المجلس الجماعي لأملن يتداول حول المنتزه الطبيعي الاطلس الصغير الغربي

في اجتماعه المنعقد يوم السبت 04 ماي 2024، في اطار دورته العادية لشهر ماي، بمقر جمعية انركي للتنمية الاجتماعية و الثقافية و الرياضية بدوار انركي برئاسة السيد عبد الرحمان حجي رئيس المجلس الجماعي، تطرق السيد يوسف الزروقي المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه و الغابات بتيزنيت، الى عدد من المعطيات الهامة المتعلقة بمشروع احداث المنتزه الطبيعي للأطلس الصغير الغربي الذي الى يضم جانب جماعة املن تسع جماعات ترابية أخرى على مستوى إقليم تيزنيت، الى جانب جماعات بأقاليم اشتوكة ايت باها و تارودانت، حيث تبلغ المساحة الاجمالية لهذا المنتزه مايقارب مائة و احد عشر الف هكتار و مئة و ثلاثين، منها 8150 هكتار بتراب جماعة املن الممتدة في جبل الكست، علما ان مجموع الدواوير التي يشملها المنتزه الى يصل 353 دوارا.
المسؤول الإقليمي أشار أيضا في عرضه الذي قدمه امام السيدات و السادة أعضاء المجلس الجماعي، الى جانب باقي الحاضرين من ساكنة دوار انركي الواقع بمرتفعات جبل الكست بجماعة املن، الى التأطير القانوني المتعلق بالمحميات الطبيعية، و تعريفها القانوني بإعتباره ” كل فضاء بري أوبحري أو هما معا محدد جغرافيا ومعترف به بوسيلة قانونية ومهيأ ومدبر بشكل خاص لأغراض ضمان حماية التنوع البيولوجي وصيانته وتطويره، وكذا الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي وتثمينه واستصلاحه لأجل تنمية مستدامة ووقايته من التدهور.”، و المساطر المتبعة لإحداث المناطق المحمية واجراء البحث العلني قبل قيام الإدارة المختصة برسم الحدود النهائية للمنطقة المحمية و مباشرة مسطرة اصدار مرسوم احداثها.
وفيما يتعلق بالمنتزه الطبيعي الاطلس الصغير الغربي ركز ذات المتحدث على دوافع احداثه و التي تتمثل في كون المنطقة تتميز بتنوع بيولوجي وبيئي فريد من نوعه، ويضم إمكانيات بيولوجية هامة تعتبر موطنا طبيعيا لعدد كبير من الكائنات الحية، زد على ذلك انها تتوفر على مؤهلات بيئية من حيث الوظائف الإيكولوجية والحفاظ على الطبيعة، كما ان الكست و منطقة أنزي، و منطقة شجرة التنين المقترحة كتراث طبيعي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، تضم قيما و موائل طبيعية هامة كالأركان ، البلوط الاخضر، شجرة التنين، شجرة الأطلسي فستق، شجرة العرعار، علاوة على مناطق رطبة، و مناطق طبيعية و تراثية، كما يضم هذا المجال كما هائلا من النباتات المتنوعة و التي تقدر بحوالي 152 نوعًا، من بينها 16 نوعًا مهدد بالانقراض الى جانب ذلك تتميز هذه المنطقة بتواجد 09 أنواع من التدييات التي تعتبر نادرة و في طريقها الى الزوال، و 17 نوعا من الطيور التي تستوطن هذ المجال كالنسر الملكي و العقاب بولني. و 40 نوعًا من الزواحف، منها 11 نوعًا يعتبر نادرا.
و أشار ذات المتحدث الى ان هذه الثروة التي تتميز بها المنطقة تبقى معرضة الى الكثير من الاخطار و التهديدات كماهو الشأن بالنسبة للرعي الجائر و القنص العشوائي.
وحول التوجهات الرئيسية لتدبير هذا المنتزه و تطويره اعتبر ذات المتحدث الى انها مقسمة الى قسمين: القسم المتعلق بالحماية و الذي يضم الحفاظ على غابات الأركان و شجرة التنين و إعادة تأهيل وحماية الموائل الطبيعية بالمنتزه، والحفاظ على الحالة الراهنة لحماية الحيوانات المهددة: كالاروي، الغزال وتعزيز المراقبة ومكافحة القنص العشوائي، الحفاظ على موارد المياه والتربة، والتدبير المستدام للغابات والحفاظ على توازن المراعي الغابوية.
اما القسم الثاني المرتبط بالاستثمار و التنمية المستدامة؛ فتتمثل في تشجيع السياحة الايكولوجية و الجبلية، وتشجيع السياحة التراثية والثقافية، والتدبير العقلاني للمنتجات الغابوية والمراعي، ودعم تنمية الاقتصاد المحلي عن طريق تثمين سلاسل الأركان، ثم خلق فرص جديدة للشغل عن طريق تثمين الموارد الغابوية و المنتوجات المحلية، وبرنامج المواكبة لصالح الساكنة المحلية و المجاورة للغابات والمنتزه، و جذب مشاريع جديدة ستساهم في خلق فرص للشغل في شراكة مع فاعلين محليين و دوليين، إضافة الى إعادة تأهيل وتثمين التراث المبني والمواقع التاريخية والدينية، ثم الشراكة مع السلطات المحلية، الجماعات الترابية والمجتمع المدني.
و تفاعلا مع العرض الذي قدمه المسؤول الإقليمي لقطاع المياه و الغابات، اكد السيد عبد الرحمان حجي رئيس المجلس الجماعي لأملن الى ضرورة التواصل حول هذا الموضوع مع الساكنة، و تنويرهم لإستعاب هذا الموضوع، مشددا على ضرورة محاربة كافة الظواهر التي يمكن ان تعمل على تهديد هذا المحيط الطبيعي الغني، وخاصة القنص العشوائي و الرعي الجائر، مؤكدا على ضرورة تكثيف الجهود من اجل محاربة هذه الظواهر، الى جانب المجهودات التي يقوم بها القطاع و التي توجت مؤخرا بإحداث وحدة لتتبع و مراقبة الوحيش في هذه المنطقة.
باقي تدخلات باقي الأعضاء انصبت حول وضعية الملكية الخاصة للساكنة داخل هذا المنتزه، واستغلال المجال الغابوي من طرف ذوي الحقوق، وفرص الشغل التي سيوفرها المنتزه لفائدة الساكنة والشباب بصفة عامة، و التراخيص المتعلقة بالتعمير، و استغلال الأراضي التي يشملها المنتزه.
المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه و الغابات بتيزنيت طمأن الحاضرين، واكد على ان اغلب اعمال تهيئة هذه المنطقة تتم بالتشاور مع المعنيين بالامر، و يتم اخذ ارائهم بعين الاعتبار، كما ان باقي التدخلات و التصرفات تكون مطابقة لمعايير حماية هذا الموقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق