤول عن الحملة بمنطقة النفوذ الترابي لدائرته،أن يواجه بمنطق”إلى وصلتي منخرك عضو”،من طرف رئيس فرقة الصقور الذي يعتبر بحكم عدم توفره على الضفة الضبطية تابعا ومروؤسا له.
احتدم النقاش والخلاف بين الطرفين إلى حد “طلوع الدم”،لتنفلت الأعصاب منهما ويدخلان في مواجهة مباشرة،خرجت معها الأمور عن حد الاتزان والوقار المفروضين،واستعاضا خلالها بميزان العضلات عن المساطير والقوانين المنظمة للعلاقة بين أفراد الأسرة الأمنية، وبالتالي ركوب قطار”الدق والتشنديغ”.
تحول فضاء الدائرة الأمنية،إلى حلبة لتبادل الضرب واللكمات،وكل من المسؤولين المعنيين يجاهد لتسجيل نقطة على حساب غريمه،فيما لعبت باقي العناصر دور الجمهور المتفرج، لينقل بعدها الأمر برمته أمام طاولة والي الأمن.
تم تحرير تقرير بالنازلة ،تضمن مجمل الأسباب والمسببات،مع إبراز أوجه” لازين،إلا زين الفعل”التي سيجت هكذا نوع من السلوك الحاط بسمعة أهل الأمن والأمان،وإحالته على من يهمهم الأمر بالمديرية العامة للأمن الوطني.
وبالرغم من أن جزء هاما من محركات هذه المواجهة السريالية،قد تم تحميله لضغط العمل، وإكراهات شروط الأجواء التي تشتغل ضمنها العناصر الأمنية بالمدينة،مع عدم احترام تراتبية المواقع والمهام،فإن قرار الجهات المركزية جاء مساويا بين الطرفين ،عبر وضعهما معا في فوهة مدفع التنقيل التأديبي، وقذفهما اتجاه موقعين متقاربين جغرافيا،في إطار”ديمقراطية” الحال والمآل، ويكون بذلك المسؤولان الأمنيان قد تجرعا من نفس الكأس،تحت يافطة”كنا وكنتو،وصرنا وصرتو”.
إسماعيل احريملة
محمد كريم كفال نشر في الأحداث المغربية يوم 09 – 02 – 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق