ماسة .. القرية المنسية

يمكن مقارنتها بإحدى بلدان أمريكا اللاتينية ورمال صحراوية وسهوب جعلت رعاة الابل والأغنام القادمين من الصحراء وفرة للعيش والاستقرار جعلتها مكانا متميزا لاحتضان مسابقات دولية على الطريق (كرالي باريس – دكار مؤخرا) وبأسوارها التي أعطت لمحة تاريخية عبر القدم وحصونها التي أرخت مجدا عبر عصورها الغابرة كسور تاسيلا العريق وهو شبيه بنظيرتها مدينة تيزنيت المجاورة والذي تم تهديم جزء منه من طرف المجلس الجماعي سابقا وبقيت أطلاله تقاوم الزمن وحصون أخرى بدواوير المنطقة لم تنضم أسوار و أحصنة ماسة العريقة ضمن التراث الوطني المحض لهدا اندثرت وبقيت تقاوم.

ماسة أو القرية المنسية لم تأخد نصيبها من المشاريع الهادفة لا من طرف الجهة عامة والإقليم بشكل خاص حول ما وصلت إليها هدا الأخير. مشاريع حبيسة الرفوف وتنمية مندثرة وشبح خرابها يتزايد ومنذ التقسيم الجماعي لسنة 1992 وتقسيم ماسة إلى جماعتين نصفها ماسة ونصفها الأخر سيدي وساي لدوافع انتخابية وسياسية جعلت أهلها بين الجماعتين القرويتين  تحت وطأة الصراعات الداخلية والمشاكل المتأزمة وبمنتخبين أساؤوا لبلدة يمكن ان تكون قبلة للعديد من المستثمرين أجانب كانوا أو مغاربة لمشاريع هادفة ستجعل الاستقرار والطمأنينة لأهل البلدة المنسية.

أما اليوم ونحن في عصر الانفتاح ظلت منطقة ماسة تحت تقاعس دائم جعلت شبابها اليوم يهجرونها بسبب خلافات عائلية ومشاكل أخرى أججت صراعات إرثية وقبلية وغيرها، إلى مدن أخرى داخل وخارج أرض الوطن.

ومقولة بلمجدوب الشهيرة عن عروسة سوس: “لا تقترب من ماسة ولا تسكن فيها ولا تبتعد عنها”. لها دلالات يمكن توضيحها؛ حيث اعتبر عروسة سوس وزهرتها أنها أولا مهددة بالفيضانات والكوارث المحتملة وثانيا ان منطقة ماسة يمكن اعتبارها قلعة محصنة بفعل تواجد للعديد من الأولياء الصالحين بكل دوار من المنطقة المجروحة وبطقوس غريبة ألفها أهل ماسة منذ قديم الزمان وكل من يزورها ويرتادها يجب أن يأتي بالخير العميم أما الشر فهو مهدد في أي وقت كان زمانه ومكانه.

إن منطقة ماسة أو النهر المتلألئ بنهر ماسة قد نزفت خيراتها لمفسدين حاكموا المنطقة ولا زالوا يحاكمونها بقبضة من حديد من وعود خانت ومن تنمية اندثرت ومن مشاريع أخفقت ومن فاسدين نهبوا .. هكذا إذن هي قصة عروسة سوس بين نهب المال العام والفساد الإداري الذي ظل أهل ماسة يستغيثون لمن يهمهم الأمر وأصحاب القرار لما آلات إليها الأوضاع بالقرية المنسية، حيث هدف المنتخبين بالمنطقة أخذ زمام السلطة والتحكم بالقرارات المتخذة  واعتبار أهل ماسة أرقام انتخابية ليس إلا.
حسن الماسي

مشاهد أنفو

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق