خطير : النفحة تغزو الأوساط التلاميذية بتيزنيت

أمام المؤسسات التعليمية يجتمع بعض التلاميذ ليبدأ الجميع بلف مسحوق (النفحة) داخل قطعة صغيرة من ورق «الكلينكس» أو «النبرو» ووضعها في الفم تحت اللسان أو تحت الشفة العلوية ويحتفظ بها لتختلط باللعاب فتكون مادة يمتصها الجسم تؤدي إلى نوع من اللذة والنشوة، الباقي الناتج عنه ( تفال ) بعد مدة ينتهي مفعوله ويتم التخلص منه فيرميه المتعاطي، وتعتبر فئة التلاميذ الفئة الأكثر إدمانا على (النفحة) ، وتعد بعض المقاهي بمدينة تيزنيت، أهم مراكز تجمع المروجين، فيما تعتبر المراحيض بالمؤسسات التعليمية أهم الأماكن التي يجتمع فيها المدمنون، ويمكن معرفتها بالعين المجردة كما يمكن رؤية العديد من التلاميذ الضحايا بطريق كلميم وهم يرتادون تباعا أماكن تواجد بعض المروجين المعروفين بالمنطقة.

 

وتتعدد طرق استعمالها، فالبعض يستنشقها حتى داخل الفصل الدراسي ومنهم من يصنع منها «الكالة» ليضعها في فمه، كما تستعمل «الكالة» بوضعها بين الشفة السفلى واللثة بهدف استحلاب المادة الفعالة فيها وهي النيكوتين، و للبعض الآخر طرق أخرى رغم أنها طرق غير شائعة فالبعض يفضل أن يقوم بإحداث جرح سطحي بين أصابع رجليه او يديه ويضع المسحوق على الجرح ، هذه العملية تحقق للمدمنين نشوة كبيرة والبعض الأخر يقوم بخلط المسحوق مع الرماد و”البزار” والبعض الآخر يضعها (النفحة) في الثلاجة.
وقد تأسف في هذا الصدد العديد من رجال التربية والتكوين لانتشار هذه المعضلة في الوسط التعليمي، مؤكدين حضور بعض تلامذتهم فاقدين للوعي، وغير آبهين بالدراسة والمدرسة ، وفي ذلك اجمع الأساتذة الذين التقيناهم عن معاناتهم من هذه الظاهرة في صفوف التلاميذ، الذين يعتبرون هذا السلوك حقا طبيعيا لا يجوز الخوض في نقاشه، وحمل الأساتذة أولياء الأمور الجانب الأكبر من المسؤولية ويستغربون من أن ننتظر تدخلا من الأطر التربوية فقط في ظل الإهمال الأسري والأمني لهذه الظاهرة، وشددوا على أن يحرص الآباء على تعقب تصرفات أبنائهم والتغيرات التي قد تحدث على سلوكهم اليومي، واعتبروا أن بهذه الطريقة يمكن ولو جزئيا التصدي لإمكانية تمادي التلميذ في تعاطي «الكالة» ومشابهها من المخدرات والمسكرات، واستطرد أساتذة آخرون زكوا وجهات نظر زملائهم مشيرين إلى أن من الأسباب التي تكمن وراء تفشي الظاهرة في المدارس التعليمية تدهور العلاقات الأسرية وتفكك الروابط التي تربط أعضاء الأسرة ببعضهم البعض تعتبر من أهم الأسباب التي تكمن وراء هذا الانحلال السلوكي، وأضافوا أن الظاهرة هاته في المدارس،
وبسؤال الدكتور مصطفى أدحو طبيب بمستشفى محمد الخامس بالجديدة أكد أن إصابات الفم من أخطر ما ينجم عن استعمال «الكالة»، حيث تسبب حدوث إصابات تعتبر نذيرا للأصابة بسرطان الفم وقال ان مركب النيكوتين (Nicotine) هو المسؤول عن التأثير المعروف للتبغ وهو من أخطر المركبات، فقد أثبتت الدراسات أن للنيكوتين أثراً سيئاً وبالغ الخطورة على جميع أجزاء وخلايا الجسم ، حيث تحتوي على مواد عديدة من أهمها أول أوكسيد الكربون ومئات الجزيئات من مادة النيتروزمين، وبهذا يفقد المتعاطي ل «الكالة» أقوى حصن من حصون المناعة في جسده، والنيكوتين وأول أوكسيد الكربون يؤثران على القلب حيث يؤدي إلى انقباض الشرايين عموماً مما يؤدي إلى أمراض القلب ومنها مرض القصور في الشريان التاجي والذبحة الصدرية بسبب ضيق الأوعية ويتبع ذلك تلف أنسجة عضلة القلب بمساعدة التأثير السام لغاز أول أوكسيد الكربون الذي يقلل نسبة الأوكسجين في الهيموجلوبين، ولا يقتصر تأثير النيكوتين على شرايين القلب فقط، بل يمتد إلى أمراض الجهاز الهضمي والجهاز البولي والتناسلي.. فقد أثبتت الدراسات تأثير التبغ على الجهاز الهضمي حيث يسبب نقصاً في شهية الطعام وقد يسبب الإمساك أو الإسهال، كما يسبب اضطراب الوظيفة الإفرازية للغدد الهاضمة أي يضطرب عمل الغدد التي تفرز العصارات الهاضمة وعندها تصاب المعدة بالضعف والوهن ولا تقوى على هضم الطعام فيسبب ذلك عسر الهضم، لارتفاع نسبة حامض الهيدروكلوريك في المعدة مما ينشأ عن ذلك قرحة المعدة والاثني عشر.

كما قد تؤدي «الكالة» في حالة الإدمان إلى ظهور رائحة كريهة دائمة في الفم أما فيما يتعلق بتأثير مواد التبغ على الجهاز التناسلي فقد تبين أن التبغ يؤدي إلى ضعف القدرة الجنسية عند الرجال ويقلل الرغبة الجنسية لدى النساء، و«الكالة» تسبب الإدمان لدى مستعمليها وبالأخص الأطفال والشباب دون سن العشرين، وتعتبر البوابة الرئيسية للانخراط في المخدرات بمختلف أنواعه وأشكاله، وأوضح الدكتور أدحو أن استعمال هذه المواد شبه المخدرة في الفم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة في النبض والتسارع في ضربات القلب والدوار وجفاف السائل الموجود بين المفاصل، وينتج عنها الكثير من الأورام وعلى هذا فإن معالجة هذه الأورام غالباً ما يتم عن طريق الاستئصال الجراحي للورم الذي يتبع بالمعالجة الإشعاعية والكيميائية ولكن في بعض الأحيان لا يكون هذا ممكنا.

فهل يتحرك المعنيون لاستئصال الظاهرة من جذورها قبل فوات الأوان بتيزنيت؟ … إنه مجرد سؤال

بتصرف عن مجموعة من الجرائد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق